أعدت الزميلة زينب المشاط، مراسلة جريدة المدى، تقريراً عن مهرجان "طريق الشعب" السادس، نشرته الصحيفة في الأسبوع الماضي.. نعيد هنا نشره:
انطلق مهرجان طريق الشعب في دورته السادسة على حدائق أبو نؤاس قرب تمثالي شهريار وشهرزاد وبدورته السادسة، حيث تضمن وجود العديد من الخيم التي مثلت عدداً من الصحف والمؤسسات الحقوقية، إضافة الى المؤسسات الشبابية، المدنية والثقافية، كما شاركت بعض دور النشر لعرض وبيع كتبها خلال المهرجان كونه مهرجاناً داعماً للمطبوع الورق.
المهرجان استمر على مدى يومين حيث انطلق صباح يوم الخميس عند العاشرة صباحاً بقراءة النشيد الوطني، وكلمة الافتتاح الخاصة بالسيد مفيد الجزائري الذي تحدث فيها عن "أهمية الاستمرار بهذا المهرجان الخاص بأهم وأول الصحف العراقية والتي يمكن عدّها المرجع لجميع الصحفيين كون أن اغلب الصحفيين تدربوا وعملوا في صحيفة طريق الشعب، وقد ادارها رؤساء تحرير كبار وعملت فيها اسماء كبيرة في مجال الصحافة العراقية".
ويذكر الجزائري “إن اقامة هذا المهرجان هو تقليد تشهده العديد من البلدان وتمارسه بشكل سنوي مثل أوروبا والاميركيتين وقارات أخرى، حيث يعدّ هذا المهرجان وسيلة لتأمين صلة مباشرة للصحف مع قُرائها وأوساط الرأي العام، وتعريفهم بجوانب من جهدها الإعلامي ومجمل عملها ونتاجاتها.” أولى الجلسات التي أقيمت في المهرجان كانت جلسة عن موضوع ” الحكومة الجديدة ومشروع الإصلاح والتغيير” هذه الندوة قدمها الدكتور رافع عبد الجبار مُتحدثاً خلالها عن الخلافات التي شهدها تشكّل الحكومة العراقية الحالية وما واجهته من أزمات في توزيع الحقائب الوزارية وما إذا كانت هذه الحكومة قادرة على الإصلاح والتغيير.” ويذكر عبد الجبار “إننا في نقاشنا في تحالف سائرون وجدنا بأن مجرد أن نوقف نزيف الخصام على الحقائب الوزارية، هذا يعني اننا سنحقق نسبة من الإصلاحات التي نتحدث عنها، فكل شخص يأتي بمرشح معين سيعدّ انجازاً وخطوة أولى في برنامج الإصلاح ويمثل تحقيق 10 بالمئة من منجزنا، وهذا أمر جيد، ذلك إننا لا يمكن أن نعمل بالخطاب السابق و الانتقال الى مرحلة جديدة بسرعة كبيرة جداً، ولكن ما يخدم المشروع هو الشارع والشعب لأنه لن يتقبل الوضع السياسي الحالي وما حصل حالياً أعطى رسالة لكل العراقيين بأن يتوجب تغيير أدائهم ذلك أن العراق بطبيعة الحال انفجاري وبحكم أزماته فهو على مدى آلاف السنوات يعيش الأزمات.”
كما تضمن اليوم الأول من المهرجان إقامة ندوة بعنوان الاعلام العراقي ومشروع الإصلاح والتغيير، إضافة الى إقامة حفل مساءً تضمن إلقاء بعض القصائد التي قدمها الشاعر علي النواب، والشاعر علي الشاهر، إضافة الى بعض المقطوعات الغنائية للفنان نزار كاظم وفرقة ” بختيار ” من كركوك.
اليوم الثاني من المهرجان ابتدأ صباحاً بندوة بعنوان ” إعلاميات شابات…. تجارب وشهادات” تضمنت الندوة كل من الإعلامية جمانة ممتاز، والصحفية في اللجنة بارالمبية سلمى الجميلي، والصحفية والكاتبة في مجال الاقتصاد فادية حكمت، وقدّمت الندوة الصحفية في جريدة طريق الشعب نورس حسن، حيث تضمنت الندوة الحديث عنما يواجه الصحفيات الشابات من معوقات ومشكلات، إضافة الى ما قدمنه بعض الصحفيات الكبار من شهادات ورسائل، ونصائح…
وقد تحدثت الناشطات والإعلاميات عن حالات التحرش التي تواجه بعض الصحفيات في مجال عملهن، إضافة الى ما قد يلاقونه من محاولات تمييز بين الصحفيين الذكور والإناث، تذكر الجميلي ” إن بعض المؤسسات تفضل الكتاب الذكور على الإناث وهذه حالة تمييز كما أن البعض يُفضل الاعلاميات السافرات ويرفض ظهور الإعلامية المحجبة ويقتصر ظهور الإعلاميات المحجبات على القنوات الدينية فقط، مُتغاضين في ذلك عن أهمية ما تقدّمه الصحفيات من عمل ومنجز وهذا بحد ذاته يدرج ضمن لائحة الخروج عن مهنية العمل الصحفي.”
إضافة الى ما تناولته الجلسة من موضوعة انتهاكات حقوق الصحفيين والإعلاميين وعدم قدرة القوانين على حماية حقوقهم، وهذا تجسد بحالات التهديد والقتل الذي يشهده الوسط وعمليات التصفية، خاصة فيما يخص تهديد النساء، كما أشارت الصحفية نورس حسن مقدمة الجلسة الى العديد من حالات الانتهاكات التي قد تواجهها الصحفية الشابة والى المحسوبيات التي يتعرض لها الصحفيون، ووجوب أو التقيّد بتوجهات بعض المؤسسات الصحفية عند أداء العمل الصحفي.
وواحدة من أهم الندوات التي أقيمت في المهرجان بعنوان ” شخصية المهرجان كامل شياع” وهي ندوة قدمها الإعلامي عماد جاسم وتحدث فيها كل من زهير ضياء الدين، والدكتور كريم شغيدل، وطعمة العكيلي، وأشير خلال الندوة الى حياة الراحل، ومسيرته النضالية التي ماتزال الى اليوم خالدة ومستذكَرة، والى كيفية إهمال نقطة تعدّ الأهم وهي التحقيق في قضيته لتبيان الحقيقة من اغتياله، وأعرج إن سبب عدم التحقيق بشكل جدي في قضية شياع يعود وبكل تأكيد الى التقصير في أداء الجهات الأمنية والقضائية لمهامهم.
ندوات كثيرة شهدها المهرجان منها ندوة بعنوان ” أي إصلاح؟ وأي تغيير؟” والتي قدمها السيد رائد فهمي سكرتير مكتب الحزب الشيوعي العراقي، والذي تحدث مستهجناً الوضع الحكومي الحالي، وما يتضمنه من مسميات تغييرية، ذاكراً إنها لم تشهد أي تغيير ولا احترام لرأي الشارع العراقي بل على العكس كل ما يمكن تسميته هو تراجع تام في الواقع الحكومي، وقد كشف التشكّل الأخير للحكومة العراقية عن أن السياسيين مايزالون خاضعين للمحاصصة في تشكيل الحكومة.
وتضمن حفل الاختتام الذي بدأ مساء يوم الجمعة كلمة خاصة بجريدة طريق الشعب، إضافة الى شعر فصيح قدمه الشاعر معن غالب سبّاح وتوزيع جوائز المهرجان على المؤسسات المشاركة، وعرض خاص بفرقة الخشّابة البصرية.