السيدات والسادة الحضور
الزميلات والزملاء
الرفيقات والرفاق
أسعدتم مساءً وأهلا بكم
في مهرجان "طريق الشعب"، مهرجان الصحافة العراقية، الذي انطلق صباح يوم أمس، ويحفل مكانه الجميل بفضائه وخضرته وإطلالته على نهر دجلة، بالكثير والمتنوع من الفعاليات الاعلامية والثقافية والسياسية والاجتماعية والترفيهية، التي انطلقت، كما شهدتموها، متناوبة حينا وفي وقت واحد في احيان اخرى، طوال نهاري اليومين المذكورين وحتى هذه الساعة.
وللسنة السادسة على التوالي، نحتشد في هذا الملتقى، حيث تطل عليه حكاية شهرزاد وشهريار.. نحتشد نحن الصحفيين العراقيين، ومع جمهور قرائنا ومتابعينا من شتى الشرائح والاهواء والتوجهات، جاعلين منه، مناسبةً نادرة للبهجة التي نفتقدها ونحن ننغمر من دون انقطاع، ليل نهار، في مهنة المتاعب.. ولتداول شؤوننا وشجوننا وتأملها وتدارسها سوية.
فبين لحظة قص شريط الافتتاح، وبين هذه اللحظات التي نختتم فيها مهرجاننا، كنا في ساعات من النشاط المكثف نتنقل بين أكشاك الصحف والمجلات والكتب، التي تجاورها أكشاك المنظمات المساهمة ومعارض الصور والرسوم.. وفي خيمة الندوات وفي مساحات مفتوحة أخرى، نخوض في جدل هادف وحوارات هادفة في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية الهادفة.
السيدات والسادة الأفاضل..
يغمرنا السرور في اسرة "طريق الشعب" حين التمسنا مشاركة واسعة منكم في فعالية المهرجان المتنوعة، إسهاما منكم في مهمات مشتركة كثيرة يفرضها الواجب الوطني، سيما وأن شعار مهرجان هذه السنة، الذي هو "الإصلاح والتغيير".. يحمل آمال وتطلعات ملايين العراقيين الراغبين في حياة كريمة وحرة.
إن هذا الشعار، ليس مجرد عنوان نرفعه في هذين اليومين، بل هو مشروع سياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي يحظى بدعم واسناد جماهيري، تعبر عنه شرائح اجتماعية عديدة بشتى الاشكال والصيغ المتاحة والممكنة.
وحظي هذا المشروع - مشروع الاصلاح والتغيير - بمناقشات مستفيضة في ندوات المهرجان وجلساته الحوارية الأخرى، رغبة في تعزيز أهدافه، المتضمنة الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والاثنية في حكم البلاد، وتطويق الفساد ومكافحته سعينا للقضاء عليه، وبناء منظومة أمن قادة على حماية العراقيين، وتوفير فرص الحياة والمعيشة، من خدمات وعمل وضمانات اجتماعية.
والحال الصحافة والثقافة العراقيتين، من أهم مرتكزات هذا المشروع الطموح والممكن.
فها هم جمهور الصحفيين والنشطاء يخوضون صراعاً من أجل توسعة مساحة حرية التعبير وحرية العمل الصحفي وحق الحصول على المعلومة، تارة عبر التأكيد على مبادئها قولا وفعلاً، وتارة أخرى في الدفاع عن قوانين ضامنة لهذه المبادئ الديمقراطية.
وها هم المثقفون والفنانون وسائر المبدعين، يدافعون بحماس واعٍ عن مؤسسات الثقافة والفن والابداع، لتجنيبها رجس المحاصصة وشرورها التي عطلت هذه المؤسسات طيلة السنوات الماضية، وبددت الكثير من فرص التطور والنماء، وضيعت الكثير من تراثنا الحضاري والتاريخي.. حتى صارت آثارنا تباع في المزادات العالمية العلنية.
وها هم الاساتذة الجامعيون والمعلمون والطلبة والاطباء وغيرهم العديد من شرائح مجتمعنا، كل يخوض الصراع في مجاله من أجل الاصلاح والتغيير، ومن ثم يلتقون جميعهم على أهداف مشتركة هي خير الوطن وازدهاره.. وساحات الاحتجاج تشهد بذلك.

إيها الاحبة..
إننا ندرك ما يمكن ان نحرزه عبر مهرجاننا هذا، وهو يتحول بإرادتكم وإسهامكم الى واحد من أهم الملتقيات الهادفة بحواراته وفعالياته الكثيرة.
من هنا ارتياحنا وغبطتنا، ونحن نرى هذه الاستجابة الواسعة لنداء المهرجان من لدن صحافتنا، متمثلة في حضور ممثلين لها، وفي حضور نشطاء من منظمات مدنية ديمقراطية، وممثلين عن مؤسسات حكومية عديدة. ذلك فضلا، عن دور النشر والمكتبات ومعارض الصور والرسوم والتي زينت أجواء المهرجان.
فتحية ود واعتزاز لمن ساهم معنا في إنجاح فعاليات مهرجانكم السنوي هذا.
وتحية تقدير وإكرام للقوات الامنية التي وفرت أجواء الأمان طيلة يومي المهرجان.
وتحية حب وإكبار للأصدقاء والرفاق الذين تطوعوا للمساهمة في التحضير للمهرجان، ومن عملوا على ترتيب مكانه وخيمه وتهيئة أجوائه المرضية.

نلتقي في مهرجان "طريق الشعب" السابع خلال العام القادم.. فإلى الملتقى..
والسلام

*كلمة الحفل الختامي القاها الرفيق ياسر السالم