هكذا يقول (عبيد آل مبارك) عندما سمع عن التفجير الخائب قرب مقر الحزب في الأندلس وهو يرتجز هذه الاهزوجة التي أرتجزها البطل المرحوم (شعلان ابو الچون) إبان ثورة العشرين الخالدة.. عندما اخذت طائرات الاستعمار البريطاني تدور في سماء المعركة التي ابلى فيها ابناء العراق الغيارى بلاءً حسناً وتصور الانگليز ان أزيز الطائرات وهدير محركاتها سيرعب الثوار. ولكن الابطال سخروا من ذلك الازيز وراح قائدهم يهزج وهو يرفع بندقيته (يالترعد بالجو هز غيري). نعم خسأتم ايها الرعاع. فنحن لا نخاف ولا نتردد عن طريق سلكناه (سائرون) ولن يرهبنا الموت أو التهديد. لأن الموت خبرنا وخبرناه لاننا نلتحم معه على الدوام غير هيابين او مراجفين من أجل حقوق شعبنا ووطننا فالموت عرفناه من الثلاثينيات وحتى الآن في الاهوار وفي الجبال وفي الدروب والصحارى وعرفناه في اقبية التعذيب وسجون الجبناء. وكان الموت يبتلعنا ولكننا نقف في (بلعومه) ونخنقه فيهرب صاغراً
(
يضكنه الموت مره ويكبر الصيت
ونضك الموت حد الموت مرات)
وها نحن رؤوسنا عالية وجباهنا ناصعة وشعبنا واثق منا كل الثقة لأن الجبناء وحدهم يرهبهم صوت المفخخات والطرقات ولا نقول لهم الا ونحن اكثر اصراراً وأشد عزماً. كما قال المهوال:
(
رد لا تتدهده ابحلگ آفه).