يوم السابع عشر من كانون الثاني 2018 تم الاعلان عن قيام تحالف مدني وطني بين ستة احزاب عراقية متمثلة بحزب الاستقامة الوطني، والحزب الشيوعي العراقي، وحزب الترقي والاصلاح، وحزب الشباب والتغيير، وحزب التجمع الجمهوري، وحزب الدولة العادلة.
هذا التحالف تشكل على اساس برنامج وطني شامل يعبر عن المرحلة الراهنة، وعمق الازمة بجميع اشكالها التي يعاني منها البلد، وان المفرح في التحالف ليس كونه تحالفا انتخابيا فحسب. وانما سيبقى قائما ومستمرا من اجل الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني، من اجل بناء مؤسسات الدولة المدنية بعيداً عن نهج المحاصصة الطائفية والقومية بكل اشكالها. بعيدا عن دولة الكيانات والمفاهيم العنصرية والشوفينية، والسعي الجاد من اجل بناء دولة المواطنة، دولة المؤسسات
ان التحالف قد تهيأت له ظروف موضوعية لقيامه، وخصوصا اثناء حركة الاحتجاجات والتظاهر السلمي في ساحات الاحتجاج، الذي ارتفعت وتيرته في نهاية تموز عام 2015 وما زال مستمرا لحد يومنا هذا، وكان لعملية التنسيق والتواصل مع القوى المشاركة فيه التي ادركت مسؤولياتها في اهمية تشكيل التحالف من اجل التغيير والاصلاح .
واليوم نلمس اشتداد الحملة المسعورة ضد اطراف التحالف وبتبريرات عديدة، صادرة من البعض بهواجس حسن النية، والبعض الاخر بالاساءة والتعمد المقصود لأطراف التحالف والتشكيك في نجاحه .. مرة بالحرص المفرط على مستقبل هذا الطرف او ذاك من التحالف وخصوصا حصوله بين اطراف مدنية واسلامية .. وكأن هناك خطوطا حمراء على هكذا تحالف، في الوقت الذي كان الحزب الشيوعي العراقي واطراف وقوى واحزاب سياسية مدنية في عمل وتنسيق مشترك في ظروف نشاط المعارضة العراقية ضد نظام البعث .. ولكن لم نسمع مثل هذه الاصوات وتلك الاعتراضات التي انبرت اليوم، والبعض ينطلق من تجربة قديمة يعتقد البعض فشلها بسبب تنكر قادة البعث لميثاق العمل الذي هم قدموه واقروه في نهاية عام 1971. هذا جانب ، وان حزب البعث هو الذي كان يقود السلطة، وقد اقدم على عدة اجراءات ايجابية من التشريعات والقوانين بعد انقلاب السابع عشر من تموز 1968 كتأميم النفط والاعتراف بالمانيا الديمقراطية، والتعاون مع المعسكر الاشتراكي، واصدار قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق، واعادة المفصولين، واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وغيرها من التشريعات والاجراءات التي مهدت الطريق لقيام جبهة 1973، ولكن نتيجة نقض وعوده وممارسة القمع والالتفاف على ميثاق العمل، بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي بعد نقض البعث لمواثيقه .!
المهم اليوم ان تحالف سائرون تم الاعلان عنه وبرغبة مشتركة من جميع القوى المؤتلفة في تحقيق انجاز مهمات بناء الدولة ، والمهمة الوطنية التي تقع على عاتق الجميع هو العمل على تطويره من اجل خدمة مصالح الشعب والوطن وتخطي العقبات التي قد تعترض العمل من اجل التقدم والنهوض، والرد على الاصوات المعادية للتحالف بمزيد من الوحدة السياسية والعمل المشترك، والدؤوب في فضح الساعين لوضع معوقات بناء الدولة المدنية ، دولة المواطنة التي تعهد تحالف سائرون في انجاز مهماتها بروح التعاون المشترك.