صُدمنا مع ابناء شعبنا يوم أمس ونحن نتابع ما كان يجري في ساحة الاعتصام بمدينة النجف، من اعتداء غادر وحشي بالرصاص الحي على المتظاهرين السلميين من قبل مجموعات مسلحة منفلتة، وما ادى اليه ذلك من سقوط العشرات بين شهيد وجريح.

ان ما وقع لم يكن حدثا منعزلا، بل جاء ضمن هجمة متتابعة الحلقات غايتها النيل من الانتفاضة والسعي الى إنهائها، حيث تعرضت ساحات الاحتجاج والاعتصام والمنتفضون السلميون، في الفترة الاخيرة، الى اعتداءات دامية والى قمع وجرائم قتل عمد وحرق للخيام وتجاوز فظ واعتداء على مسيرات الطلبة. وان كل تلك الأفعال الاجرامية التي قامت بها الجماعات المذكورة أياّ كانت مسمياتها، وسفك دماء الشباب الابرياء في ساحات الاعتصام تستحق الادانة الشديدة ولا يمكن تبريرها اوالدفاع عنها بأي حال من الأحوال. 

ورافق هذا كله إطلاق سيل من الاتهامات الباطلة التي لا صلة لها بالواقع وبحقيقة المنتفضين السلميين ومطالبهم العادلة، التي حظيت بأوسع تأييد شعبي لكونها تعبرعن تطلع جماهير شعبنا الى الخلاص من طغمة الفساد ورؤوسها المتنفذين الحاكمين، المسؤولين عما وصل اليه بلدنا من تردٍّ وتدهور وفوضى وغياب مريع للدولة ومؤسساتها. 

ان مسؤولية ما حصل تتحملها اساسا الحكومة المركزية والحكومات المحلية وأجهزتها الأمنية، التي تنصلت وتتنصل على طول الخط عن تنفيذ واجبها في توفير الحماية للمنتفضين السلميين، وفي صيانة حقهم الدستوري في التظاهر والاحتجاج والاعتصام. وليس غريبا ان توجّه اليها اليوم اصابع الاتهام بالتواطؤ في قمع الانتفاضة ومحاولة إغراقها بالدماء.

وانه لأمر باطل ولاقانوني ومرفوض كلياً ان تأخذ مجاميع مسلحة او غير مسلحة على عاتقها ما يسمى بتطهير الساحات من المخربين والمندسين. فاذا كان لمثل هؤلاء وجود فعلي، فان أمر ملاحقتهم وتنظيف ساحات الاحتجاج منهم هو واجب حصري للدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختصة، وفقا للدستور والقانون. تماما كما هو الحال بالنسبة الى السلاح، الذي بُحت الاصوات وهي تطالب بحصره بيد الدولة.

وأننا اذ نطالب هنا بملاحقة ومساءلة مرتكبي الجرائم ضد المنتفضين السلميين يوم أمس في النجف وغيرها، وتقديمهم الى القضاء لينالوا العقاب الذي يستحقون، نكرر دعمنا الثابت للانتفاضة ولطابعها السلمي، ونشدد على ان السبيل الى حقن الدماء وتحقيق الامن والاستقرار، هو سبيل الاستجابة السريعة من دون مماطلة وتسويف الى مطالب المنتفضين والى إرادة الشعب.

المجد والخلود للشهداء الأبرار 

والشفاء العاجل للجرحى 

والنصر لشعبنا وانتفاضته المجيدة 

٦-٢-٢٠٢٠