من جديد تعود تركيا فتنتهك سيادة العراق وحرمة اراضيه. فقد قامت طائراتها الحربية صباح امس الأربعاء 15-1-2020 بقصف غادر لمجمع سكني شمالي قضاء سنجار في محافظة نينوى، ما ادى الى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين وترويع عموم أهالي المنطقة. وكان العذر جاهزا بالطبع: التصدي لقوات حزب العمال الكردستاني! علما ان المنطقة المستهدفة وما يحيط بها، والتي كانت بمجملها من ضحايا هيمنة داعش وعسفها، هي احوج ما تكون الى العون والمساندة واعادة الحياة الطبيعية وتدشين الأعمار وتشجيع الأهالي على الرجوع الى ديارهم.

ان هذا القصف التركي الجديد المدان والمستنكر ليس جديدا، وهو حلقة في سلسلة الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها القوات التركية، في خرق سافر للسيادة الوطنية العراقية، وتدخل فظ في شؤون بلدنا الداخلية، يضاف الى رفض الجانب التركي سحب قواته من أراضينا وتصفية قواعده فيها.

اننا ننظر الى سيادة بلدنا ككل لا يتجزا، وهذا يوجب ادانة أي انتهاك لها، ومن أي طرف او جهة او دولة أتى.

ونحن في الوقت نفسه على يقين بان تحقيق أمن وسيادة العراق وضمان قراره الوطني المستقل، يستلزم معالجة أزمات البلد المتعددة وبناء مؤسساته المعبرة بصدق عن إرادة جماهير الشعب. كما يتطلب اعلاء مبدأ المواطنة وتعزيز التلاحم بين اطياف الشعب وبناء وحدته الوطنية، ورفض التدخلات الخارجية والوجود الأجنبي أيا كان مصدرها وهويتها، وإقامة المؤسسات العسكرية والأمنية القادرة على حماية الوطن والذود عن حياضه.

ان استمرار الأوضاع المتردية في البلد على الصعد كافة، والمماطلة والتسويف في الاستجابة لمطالب الشعب وجماهيره المنتفضة وحل أزمة منظومة الحكم والحكومة، ان هذا وغيره هو ما يضعف قدرات وإمكانات الوطن، ويشجع الغرباء على التطاول والتمادي في التدخل بشؤونه الداخلية.

وان من واجب الوطنيين كافة درء المخاطر المحدقة بالعمل على تلبية مطالب الجماهير المنتفضة المعمدة بدماء الشهداء، وأولوياتها المتمثلة في الإسراع بتشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ المهام الآنية والملحة، بما يضمن مباشرة عملية التغيير الشامل التي لم يعد يمكن تأجيلها.

  16-1-2020