الدورة الصناعية (Circle Industry) - الأزمات هي عبارة عن ظواهر تتكرر عادة على نحو دوري لدرجة ما في الاقتصاد الرأسمالي. وتسمى الفترة بين ازمة اقتصادية واخرى بالدورة الصناعية. وتتكون هذه الدورة من أربع مراحل:
- مرحلة الأزمة، وهي المرحلة الابتدائية والحاسمة في الدورة. وقد جرت العادة أن تبدأ الأزمة ظهورها في التجارة، إذ تتزايد احجام السلع المكدسة بلا تصريف. ويحدث ذلك أولا بالنسبة لسلع الاستعمال الطويل الاجل ثم تتزايد الصعوبات فتواجه ايضا تصريف سلع الاستهلاك القصير الاجل أي المواد الضرورية للغاية. وبالتدريج تبلغ السلع المكدسة حدا يبعث على انكماش الإنتاج.
- مرحلة الكساد. ان انكماش الإنتاج وهبوط أسعار السلع أثناء الأزمة يعمل مؤقتا على انهاء الاختلال في تناسب الإنتاج مع الاستهلاك. وتظهر الاسعار في مرحلة الكساد على مستواها الهابط مما يساعد على امتصاص السلع المخزونة. إلا أن الاسعار المنخفضة لا توفر ارباحا كافية. ومن هذا فان الاتجاه الى الحصول على ارباح مرتفعة مع انخفاض الاسعار يرغم الرأسماليين على تقليل تكلفة الانتاج عن طريق رفع درجة استغلال العمال، واستخدام آلات وأساليب إنتاج جديدة أعلى إنتاجية. وهكذا يستبدل الرأسماليون المعدات القديمة بأخرى جديدة. ويجري على نطاق واسع تجديد الرأسمال الأساسي، ويعني ذلك طلبا متزايدا على وسائل الإنتاج. وهنا تنتهي مرحلة الكساد لتبدأ مرحلة الانتعاش.
- مرحلة الانتعاش. في هذه المرحلة ويجري على نطاق واسع تجديد الرأسمال الأساسي، وهذا يعطي دفعة لنمو طلب وسائل الإنتاج في السوق. ونتيجة ذلك يجري استيعاب قوة عمل اضافية في القطاعات الانتاجية التي تنتمي الى المجموعة الأولى. ان قوة العمل الاضافية هذه تفرض زيادة في طلب مواد الاستهلاك، مما يشكل حافزا لإنتاج وسائل إنتاج لهذه القطاعات. وهكذا يتحرك جهاز الإنتاج الراسمالي بسرعة متزايدة. ويدخل الإنتاج مرحلة النهوض التي تخلق بدورها مقدمات حدوث أزمة جديدة.
- مرحلة النهوض. رغم نمو الإنتاج في مرحلة النهوض لا تطرأ تغيرات جادة على وضع الجماهير الكادحة. فحدود استهلاك الطبقة العاملة تظل متمثلة في قيمة قوة العمل. ويعني هذا استمرار نمو جميع التناقضات التي تسببت عنها الأزمة السابقة. فالإنتاج ينفصل عن السوق، وحجم الموارد السلعية ينفصل عن الطلب الاجتماعي القادر على السداد. ومن هنا ينشأ فائض إنتاج مستتر في بداية الامر، ثم لا يلبث ان اصبح مكشوفا. هنا يلاحظ ان السلع قد انتجت بوفرة مفرطة مما يجعل تصريفها متعذرا. فتأخذ اسعار السلع في الهبوط ويلي ذلك هبوط الأرباح بمعنى ان أزمة جديدة تأخذ في الظهور بكل ما لها من سمات مميزه.
ترتبط كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية ارتباطا عضويا مع المراحل الأخرى وبعد الانتقال من الكساد الى الفتور الى الانتعاش والازدهار حركة صاعدة ترتبط بتغيير هيكل الإنتاج في الاقتصاد لمواجهة الازمة من جهة، وبردود الفعل التي تبديها القوى الاقتصادية المختلفة من جهة ثانية.