الامبريالية (Imperialism). الامبريالية تعريفا هي الرأسمالية في مرحلتها العليا، هي الراسمالية الاحتكارية. والميزة الاساسية فيها هي حلول سيطرة الاحتكارات محل المنافسة الراسمالية الحرة. ففي الثلث الاخير من القرن التاسع عشر، هيأ تطور القوى المنتجة، وتركز الانتاج، والرأسمال، للإنتقال الى الرأسمالية الاحتكارية. وفي أواخر القرن التاسع عشر، واوائل القرن العشرين أرست الامبريالية قواعدها نهائياً.ويعود لـ (لينين) الفضل التاريخي في تحليل الإمبريالية تحليلا علميا، وذلك في كتابه الكلاسيكي ( الإمبريالية اعلى مراحل الرأسمالية). ففي هذا العمل الهام قدم (لينين) التعريف الكلاسيكي لسمات الإمبريالية الخمس الاساسية :
“ ينبغي اعطاء الامبريالية تعريفا يشمل الدلائل الخمسة الاساسية التالية:
تمركز الانتاج والرأسمال تمركزا بلغ في علو تطوره درجة نشأت معها الاحتكارات التي تلعب الدور الفاصل في الحياة الاقتصادية ؛
اندماج الرأسمال البنكي بالصناعي ونشوء الطغمة المالية على أساس “الرأسمال المالي” هذا ؛
تصدير الرأسمال، خلافا لتصدير البضائع، يكتسب أهمية في منتهى الخطورة ؛ تشكل اتحادات رأسماليين احتكارية عالمية تقسيم العالم انتهى تقسيم اقطار الارض عندما تبلغ من التطور درجة تكونت فيها سيطرة الاحتكارات والراسمال المالي واكتسب فيها تصدير الراسمال اهمية كبرى وابتدأ تقسيم العالم بين التروستات العالمية وانتهى تقسيم جميع اقطار الارض بين كبريات البلدان الراسمالية “. واشار (لينين) الى السمة الثلاثية للامبريالية. فالامبريالية هي الراسمالية الاحتكارية و العفنة او الطفيلية، و المحتضرة. وفي تحديده للسمات الاقتصادية الاساسية للامبريالية، أشار لينين مرارا الى أن سيطرة الاحتكارات على الاقتصاد الرأسمالي هي أهم هذه السمات. وهنا يُطرح السؤال التالي: ما هو الاساس الذي قامت عليه سيطرة الاحتكارات؟ نقطة الانطلاق في فهم هذا الاساس هي الفرضية القائلة بأن المنافسة الحرة تتسبب في تركيز الانتاج، وفي مرحلة معينة من تطوره يؤدي تركيز الانتاج الى الاحتكار.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخاصة في ثلثه الاخير اخذت التغيرات المهمة في الجهاز الانتاجي، وفي تكنولوجيا المؤسسات الصناعية تؤدي الى حدوث تحولات جدية في هيكل القوى المنتجة ذاتها.
ان التحولات التكنيكية والهيكلية في الصناعة أدت بدورها الى زيادة الوزن الاقتصادي للمؤسسات الكبرى على نحو بارز. وكان استخدام احدث المنجزات التكنيكية يتطلب توسيع نطاق الانتاج وتحقيق مستوى عال من تركيز الطاقات الانتاجية. وقد كان لتغير التناسب بين قطاعات الانتاج لصالح الصناعة الثقيلة أثره في تدهور وضع الرأسمال الصغير.
ومع نمو الوزن النوعي للرأسمال الاساسي أصبح من الصعب استثمار رؤوس الاموال الصغيرة في الصناعة، وذلك لأن أصحاب هذه الاموال لا يقدرون على استثمار رؤوس اموال ضخمة دفعة واحدة في امتلاك معدات غالية الثمن، وخصوصا ان استرداد قيمتها يجري ببطء شديد. ومع ازدياد تركيز الانتاج، تشتد عملية تمركز رأس المال.
ويسفر صراع المنافسة الدائر بين كبار وصغار أصحاب الاعمال عن توطد مراكز الكبار، وازاحة الرأسمال الصغير من الانتاج بواسطة الرأسمال الكبير. وهكذا فان ازدياد تركيز الرأسمال والإنتاج قد جعل من الممكن بل والمحتم نشوء الاحتكارات الرأسمالية.
وهنا يطرح السؤال: ما هو الاحتكار؟.