الازمة الاقتصادية الرأسمالية  The Economic Crisis of Capitalism

بجانب مقولة الازمة العامة للراسمالية يمكن تميز مقولات عديدة اخرى من بينها الازمة الاقتصادية الرأسمالية. بإختصار، تمثل الازمة الاقتصادية الرأسمالية مرحلة أو طور انحدار الانتاج في حركة رأس المال الدورية. إنها اذن ازمة نمط التراكم الرأسمالي، أزمة الاساس الاقتصادي للتشكيلة الرأسمالية. ان كل ازمة اقتصادية دورية انما هي انفجار للتناقضات المتراكمة في عملية إعادة الانتاج الموسع الرأسمالي منذ الازمة السابقة. هذه التناقضات تحظى في سياق الازمة بحل مؤقت لها عن طريق تدمير جزء من القوى المنتجة، أي انها عبارة عن “عاصفة منظفة” كما وصفها كارل ماركس. انها تؤدي وظيفة مهمة تتمثل في حل التناقضات آلانية المنبثقة في عملية اعادة الانتاج الرأسمالي. ولهذا فإن (ماركس) على صواب حين اشار الى الازمات الاقتصادية الدورية “ليست سوى حلول قسرية آنية للتناقضات المتواجدة، هي هيجان عنيف يعيد مؤقتا التوازن المختل”.

وشهد العالم الرأسمالي منذ بداية السبعينات من القرن العشرين ازمة اقتصادية عميقة إمتازت عن الازمات الاقتصادية التي سبقتها بالعديد من الخصائص النوعية الجديدة ومن بينها:

شمولية هذه الازمة، حيث طالت كافة البلدان الراسمالية المتطورة وفي وقت واحد، وانتشرت في كافة الفروع الاقتصادية. ان هذه الحقيقة هي نتاج عملية تدويل الحياة الاقتصادية التي جعلت من الازمة الاقتصادية الدورية ذات طبيعة شمولية تطال جميع انحاء العالم الرأسمالي في آن  واحد.

تعاظم ظاهرة التضخم الركودي، أي تزامن ظاهرة ارتفاع الاسعار بشكل مستمر مع نمو البطالة.

تردت الى حد كبير المؤشرات النوعية التي تميز فاعلية استخدام الموارد البشرية والمادية. فقد شهدت البلدان الرأسمالية المتطورة تباطأ ملحوظا في انتاجية العمل، بل اكثر من ذلك شهدت بعض البلدان ميلا للركود، بل، حتى الى الانخفاض المطلق في انتاجية العمل الفردية.

تردي معدلات نمو الناتج المحلي الاجمالي، ومن المفيد الاشارة الى هذا الانخفاض غير موزع بالتساوي بين مختلف البلدان وقطاعات الانتاج المادي وهو ما يشكل انعكاسا لقانون التطور المتفاوت للرأسمالية.

بحكم اندلاع الازمة في وقت واحد في الدول الرأسمالية الرئيسية، جرى، للمرة الاولى خلال ثلاثة عقود، انخفاض في وتائر نمو التجارة الدولية، وحدوث تقلص مطلق في حجم الصادرات. وقد ادى ذلك كله الى احتدام المنافسة بين المراكز الامبريالية الثلاثة، التي شهدت بروز العديد من “الحروب التجارية”، وجرى استخدام واسع للوسائل الحمائية.

امتدت الازمة لتشمل المجال النقدي والمالي، وتمثلت بتذبذب قيم عملات البلدان الراسمالية المتطورة، وكانت سمتها المتميزة تتمثل بتذبذب اسعار الدولار الامريكي.

عرض مقالات: