هل ستبدأ قريباً مرحلة سقوط تيجان العالم القديم بالدزينات لدرجة أنه لن تجد من يلمها:
كان هذا الأسبوع حافلاً بالأحداث المتسارعة: استقالات الحكومة البريطانية، استقالة رئيسة وزراء أستونيا، احتجاجات في سريلانكا واستقالة رئيس البلاد ورئيس الحكومة، احتجاجات في الأرجنتين واستقالة وزير الاقتصاد، شلل تام في الهواتف والاتصالات والصرافات الآلية الكندية. مزارعون يحضرون دبابة إلى اعتصامهم في هولندا احتجاجاً على سياسات الحكومة. الإضراب العام يدخل أسبوعه الثاني في الأكوادور، عودة الإضرابات العمالية الكبيرة إلى كوريا الجنوبية «75 الفاً من عمال النقل وسائقي الشاحنات والسكك الحديدية وعمال هيونداي موتور»، بدء موجة من الإضرابات العمالية في الولايات المتحدة من أجل 15 دولاراً للساعة. إضرابات في فرنسا والنرويج وألمانيا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا.. إلخ.
كتب فريدريك أنجلز عن السقوط الجماعي لتيجان العالم القديم بالدزينات في العام 1887، أي قبل حدوث ذلك بثلاثين عاماً:
فإن ثمانية أو عشرة ملايين جندي سيخنق بعضهم بعضاً، ويلتهمون أوروبا بأسرها بصورة تامة كما لم تلتهم يوماً من قبل سحب الجراد. إن الخراب الذي تسببت به حرب السنوات الثلاثين مضغوط على امتداد ثلاث أو أربع سنوات، ومنشور في القارة جمعاء، والمجاعة والأوبئة، وتوحش العساكر والجماهير الشعبية على السواء، الناجم عن العوز المدقع، والتشويش الميؤوس منه في آليتنا الاصطناعية في التجارة والصناعة والتسليف. كل هذا سينهي الإفلاس العام، وانهيار الدول القديمة وحكمتها الدولية الروتينية انهياراً فظيعاً إلى حد أن التيجان ستتساقط على الأرض بالدزينات ولا تجد أحداً يلمها. وأضاف: إلّا أن هناك نتيجة واحدة لا ريب فيها إطلاقاً، هي الضنى العام، وتوفر الشروط لأجل انتصار الطبقة العاملة النهائي. ولكن إذا أطلقتم العنان للقوى التي لن تتمكنوا فيما بعد من كبح جماحها، فإنكم كيفما سارت الأمور، ستكونون في نهاية المأساة أنقاضاً، وسيكون انتصار البروليتاريا إما مكتسباً، وإما على كل حال محتماً.
وفي العام 2001 كتب أوليغ شينين: إن التطور الحاصل سيدفع إلى أمام الساحة السياسة بقوى سياسية جذرية ومن الصعب التنبؤ بمن سيجلس على المراحيض الذهبية قريباً!! ومن الطبيعي أن يشكل عدم الوضوح هذا مشكلة للسياسة الأمريكية بسبب عدم وضوح آفاق المستقبل.
وهكذا فالرأسمالية حفارة قبرها كما حدد (البيان الشيوعي)، إذ تأكل الأخيرة نفسها يوماً بعد يوم، وتصبح الاشتراكية خياراً وحيداً أمام الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“قاسيون” – 11 تموز 2022