ولد انجلز في مدينة (بارمن) في ألمانيا عام 1820، وهو زعيم للبروليتاريا الذي صاغ مع ماركس المذهب الماركسي أي نظرية الشيوعية العلمية، نظرية المادية الجدلية والتاريخية. سعى انجلز منذ شبابه للمساهمة في الكفاح من اجل تبديل العلاقات الاجتماعية القائمة. في البداية انضم انجلز الى الجناح اليساري من الهيغليين الشباب ولكنه في الوقت نفسه وجه النقد لهيغل بسبب نتائجه المحافظة والتناقضات في جدله المثالي. سافر الى إنكلترا التي كانت أكثر البلدان الرأسمالية تطورا آنذاك لدراسة التجارة، وهناك احتك بحياة الطبقة العاملة. وقد جعله هذا يفكر بعمق في أسباب الظروف الاقتصادية التي لا تطاق والتي تعيش فيها البروليتاريا، وحرمانها من الحقوق السياسية.

وهناك في عام 1844 كتب كتابه الموسوم “ مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي” وهو كتاب اعتبره ماركس مساهمة عظيمة في نقد المقولات الاقتصادية، و” ظروف الطبقة العاملة في انجلترا “ عام 1845. وقد عرض انجلز في هذين الكتابين المستقبل العظيم الذي ينتظر الطبقة العاملة، والمهمة التاريخية التي تستحقها. وكان أول من بيّن أن البروليتاريا ليست طبقة تعاني فحسب، وإنما هي أيضا طبقة تناضل من اجل انعتاقها.

وفي عام 1844 التقى بماركس في باريس، وتعد هذه المقابلة بداية صداقتهما العميقة التي قامت على افكارهما المشتركة وكفاحهما المشترك لتحرير البروليتاريا من العبودية الرأسمالية. وقد كتبا معاً في 1844 – 1846 كتابي “ العائلة المقدسة” و””الايدولوجيا الألمانية “. وكان هدف هذين الكتابين إبراز نظرة تقدمية جديدة للآراء الفلسفية السائدة آنذاك لهيغل وفيورباخ واتباعهما.

وقد انغمر في النضال ووقف في صف القوى الثورية في ألمانيا خلال حوادث 1848 – 1849؛ وبعد هزيمة الثورة ترك ألمانيا. وفي السنوات التالية حيث كان يعيش في المهجر عمّم تجارب الثورة الألمانية في كتابيه “”الحرب الفلاحية في ألمانيا” و” الثورة والثورة المضادة في ألمانيا”. وقد كشف هذان الكتابان عن دور الطبقة الفلاحية، باعتبارها حليفة البروليتاريا، وأظهرا خيانة البرجوازية.

ولما انتقل انجلز الى إنكلترا حيث استقر فيها ماركس أيضا، التحق بحركة العمال وعمل بنشاط لخلق الأممية الأولى، وللكفاح ضد آراء البرجوازية الصغيرة الانتهازية والفوضوية. وعلى حين كان ماركس مشغولاً للغاية بمؤلفه “ رأس المال” واصل انجلز العمل بجد في تطوير المادية الجدلية والتاريخية. وكتب انجلز “”لودفيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” و” أنتي دوهرنغ” و” اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة” ... الخ، وهي عرض كلاسيكي لماهية ومعنى الفلسفة الماركسية. وقام انجلز بخدمة كبيرة بصفة خاصة في تطبيق أفكار المادية الجدلية في العلم الطبيعي ( انظر مثلاً: جدل الطبيعة، أنتي دوهرنك، لودفيك فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية). وقد أثار انجلز وأبدع عدداً من مشكلات المنطق الجدلي. وهو في برهنته على المشكلات الرئيسية للمادية التاريخية كرّس كثيراً من انتباهه لنقد التصورات الفجة عن الفهم المادي للتاريخ. فقد برهن انجلز على أن الدور الحاسم للظروف التي يعيش فيها الناس لا يستخف بأية حال بدور الأفكار أو دور الفرد في التاريخ. وإضافة لذلك ناضل انجلز ضد التناول الخطي للعلاقات والارتباطات المتبادلة بين القاعدة الاقتصادية والبناء الفوقي.      

عرض مقالات: