غالي العطواني
تحت عنوان "تحولات النغم العراقي من صالح الكويتي إلى طالب القره غولي: قراءة وتطبيقات"، عقد ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأسبوع الماضي، جلسة ثقافية فنية ضيّف فيها الباحثين د. رشيد هارون ود. هيثم شعوبي إبراهيم بحضور جمع من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
أدار الجلسة التي شهدتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الشاعر الغنائي رعد كريم عزيز، واستهلها بالقول ان تاريخ الأغنية العراقية حافل بالمنجز الإبداعي، الذي جاء على أيدي كبار الملحنين والشعراء ممن ساهموا في تطوير هذا الحقل الفني.
وكان أول المتحدثين في الجلسة د. شعوبي إبراهيم، الذي ألقى الضوء على تاريخ الأغنية العراقية وتحولاتها من الإنشاد الديني إلى الغناء الطربي، مستذكرا ملا عثمان الموصلي ودوره الكبير في هذا التحول.
وأضاف قائلا ان الموصلي كان قد حول نشيدا دينيا عنوانه "فوك العرش فوك"، إلى أغنية طربية معروفة اليوم في الأوساط الشعبية والفنية، عنوانها "فوك النخل فوك"، مبينا ان تحويل الأناشيد إلى أغنيات، يجري التركيز فيه على اللحن، إذ يتم وضع كلمات طربية على لحن النشيد، وهذا ما حصل مع نشيد "أحمد هدانا.. بنوره هدانا.. نور القمر.. منه البدر"، الذي جرى تغيير كلماته إلى "أسمر بشامة.. يا بو ابتسامة"، ليصبح أغنية طربية أداها الفنان فاضل عواد.
وتطرق د. شعوبي إلى رائد المقام العراقي محمد القبانجي، وكيف انه نهض بالأغنية البغدادية وساهم في تطويرها، معتبرا إياه من مجددي غناء المقام العراقي، ومستذكرا أغنيته المعروفة "المجرشة"، التي كتبها الشاعر الساخر ملا عبود الكرخي، وحاكى فيها الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها المجتمع العراقي في عهد النظام الملكي.
ثم تحدث عن الملحن صالح الكويتي، مشيرا إلى انه كان رائد مرحلتي الغناء العراقي ابان ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، ما أصبح تراثا خالدا في ضمير الأغنية العراقية.
وأشار د. شعوبي إلى ان الكويتي قدم العديد من الألحان الشهيرة، من بينها "كلبك صخر جلمود"، "هو البلاني"، "آه يا سليمة"، "منك يا الاسمر" و"خدري الجاي خدريه"، لافتا إلى ان الفنانة العربية الكبيرة أم كلثوم حينما زارت العراق عام 1932 أعجبت بلحن أغنية "كلبك صخر جلمود"، وأصرت على غنائها، فأدتها في إحدى حفلاتها بعد أن قامت الفنانة سليمة مراد، صاحبة الأغنية، بتحفيظها كلماتها ولحنها.
بعدها تحدث الباحث د. رشيد هارون عن دور الملحن طالب القره غولي في مسيرة الأغنية العراقية، موضحا انه ترعرع في مدينة الناصرية وبيئتها الجنوبية التي ساعدت في ظهور الكثير من مبدعي الموسيقى والغناء.
وأضاف قائلا ان ظهور القره غولي رافقه ظهور كبار شعراء العراق، أمثال مظفر النواب، عريان السيد خلف، زامل سعيد فتاح، كاظم الرويعي وغيرهم، مستذكرا أغنية "يا روحي جذاب الهوى"، التي كتبها فتاح ولحنها القره غولي، وما تحمله من رومانسية شعرية – لحنية.
وتطرق د. هارون إلى أغنية "البنفسج"، للشاعر الكبير مظفر النواب، والتي هي من ألحان القره غولي أيضا، مشيرا إلى انها تمثل تجديدا طربيا في مسيرة الغناء العراقي.
ثم عرج على أغنية "حاسبينك"، التي صاغ كلماتها الشاعر زامل سعيد فتاح، ولحنها القره غولي، وكيف انها عدت طفرة وتحولا آخر في المشهد الغنائي العراقي.
وفي الختام جرى تكريم الضيفين ومقدم الجلسة بألواح إبداع.