نبيل رومايا

كتب القاص العراقي لؤي حمزة عباس - (شهريار... حكاية في كتاب) عن حيدر عودة:

"يكتب حيدر عودة عن الفقدان، عن المصائر المجهولة لأصدقاء قريبين، يرسم عبر خرائط غيابهم قصصا تموج باللهفة والحنيين، ويسعى، بالتذكر مرة وبالحلم مرة اخري، لمواجهتهم والاستماع لما خلفته أصواتهم من أصداء تضئ بلوعاها قضاء الذكري، لتملأ القصص ما تركته فسوة العالم في نفوسنا من فجوات."

ولتقديم الأفضل في الثقافة العراقية الى جمهور المَهاجر البعيدة، استضاف منتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية مشيكان الامريكية القاص حيدر عودة يوم الجمعة 24 أب 2018 في امسية نقدية قصصية قدم فيها كتابه الموسوم "غيمة شيكاغو."

والقاص حيدر عودة من مدينة الناصرية مواليد عام 1972، حصل على دبلوم إخراج مسرحي عام 1992 في البصرة. مثلَ وأخرج العديد من المسرحيات داخل وخارج العراق. يكتب القصة القصيرة منذ عام 1993.  له عدة مجموعات قصصية مثل (حواءات أدم) و(غيمة شيكاغو). فازت بعض قصصه بمسابقات أدبية داخل العراق. يكتب في النقد التشكيلي، وله العشرات من المقالات والدراسات التشكيلية. يعيش في ولاية كاليفورنيا بمقاطعة سان دياكو منذ 2001. يشرف على (مركز الفنون البصرية في مدينة سان دياكو)..

رحب الزميل الشاعر اسماعيل محمد اسماعيل بالحاضرين وشكر منتدى الرافدين للثقافة والفنون لإقامة الأمسية.

استعرض الشاعر اسماعيل محمد اسماعيل بشكل موجز نشأة وتطور القصة العراقية مشيرا الى كتاب الأستاذ الدكتور عبد الإله أحمد (نشأة القصة العراقية 1908-1939)، والذي حدد للقصة اتجاهات ثلاث:

  1. التقليدي المحافظ، والذي كان امتداد الفكر العربي القديم وموروثه الحضاري بدون تأثير خارجي.
  2. التيار الرسمي الذي كان ينشر عن طريق المدارس، فهو من صنع الدولة بعد إنشاء المدارس الراشدية والإعدادية، وكان يتم نشرها باللغة التركية كونها اللغة الرسمية.
  3. النمط الحديث – في وقته – والذي كان يقع تحت تأثير القصص المترجمة عن اللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية.

وكذلك تأثر تطور القصة العراقية بالمسرحيات التي كان يؤلفها أو يترجمها (نعوم فتح الله)، مع الاستفادة المؤثرات المستجدة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

وتطرق الشاعر الي التأثيرات اللاحقة للقاص محمود أحمد السيد، كأول من كتب القصة الاجتماعية بنزعتها الواقعية، والذي اعتبر كمشارك في بناء (القصة العربية) ووضع أسسها.

وأشار الشاعر اسماعيل محمد إسماعيل ايضا الى عدد ممن المساهمين في تطوير القصة، من أنور شاؤول ومجلته (الحاصد)، وذو النُّون أيوب وعبد الحق فاضل. ومن الكتّاب المهمين، محمد فائق الكيلاني وعطاء أمين وعبد القادر حسن وقصص عبد الملك نوري وحسين مردان وغائب طعمه فرمان وعبد الرزاق الشيخ علي وفؤاد التكرلي ومحمد رونامجي وعبد الله نيازي وغانم الدباغ وغيرهم.

قدم الناقد الدكتور عزيز التميمي استعراضا لرؤيته في القصة بعنوان "تجليات المكان في القصة العراقية" (النص الكامل في نهاية التقرير).

وجاء دور القاص حيدر عودة، والذي تحدث عن تجربته في كتابة القصة، ومعاناته في السفر وتغيير المكان. ثم قرأ مقتطفات من قصصه الجميلة، ليعطي عمقا وبعدا لكتاباته وابداعه.

وبعدها جرى توقيع كتابه الموسوم (غيمة شيكاغو).

حضر النشاط مجموعة من المهتمين والمتابعين للثقافة والقصة العراقية.

وتمت التغطية الإعلامية من قبل الزميل محمد جوراني من راديو العرب في أمريكا وكندا.

ومنتدى الرافدين للثقافة والفنون منتدى ثقافي يرعى الثقافة والفنون والتراث العراقي في الولايات المتحدة الامريكية، ويدعم المبدعين في المهجر.  ويقوم المنتدى بدعوة المبدعين من الوطن وانحاء العالم لإقامة نشاطات مشتركة، ويشجع تطوير امكانيات المبدعين وتشجيع الجدد منهم، واعطائهم فرص لتقديم نتاجهم للجمهور.

منتدى الرافدين للثقافة والفنون