طريق الشعب
ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، الأربعاء الماضي، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي، الذي تحدث في ندوة عنوانها "تحالف سائرون.. امتداد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي في التحالفات".
الندوة التي التأمت على قاعة مقر اللجنة المحلية في منطقة حي أور، حضرها جمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي، وأدارها الرفيق عبد القادر خضير قدوري، الذي قدم نبذة مختصرة عن التحالفات الانتخابية، وأهميتها.
الرفيق د. علي مهدي، وفي معرض حديثه، قدم لمحة تاريخية عن التحالفات السياسية التي كان قد خاض تجربتها الحزب الشيوعي العراقي مع الحركات الوطنية واليسارية، منذ تأسيسه حتى اليوم، واشار الى ان كارل ماركس وفريدريك انجلز، كانا قد طرحا في نسخة البيان الشيوعي التي كتباها عام 1848، فكرة تحالف العمال مع الأحزاب.
ثم تطرق إلى التجارب الثورية التي دشنت في وسط أوربا، وإلى تجربة "كومونة باريس" عام 1871، مشيرا إلى ان موضوع تحالف العمال والفلاحين، بات قضية مبدئية في سياسة الأحزاب الشيوعية الموجودة في البلدان الفلاحية.
واضاف قائلا ان التحالفات السياسية تعد اتفاقا على برنامج سياسي بين احزاب أو شخصيات سياسية مستقلة، وانها عادة ما تكون بين قوى متقاربة سياسيا وذات مصلحة مشتركة، تهدف من خلال التحالف والاتفاق إلى اجراء تغيير ملموس في توازن القوى، يخدم الاهداف المشتركة ويوفر امكانية تحقيق البرنامج المتفق عليه.
وأوضح الرفيق د. مهدي ان التحالفات السياسية تفرضها الظروف الموضوعية، ون هناك طبقات وفئات اجتماعية مختلفة المصالح في المجتمع، عادة ما تجمع بعضها في هذه المرحلة أو تلك من تطور المجتمع، اهداف مشتركة، فتتحالف من أجل تحقيقها، لافتا إلى ان التحالفات السياسية كنهج سياسي، تشكل قضية ثابتة في سياسة الحزب الشيوعي العراقي.
كذلك ألقى الضوء على التحالفات التي خاضها الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه، وأولها "الجبهة الوطنية الموحدة" التي دعا إليها الحزب عام 1942 بعد إعادة تأسيسه بقيادة الرفيق الخالد فهد، ارتباطا بمحاولة الحزب الحصول على إجازة العمل كواجهة له، مبينا انه "مع ذلك ظلت القوى الديمقراطية تتجاهل دعوات الحزب وتطالب بتوحيد الاحزاب في حزب واحد".
وتطرق د. مهدي إلى بقية التحالفات التي خاض الحزب تجربتها، وأهمها "لجنة التعاون الوطني" في تشرين الأول 1947، و"الجبهة الوطنية للانتخابات البرلمانية" 1954، و"جبهة الاتحاد الوطني" في آذار 1957، فضلا عن تحالفات الحزب بعد عام 2003.
ثم تحدث عن تحالف "سائرون" الذي تشكل منتصف كانون الثاني الماضي، موضحا انه يضم ستة أحزاب وقوى سياسية، هي: الحزب الشيوعي العراقي، حزب الاستقامة الوطني، التجمع الجمهوري العراقي، حزب الترقي والإصلاح، حزب الدولة العادلة وحركة الشباب للتغيير.
وتابع قائلا انه جرت مفاوضات عديدة مع اللجنة الخماسية التي شكلت حزب الاستقامة الوطني المدعوم من قبل السيد مقتدى الصدر، وان التحالف شكل بعدها أمانة عامة تقرر سياسته العامة، لافتا إلى ان "سائرون" يرفع شعار "بناء الدولة المدنية.. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية".
وتناول الرفيق د. مهدي أهداف تحالف "سائرون"، والتي أبرزها القضاء على الفساد، وتوفير الخدمات، وإصلاح العملية السياسية بالتخلص من نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، مشيرا إلى ان التحالف حظي بموافقة وتأييد الغالبية العظمى من رفاق الحزب وكوادره ومنظماته، وذلك وفقا لاستفتاء حزبي تم حول هذا الشأن.
وفي سياق الندوة ساهم العديد من الحاضرين في تقديم مداخلات واستفسارات أجاب عنها الرفيق د. علي مهدي بإسهاب.

عرض مقالات: