مزهر بن مدلول

نعم لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين

دعت القوى المدنية والديمقراطية في الدنمارك اليوم الاحد 22 / 7 / 2018 الى مظاهرة كبيرة تضامنا مع ابناء شعبنا في حقهم المشروع في واقع خدمي ومعاشي يوفر لهم الحياة الكريمة، لبى عدد كبير من ابناء الجالية العراقية هذه الدعوى فتجمعوا امام السفارة العراقية في كوبنهاكن. هتف المتظاهرون بحياة الشعب والوطن معبرين بشعاراتهم واهازيجهم عن رفضهم وادانتهم لكل اشكال القمع والملاحقة ومؤكدين على حق المواطن العراقي في التظاهر والاحتجاج السلمي الذي كفله الدستور.

كما اشترك في المظاهرة عدد غير قليل من المثقفين والادباء والشعراء، والقى بعض الناشطين القصائد الحماسية والخطب التي عبرت عن الرفض للنهج السياسي الذي يكرس المحاصصة والذي كان السبب الرئيسي فما وصل اليه العراق من خراب.

وقدمت القوى المدنية والديمقراطية مذكرة احتجاج الى السفارة العراقية جاء فيها:

تتفاقم الازمات في بلدنا العراق يوما بعد اخر، وتبرز في هذه الايام حيث الصيف الملتهب مشكلة الماء والكهرباء التي ادت الى اندلاع شرارة الانتفاضة في البصرة والمحافظات الجنوبية الاخرى. ان خمسة عشر عاما من حكم الاسلام السياسي جعلت العراق يخوض في مستنقع التخلف والفقر والبطالة من دون ان تكون هناك بارقة امل للخروج الى بر الامان، وبالرغم من توفر جميع الامكانيات لانقاذ الوطن والمواطن، الاّ انّ انشغال الاحزاب السياسية بالمحاصصة والجري وراء المناصب والكراسي والمكتسبات الخاصة، فسح المجال للفساد ان يتفشى في جميع مؤسسات الدولة وفتح الباب امام عصابات الجريمة المنظمة لتنهب وتقتل وتخرب في طول البلاد وعرضها.

ان التظاهر السلمي حق مشروع كفله الدستور للموا طنين، اما الحديث عن المخربين والمندسين، فما هو الاّ شماعة تريد الحكومة تعليق مآسي شعبنا عليها، فقد بات معروفا للداني والقاصي ان من يشيع الفوضى ويفتعل المواجهة العنفية مع القوى الامنية هم اولئك الذين لهم السطوة والنفوذ ويمتلكون السلاح والميليشيات والاجندات، انهم وحدهم الذين يخشون صوت الشعب ويرتعبون من صرخاته لذلك لا يتوانوا في تدبير كل اشكال الحيل والمناورة من اجل ارباك الوضع وخلط الاوراق لكي لا تتحقق مطالب الناس.

اننا نقف اليوم وبكل عزيمة الى جانب شعبنا في احتجاجاته وتظاهراته السلمية المطالبة بحقه في الخدمات والعيش الكريم، كما ندين جميع الانتهاكات التي ترتكب بحق المتظاهرين الذين خرجوا للتعبير عن سخطهم على ما يجري في البلاد من تردي في جميع ميادين الحياة، ونستنكر بشدة اطلاق الرصاص الحي على المحتجين ونطالب بمحاسبة المسؤولين عن سقوط عدد من الشهداء وعدد كبير من الجرحى وتقديمهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا تشكيل الحكومة الجديدة، فأننا ندعوها الى وضع البرامج والحلول الاستراتيجية لازمات البلاد المتعددة وليس حلولا آنية ترقيعية لا تسمن ولا تغني من جوع، واول هذه الازمات هي ازمة نظام الحكم الشاملة التي من دون وضع المعالجات الصحيحة لها فلن نخرج ابدا من هذا النفق المظلم، لذلك يجب القضاء وبشكل نهائي على نظام المحاصصة سيء الصيت ونتوجه لبناء دولة المواطنة العادلة.

عاش شعبنا الابي المقدام، ولترتفع اصوات الفقراء والمظلومين عاليا، المجد كل المجد لشهداء انتفاضة الشعب، والخزي والعار للقتلة المجرمين وسراق الاموال العامة وجميع الذين تسببوا في هذا الخراب الذي امتد لاكثر من عقد من السنوات.