بعقوبة – طريق الشعب

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ديالى، الخميس الماضي، القاص والروائي أحمد خلف، الذي تحدث عن تجربته السردية ومنجزه الإبداعي، وسط جمع من الأدباء والمثقفين والفنانين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الأدبي.

الجلسة التي التأمت على "قاعة الشهيد خليل المعاضيدي" وسط مدينة بعقوبة، أدارها الناقد د. خالد علي ياس، الذي رحب بالضيف وقدم نبذة عن مسيرته الإبداعية في مجال كتابة القصة والرواية، مشيرا إلى انه أبدع في كتابة هذا الجنس الأدبي، وفي صياغته وتقديمه للقارئ بشكل مميز.

وأضاف قائلا ان ما يميز خلف، هو خوضه في التجريد والتجريب والتجديد السردي، ومزجه بين الواقعية والرمزية والتاريخ والسياسة في كتاباته الروائية والقصصية، مبينا انه شق طريقه منذ ستينيات القرن الماضي، وأصدر خلال مسيرته العديد من الروايات والقصص التي نالت استحسان وثناء الكثيرين من نقاد وأدباء العراق والعالم العربي.

القاص والروائي أحمد خلف، وفي مفتتح حديثه، ألقى الضوء على بداياته مع الكتابة السردية، موضحا انها كانت صعبة نظرا لصعوبة الحياة التي واجهها مع والده وعائلته البسيطة في محافظة الديوانية، إلا ان نقطة انطلاقه وتحوله نحو الإبداع، كانت من "مكتبة فوزي" الكائنة في محافظته. إذ نمّت في داخله حب الكتاب وعشقه، على الرغم من صعوبة توفر الكثير من الإصدارات المهمة التي تحمل أفكارا جديدة في ذلك الزمن، والتي إن توفرت ربما لا تجد قبولا من لدن المجتمع المتمسك بالأعراف والتقاليد، والرافض لكل ما هو جديد.

 وتابع الضيف ان المؤلفات الماركسية وغيرها من المصادر التي تحمل أفكارا تنويرية حديثة، بدأت تحتل الشارع الثقافي في العراق خلال تلك الفترة، وصار المثقف يبحث عنها ليطلع على الأفكار والثقافات الأخرى، لافتا إلى ان تلك المؤلفات ساهمت في تطوير موهبته في الكتابة، وتنميتها.

وذكر خلف ان الشاعر الكبير مظفر النواب، هو الذي اكتشفه وأخذ بيده وشجعه على الكتابة في مجالي القصة والرواية، حتى استطاع أن يضع بصمة خاصة في نتاجه السردي، الذي تميز بمسحته التجريدية والتجريبية والتجديدية المواكبة للزمن.

ثم تطرق إلى العديد من إصداراته السردية، مثل "خوذة لرجل نصف ميت"، "نزهة في شوارع مهجورة"، "منزل العرائس" و"الخراب الجميل"، فضلا عن بعض قصصه التي قطفت جوائز أدبية مهمة. وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الأدباء الحاضرين، الذين أثنوا على نتاجات الضيف، وعلى مكانته البارزة بين الأدباء المعاصرين، ونشاطه الإداري باعتباره عمل رئيسا لنادي القصة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، ورئيسا لـ "ملتقى القصة القصيرة" في العراق، ورئيس تحرير لمجلة "الأديب العراقي". وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، الرفيق ثامر حميد، باقة ورد باسم اللجنة المحلية إلى القاص والروائي أحمد خلف.