بغداد – طريق الشعب

تتواصل التظاهرات الشعبية، وتتصاعد في العديد من محافظات الجنوب والوسط، احتجاجا وغضبا على تردي ملف الكهرباء، وتدهور الخدمات الاساسية، فيما دعت مفوضية حقوق الانسان، رئيس مجلس الوزراء، الى زيارة محافظة البصرة، لتهدئة الاوضاع فيها.

مطالب بصرية

أقدم متظاهرون بصريون، امس الثلاثاء، على قطع طريق البصرة ـ ميسان بالكامل، في منطقة كرمة علي، شمالي المحافظة، من خلال حرق الإطارات، ونصب السرادق، وتكدس الآلاف من المركبات على جانبي الطريق.

رفع المحتجون في محافظة البصرة، مطالب من خمس نقاط الى الحكومتين الاتحادية والمحلية متمثلة في تحسين الواقع الخدمي، والمعيشي، والأمني.

وشهدت البصرة اغنى المحافظات العراقية بالنفط والغاز تظاهرات احتجاج على انعدام الكهرباء وتفشي البطالة بين الشباب وانتشار الفساد المالي والإداري اذ سقط على اثرها شهيد وعدد من الجرحى من المتظاهرين.

ورفعت "لجنة المتظاهرين" المطالب الى الحكومتين بخمس نقاط "تحسين الكهرباء، تشغيل العاطلين وتسريح العمالة الاجنبية، تسليم المفرزة الامنية التي فتحت النار على المتظاهرين الى القضاء، تحسين ملف الخدمات الاساسية، تسليم مخصصات البصرة من البترودولار وغيرها".

وخيّر المتظاهرون، الحكومتين، بين الاستجابة لمطالبهم او الثورة والتصعيد.

"على العبادي التدخل فورا"

وفي السياق، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "المعلومات الواردة من مكتب المفوضية في البصرة تشير إلى أن الوضع في المحافظة في تصعيد بعد مقتل احد المتظاهرين ووفاة آخر متأثراً بجروحه واستمرار تردي الخدمات وارتفاع نسبة البطالة وزيادة الملوحة في الأراضي".

وناشد رئيس الوزراء بـ"التوجه الى محافظة البصرة وعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء فيها للاطلاع بشكل مباشر على مجريات الأوضاع ومحاولة حلحلتها".

ودعا مجلس محافظة البصرة الى ضرورة ترك الخلافات وعقد جلسة طارئة لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن أوضاع المحافظة بعد أن أدت تلك الخلافات إلى فشل عقد جلسات المجلس لعدم اكتمال النصاب وحدوث شلل بعمل دوائر المحافظة بسبب عدم تصويت المجلس على الموازنة".

وأضاف أن "المحافظة بحاجة إلى وضع خطة طويلة الأمد وأخرى قصيرة الأمد لمعالجة تردي الأوضاع في المحافظة التي تشهد في كل عام تجددا للتظاهرات المطالبة بالحقوق المشروعة بسبب عدم إيجاد حلول ناجعة وجذرية تنهي معاناة المواطنين".

تظاهرات في ذي قار

انطلقت تظاهرة حاشدة في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، احتجاجاً على نقص الخدمات وارتفاع نسبة البطالة. التظاهرات الاحتجاجية انطلقت من شارع النبي ابراهيم الخليل في الناصرية، بسبب تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي في المحافظة.، وتم قطع الطريق المؤدي إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة.

واشعل عدد من المحتجين، النيران في اطارات وسط الشوارع.

تظاهرات في واسط

شهدت محافظة واسط، مساء الاثنين، تظاهرات واسعة في عدد من مناطقها (داموك، الزهراء، العزة، زويرجات، مدينة انوار الصدر) وجميعها انطلقت من مناطقها وصولا الى مجلس المحافظة، كما تظاهر العديد من المواطنين امام بيت المحافظ، وكذلك امام مديرية الكهرباء في ساحة تموز. وشهد مركز المدينة، شللا شبه تام، واجراءات امنية شديدة.

وشجب المتظاهرون، الخصخصة وتردي الكهرباء والخدمات، مطالبين باطلاق سراح زملائهم الذين اعتقلوا الاحد.

واحرق المتظاهرون، الاطارات وقطعوا الطريق الرابط بين المحافظة وذي قار.

الى ذلك، اعتبرت وزارة الكهرباء، امس الثلاثاء، قرار مجلس محافظة واسط بفصل المحطة الحرارية عن المنظومة الكهربائية "خروجا عن القانون"، مؤكدة أن هذا الامر يعرض المنظومة الوطنية الى الاطفاء المفاجئ والتام.

اطلاق سراح متظاهرين

في الاثناء، قالت شرطة محافظة واسط، امس الثلاثاء، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "قاضي التحقيق في الكوت اطلق سراح عدد من الذين دخلوا بين المتظاهرين وقاموا بأعمال شغب، بموجب تعهدات على عدم تكرار أعمالهم المخالفة للقانون".

ودعا المواطنين الى "التعاون مع الأجهزة الأمنية"، مؤكدا على ان "التظاهر السلمي حق كفله الدستور لكل مواطن".

واشار الى ان "واجب الشرطة هو الحفاظ على النظام داخل المدن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة"، مشددا على "عدم السماح لأي شخص دخيل لديه نوايا تخريبية بالانخراط بين صفوف المتظاهرين".

اقتحام مجلس محلي

وفي ديالى، قال رئيس مجلس ناحية بني سعد (20كم جنوب غرب ب‍عقوبة) رسول الحسيني، في تصريح صحفي، ان "تظاهرة شعبية عفوية خرجت في مركز ناحية بني سعد وتوجهت الى المجلس البلدي وقامت باقتحامه ما سبب اضرار مادية بالاضافة الى اضرار مادية اخرى في مبنى ادارة الناحية". واضاف الحسيني، ان "التظاهرة جاءت تعبيرا عن ثورة غضب شعبية بسبب ازمة الماء والكهرباء"، مؤكدا ان "ادارة ومجلس ناحية بني سعد لا تتحمل اي مسؤولية عن الخلل في الكهرباء والمياه باعتبار الامر خارج نطاق صلاحياتها وهي تطلق نداءات استغاثة منذ اسابيع دون جدوى". ودعا الحسيني الى "اجراءات سريعة لاحتواء ثورة الغضب في بني سعد، وضرورة حضور الحكومة المحلية في ديالى من اجل بيان الموقف واعطاء حلول عاجلة قبل ان تزداد الاوضاع سوءا".