من بين المراسلات التي كانت بيني وبين الاديب الموسوعي الراحل جلال زنكابادي عثرت على المقال الموسوم ( أقدم الكتابات المسمارية المكتشفة في حوض سد حمرين ) بقلم جلال زنكابادي وهو تعريف بكتاب الدكتور الراحل فوزي رشيد الذي يحمل نفس العنوان . ولما لم أعثر عليه منشورا - بعد البحث عنه في شبكة الانترنيت - قررت ارساله للنشر وفاء لتراث الاديب الراحل جلال زنكابادي ولكي يكون بين أيدي القراء الكرام .

مؤيد عبد الستلر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( أقدم الكتابات المسماريّة المكتشفة في حوض سدّ حمرين)

للدكتور فوزي رشيد

 مسرد : جلال زنكَابادي *

   لاريب في أن الكائن البشري وحده يتميّز بحنينه إلى الماضي و تعلّقه به والتفاته إليه . والذاكرة البشريّة لاتستطيع الخلاص من ذكريات الماضي ؛ مادام الإنسان يظلّ رهن تأثير الماضي ورهن الظروف التاريخيّة المعطاة . و لئن يستغرق الإنسان في في مشاغل الحاضر و مشكلاته و متطلّعاً في الوقت نفسه إلى المستقبل الأفضل ؛ تجيء فضيلة الإقرار ، بل ضرورته بفضل الأسلاف العظماء من إنتصارات وإبداعات ثقافيّة وحضاريّة دونما تناسي الإخفاقات والكبوات ؛ و هذا يتطلّب من الأجيال الجديدة - في تلفتها إلى إلى الماضي و تطلّعها إلى المستقبل – قراءة الماضي بموضوعيّة و كتابة التاريخ من جديد بروحيّة معاصرة .

  إن استغوار الماضي البشري الموغل في القدم و استكشافه عبر استنطاق الموروثات والآثار الطبيعيّة والبشريّة مهمّة جليلة و شاقة جدّاً ، و مسؤوليّة خطيرة ؛ تتطلّب الموهبة والمعرفة الشاملة و العميقة و الجرأة. و من ثمّ يظلّ هذا الإستغوار همّاً إنسانيّاً ما بعده همّ سوى همّ المستقبل بمجاهيله ، وطبعاً تقع التنقيبات الإركيولوجيّة ضمن حيّز هذه الدائرة الواسعة ، و عندها تصبح قراءة الخطوط والنصوص القديمة من أهمّ متمّمات هذه التنقيبات الساعية إلى اكتشاف الحلقات المفقودة و ملء الثلمات والثغرات الشاخصة في صفحات التاريخ .

 و من هنا فقد اختار الدكتور فوزي رشيد مهمّة التصدّي لقراءة الماضي باستنطاق الخطوط المسماريّة ، حافزه القلق الدائم والخلاّق ، وسلاحه تعمّقه في اختصاصه و ثقافته الواسعة المقرونة بالمثابرة و الإخلاص ، و لقد أفلح في هذا المضمار متحفاً المكتبة العربيّة بأعماله القيّمة: (قواعد اللغة السومريّة)،(الشرائع العراقية القديمة)،(السياسة والدين في العراق القديم) ، (نصوص في المتحف العراقي- المجلّد السادس) نصوص إداريّة من الألف الثاني ق . م ، بالإشتراك مع جواني بيتي ناتو ، باللغة الإيطاليّة) ، (علم المتاحف ، بالإشتراك مع الدكتور تقي الدبّاغ)،(تاريخ إيران القديم ، مع الأستاذين طه باقر و رضا الهاشمي)، (أقدم الكتابات المسماريّة المكتشفة في حوض حمرين) وكذلك العشرات من المقالات والدراسات والبحوث المنشورة في المجلاّت والجرائد.

*

  يقع (أقدم الكتابات المسماريّة المكتشفة في حوض حمرين) في (225 ص / قطع 30× 22,5 سم) و هو مكتوب بخطّ يد الأستاذ فوزي نفسه، ماعدا صفحتيّ تقديم الدكتور مؤيّد سعيد باللغتين العربيّة والإنكَليزيّة ، والصفحات (211- 220) التي احتوت صور عدد من الألواح الطينيّة . وهو يضمّ أربعة أقسام:

القسم الأول (صص 1-32): يعرض المؤلّف المعلومات التاريخيّة المستنتجة من استقراء مضامين النصوص . يليه القسم الثاني (صص 33-140): قراءة النصوص المسماريّة مقرونة بالترجمة العربيّة ، وهي (47 رقيماً) ويتضمّن القسم الثالث (صص 141- 177) الفهارس: الكلمات السومريّة والأكديّة ، أسماء المدن ، أسماء الأعلام ، عناوين المصادر ، و محتويات الكتاب) أمّا القسم الرابع والأخير (صص 179- 216) فهو مزدان باستنساخ خطّي للرُقُـم السبعة والأربعين مع صور فوتوغرافية لعشرة منها.

 كانت الهيأة الآثاريّة المنقّبة المختصّة قد عثرت في صيف 1979 على هذه الرُقُم السبعة والأربعين ، في الطبقة الرابعة من (تلّ سليمة) وهو أكبر تلّ أثري في وادي نهر سيروان( ديالى) شماليّ جبل حمرين. وقد أشار الدكتور فوزي إلى الحالة الجيّدة لهذه الرُقم عموماً ، وهي من الطين المشوي، ماعدا القليل منها ، حيث تحتاج إلى المعالجة المختبريّة ، وأبعادها متفاوتة ، فأكبرها (9,7×9,7×2,1سم) وأصغرها حجماً(2,8×2,5×1,3سم) ، وتشتمل هذه الرُقم على أسماء العمّال من صنف (كوروس ، العاملين بالمحاريث) وأسماء الإماء والأطفال من كلا الجنسين المستخدمين في الأعمال الزراعيّة، وأسماء صيّدي السمك ، وقوائم بكمّيّات الشعير المعطاة إلى الأفراد كقروض ذات فائدة ، وعدد الثيران والحمير والخرفان والخنازير والعجول والعنزات والبغال والبقر والحملان..وكذلك قوائم بكميّات الفضة والنحاس والبرونز والملابس والحقول والبساتين...

يبيّن الدكتور فوزي رشيد عبر دراسته لهذه النصوص أنها تخلو من التواريخ الدّالّة وأسماء الأعلام ، التي تعين الباحث عادة في تحديد الفترة الزمنيّة المعيّنة ، إلاّ أن مقارنة رُقم (تل سليمة) - حسب إشارته- مع النصوص المسماريّة سابقاً في (تل أسمر) و(خفاجي) في محافظة ديالى نفسها، والتي نشر الأستاذ (كليب) دراسته عنها عام 1952 ، والمنسّبة إلى العهد الأكدي ، تبيّن المقارنة المقصودة أن رُقم (تل سليمة) لاتختلف بنوعيّتها ولغتها وأسلوب كتابتها عن تلك النصوص ؛ حيث يتشابه فيها الخطّ ومضمون النصوص وقرابة (90%) من أسماء الأعلام و قوائم قروض الشعير و وصولات استلام المواد الغذائيّة و الحيوانات ، ماعدا الإختلاف في أسماء المواقع الجغرافيّة والصناعات المحليّة ، وكذلك خلوّ نصوص (تل سليمة) من الرسائل والنصوص المدرسيّة المكتشفة في تل أسمر وخفاجي ، وبناءاً على هذه المقارنة ؛ يمكن القول أن نصوص تل سليمة تعود عموماً إلى العصر الأكدي ، لكنّما ليس في المقدور تحديد فترة تدوينها بالضبط. ويخمّن الدكتور فوزي رشيد مستدلاً بالقرائن ؛ أن حوض ديالى كان يتمتع بالحريّة والإستقلاليّة الإقتصاديّة ، وربّما حتى الإستقلال السياسي خلال فترة تدوين هذه النصوص ، بل يعتقد أن حريّة - حوض حمرين - الإقتصاديّة والسياسيّة قد دامت حتى نهاية سلالة أور الثالثة(2111-2003 ق.م) ويعلّل اعتقاده بطبيعة الحوض الجغرافيّة ، التي جعلته منطقة مغلقة محصّنة بعوارض طبيعيّة يصعب الوصول غليها، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى، كانت زراعة المنطقة ديميّة عموماً محدودة الإنتاج وغير مضمونة ؛ بحيث لمْ يجتذب الحوض أطماع الدول المجاورة في بلاد الرافدين لربطه بكياناتها السياسيّة والإقتصاديّة ، ثمّ إن محدوديّة مساحة الحوض وضآلة انتاجها الزراعي لمْ تكنا تفيان بحاجة الكثافة السّكّانيّة المتفجّرة ؛ ممّا أدّى ذلك إلى هجرة ونزوح سكّانه بين حين و آخر إلى مناطق أخرى من ديالى ، خصوصاً نحو الجنوب مع مجرى النهر؛ وهذا يعلّل تشابه أسماء الأعلام بين منطقة الحوض شمالي حمرين و منطقتيّ تل أسمر و خفاجي القريبتين من نهر ديالى في جنوبيّ محافظة ديالى.

 تكمن أهميّة النصوص في كونها تمدّ الباحثين بمعلومات مهمّة عن الإقتصاد الريفي لمنطقة حوض حمرين ، بالإضافة إلى أسماء المواقع الجغرافيّة ، فلولا هذه النصوص ؛ لبقينا - حسب تشخيص الدكتور فوزي - نجهل حتى الأبد أسماء المدن والقرى الزراعيّة ، التي شيّدت في الحوض إبّان العهد الأكدي ، إذا ما غمرتها مياه سدّ حمرين لاحقاً ، وبذلك أضافت قسطاً من المعلومات إلى ما قدّمتها النصوص الأكديّة الأخرى المكتشفة في ديالى ؛ وعليه فقد ساهم الأستاذ الباحث فوزي رشيد مساهمة جادّة ومشهودة عبر كشفه عن مضامين هذه الوثائق واستنتاج بعض المؤشرات المتعلّقة بأحوال هذه المنطقة في غابر الأزمنة.

 لقد توصّل الدكتور فوزي في بحثه الأستقرائي إلى معرفة الإسم القديم لتل سليمة وهو(أوال) وكيف أن معرفة سلالات العهدين البابلي القديم والآشوري القديم لمدينة (أوال) وذكرها في رُقمها تؤكّد على أهميّتها كمحطّة واقعة على الطرق التجاريّة الرابطة بين عاصمة آشور و إيران وإيلام و مدن الخليج. وقد أكّد الباحث على ان الكتابة المسماريّة- التي عرفتها حضارة العراق القديم منذ 3200 ق.م- لمْ تظهر في حوض حمرين إلاّ في العصر الأكديّ ، وفي أوال بالذات دون سواها من مدن الحوض ؛ لأنّها كانت تتمتع بمكانة تجاريّة أحوجتها بالضرورة إلى معرفة وتكريس الكتابة المسماريّة لتمشية الأعمال التجاريّة على الوجه المطلوب، وهذا يؤكّد بدوره الإفتراض القائل بتمتع حوض حمرين باستقلاليّته الإقتصاديّة والسياسيّة إبّان العصور السّابقة للعصر البابليّ القديم.

 و يشتمل هذا السفر المرموق (أقدم الكتابات المسماريّة...) على مباحث أخرى متنوّعة ومهمّة ، ففي مبحث (أسعار المواد الإستهلاكيّة) يثبّت الأستاذ فوزي الأوزان والمكاييل المستخدمة آنذاك في المعاملات التجاريّة ومنها : (منا = 505 غم حاليّاً) و(بي= 5,52 لتر) واستكمالاً للفائدة قدّم الدكتور فوزي جدولاً توضيحيّاً للمكاييل المستخدمة في مدينة أوال خلال فترة تدوين نصوص تلك الرُقم. وفي مبحث (أسماء الأعلام و لغة البانانا) يشير الباحث د. فوزي إلى خصوصيّة أسماء الأعلام في لغة المنطقة ، والتي لمْ يُعثَرْ على مثيلات لها في مناطق : سومر، بابل و آشور، سوى مرّة أو مرّتين في مدينة (كرسو) ،أمّا شيوع هذه الخصوصيّة في نصوص تل أسمر و خفاجي ؛ فمردّه هجرة بعض سكّان حوض حمرين إلى هناك ، وتتبيّن خصوصيّة هذه الأسماء في بنيتها المتكوّنة من مقطعين متشابهين أو ثلاثة مقاطع يتشابه فيها المقطعان الأخيران ، وهناك نظيرة لهذه السمة في الأسماء المكتشفة في تل أسمر وخفاجي ، بحيث إفترض الأستاذ (كليب) تنسيبها إلى لغة- من لغات الجزيرة العربيّة- غير المكتشفة لحدّ الآن! وقد سمّى تلك اللغة المفترضة بلغة (بانانا = موز بالإنكَليزيّة) إستناداً إلى ظاهرة تكرار المقطعين الأخيرين في المفردات ، ولقد أكّد الدكتور فوزي بدوره على ظاهرة التكرار هذه ، إلاّ أنه يعتقد أن الموطن الحقيقي لهذه الظاهرة اللغويّة هو حوض حمرين بالذات ، وليس الجزيرة العربيّة وتلك اللغة المفترضة غير المكتشفة ، أمّا اعتقاده هذا - مع اختصاصيين آخرين- فمردّه إلى أن ظاهرة تكرار المقطعين الأوّلين أو الأخيرين في الأسماء والمفردات لاتشير إلى لغة جديدة ، وإنّما هي أقرب ماتكون إلى أسلوب للتصغير أو التدليل ، ولئن كانت منطقة حوض حمرين منطقة ريفيّة و مغلقة أيضاً ؛ فقد كانت حتماً الموطن الحقيقيّ لهذه الظاهرة اللغويّة، وجليّ أن أسلوب التصغير أو التدليل في أسماء الأعلام خاصّة ظاهرة شعبيّة محليّة، وهي شائعة عادةً في المناطق الريفيّة، لاسيما المغلقة والبعيدة عن المراكز الحضاريّة، وممّا يؤكّد هذا التعليل هو اختفاء هذه الظاهرة إثر حدوث الإتصالات- ذات التأثير الحضاري – بين مدن الحوض و مدن وادي الرافدين. ومن ثمّ يستخلص الدكتور فوزي رشيد رأيه بهذا الخصوص ، ألا وهو أن أسلوب تكرار المقاطع في المفردات لايعني إطلاقاً إنتسابه إلى لغة مستقلّة ؛ لأن التأثيرات الحضاريّة لاتتسبّب اختفاء أيّة لغة، لكنّما العادات والتقاليد تتغيّر هي التي تتغيّر وفقاً للمحيط الجديد.

 ويعتقد كاتب هذه السطور(ج.ز) أن الأستاذين الباحثين الكبيرين (كليب) و فوزي رشيد كانا سيتوصّلان إلى استنتاجات أخرى مغايرة حتماً؛ لو كانا على دراية كافية باللغة الكرديّة ، التي تشيع ظاهرة تكرار المقاطع في الكثير من مفرداتها ، التي ينعتها الباحثون اللغويّون الكرد بـ (جووته وشه = الكلمة المزدوجة ، أو المتكرّرة المقاطع) وهنالك ما يؤكّد قِدَم هذه الظاهرة اللغويّة في كردستان، ألا وهو وجود رٌقم - على شاكلة رسائل- أكتشفت في موقع (أبلا) في سوريا ، تخص (مملكة خمازي) في كردستان - قرب مدينة السليمانيّة الحاليّة ، والتي لوحظت فيها هذه الظاهرة اللغويّة، وبعبارة أوضح أعتقد أن هذه الظاهرة من سمات لغات الأقوام القديمة في كردستان ، أي لغات (أسلاف الكرد) وآمل أن يستقصي الباحثون المختصّون الكرد وغيرهم هذه الظاهرة اللغويّة على الصعيدين القديم والحديث.

ويخالف كاتب هذه السطور رأي الأستاذ الدكتور فوزي رشيد القائل " التأثيرات الحضاريّة لاتتسبّب في اختفاء أيّة لغة" فهنالك العديد من الشواهد التاريخيّة، التي ئؤكّد انقراض واختفاء حتى لغات واسعة الإنتشار؛ بسبب التطوّرات والتأثيرات الحضاريّة ، ومنها اللغة الإيريَنْـفاجيّة (لغة الآفيستا) التي خلّفتها اللغات الإيرانيّة الحاليّة. و اللغة اللاتينيّة التي خلّفتها اللغات الرومانثيّة: الرومانيّة ، الإيطاليّة ، الإسبانيّة ، البرتغاليّة ، الفرنسيّة ، الكتلانيّة و الغاليثيّة...وكذا الحال مع اللغة السنسكريتيّة التي ولدت العديد من لغات شبه القارة الهنديّة، و لغة الترك الأم القديمة ، التي خلّفت (66 لغة) حاليّة في قارّتي آسيا وأوربا...

و هكذا تبيّن لنا أن الأستاذ الدكتور فوزي رشيد قد تفرّد بسفره هذا؛ حيث بذل جهداً كبيراً يحدوه إخلاصه المعهود في بحوثه ، فقدّم ترجمة لنصوص الرُقم السبعة والأربعين مشفوعة بالدراسة المعمّقة والملحوظات القيّمة ، وقد ثبّت متون الرُقم بالحروف اللاتينيّة تقابلها الترجمة العربيّة سطراً فسطراً، وفي هذا السعي عناء لايتجشّمه إلاّ البحّاثة الجادّون امثال الأستاذ فوزي ؛ فحقّ للأستاذ الدكتور مؤيّد سعيد أن يكتب في تقديمه للكتاب : " إن المعلومات التي بذل الباحث جهده لكي يقدّمها ، بالإضافة إلى قراءة الخط واستنساخه و تحليل نصوصه وكلماته ، ومقارنته بنتائج تنقيبات سابقة...هي جهد كبير يستحق الإهتمام ، و لاشكّ . وإذا ما استطعنا مستقبلاً وضع دراسة متكاملة لكافة النصوص التي عثرنا عليها في بقيّة التلال ؛ فإننا سوف نصل إلى صورة تاريخيّة متكاملة ضمن المرحلة الزمنيّة الواحدة، و عبر مراحل التعاقب الزمني ، و حتى الغزو الأجنبيّ للحوض"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قد يكون هذا المسرد المقال الوحيد اليتيم عن هذا الكتاب الذي تعرّض إلى التحجيم نشراً والتعتيم إعلاميّاً، في العهد العفلقي البائد؛ حسبما أسرّ  لي وقتذاك  أستاذنا وصديقي الفقيد الكبير الدكتور فوزي رشيد (ج.ز)

عرض مقالات: