الشعر البريطاني في القرن العشرين، تأثيراته على الشعر العربي

  نظم المقهى الثقافي العراقي في لندن في الثلاثين من حزيران الماضي أمسيته الثالثة بعد المئة، إستضاف فيها الشاعر العراقي فاضل السلطاني وكان عنوانها :" الشعر البريطاني في القرن العشرين ، تأثيراته على الشعر العربي " وتجربة الضيف في الترجمة وقد أدار الحوار معه ومع الحضور الروائي والمترجم  لؤي عبد الإله .

إستهل السينمائي علي رفيق من أسرة المقهى،  بدعوة الحضور لسماع تسجيل للمقطع الخامس من قصيدة الشاعر البريطاني تي اس إليوت (الإرض اليباب) بصوت شاعرها :

 " بعد ضوء المشعل أحمر على الوجوه المتعرقة

بعد الصمت الجليدي في الحدائق

بعد الاحتضار في أماكن صخرية

الصراخ والعويل

السجن والقصر وصدى

 رعد الربيع على جبال بعيدة

من كان حياً هو ميت الآن

ونحن الذين كنا أحياء نموت الآن

بصبر قليل.                                                         

 

لا ماء هنا ...لا شئ سوى الصخر

صخر ولا ماء والطريق الرمليّ

الطريق الذي يتلوى عاليا بين الجبال،

جبال من صخر ولا ماء

لوكان ثمة ماء لتوقفنا وشربنا

بين الصخور لا أحد يسطيع توقفاً أو تفكيرا

جاف هو العرق والأقدام في الرمل

لوكان ثمة ماء  بين الصخور

فم جبل  هامد ذو أسنان نخرة لايمكنه البصاق

هنا، المرء لا يستطيع أن يقف أو يتمدد أو يجلس                          

ليس ثمة حتى صمت في الجبال

بل رعد جاف عقيم بلا مطر

ليس ثمة حتى عزلة في الجبال

بل وجوه حمراء منتفخة، ناخرة مزمجرة

من أبواب منازل طينية متصدعة

  لو كان ثمة ماء

 ولا صخر

لو كان هناك صخر

وأيضاً ماء

ينبوع                                                              

بركة بين الصخور

لوكان ثمة صوت الماء وحده

لا صوت الزيز

عشب يابس يغني

بل صوت الماء فوق صخرة

حيث  الحسّون الناسك يغني  بين أشجار الصنوبر

درب درب دروب دروب دروب دروب دروب 

لكن ليس ثمة ماء".

  ثم قرأ الشاعر الضيف السلطاني ترجمة هذا المقطع بالعربية منوها ان هذا المقطع هو  أطول مقاطع القصيدة وأجملها .

عقب الروائي والمترجم لؤي عبد الإله قائلا:" ان ترجمة السلطاني لهذه القصيدة انجاز كبير ، وأعتبر نفسي أحد الأشخاص المتورطين بدفع فاضل لترجمة هذه القصيدة الهائلة ، أذكر كان هناك مناسبة من عشر سنوات حين صدر ديوانه " الوان السيدة المتغيرة " قرأ منه في حينها قصيدة بعنوان "بابل – بابيلون " وحضر في ذهني ان هناك خيوطا رابطة بين قصيدة فاضل وقصيدة اليوت هذه.. بالذات إستخدام الرموز ، الميثولوجيا، إدخال ما يسمى تيار الوعي بالقصيدة ، فهناك تعدد الأصوات في قصيدة تي أس إليوت .. وهذه القصيدة تعتبر فتحا جديدا ، للقصيدة، ليس على المستوى الإنكليزي " الأنكلو – ساكسون" وإنما على المستوى العالمي بشكل عام ". اذ كان هناك في ذات الوقت شخصان أدخلا تيار الوعي هما جيمس جويس واليوت ".

ثم دعا مدير الأمسية ضيفه ليتحدث عن الأسباب التي دعته لترجمة هذه القصيدة ، على الرغم من ان هناك ست ترجمات سبقته ؟ 

 أجاب الشاعر ان الأرض اليباب ترجمها ادونيس ويوسف الخال  ، ترجمة مشتركة ، وهي اول ترجمة ثم ترجمها كل من عبد الواحد لؤلؤة ، يوسف اليوسف، ماهر فريد شفيق ، واخيرا تم العثور على ترجمة للشاعر توفيق صائغ وهي آخر ترجمة صدرت لكنها في الواقع اول ترجمة في حياته لكنه لم ينشرها . وأكد :" انا راجعت كل هذه الترجمات وقارنتها بالنص الأصلي – الإنكليزي .. وجدت أخطاء ..لكني لا أنفي جهد هؤلاء ، خاصة انهم حين ترجموها لم يكن هناك دراسات لهذه القصيدة ، والتي مازالت تشغل النقاد  والمهتمين ، ولم يكن هناك انترنت .. انا عملت دراسة للنص الأصل، ودون تجني على أحد ، اخذت كل الترجمات وعملت المقارنات بينها . . وشخصت أين الخطأ والصواب ، حسب اجتهادي طبعا ، ممكن أن يأتي أحد بعدي له وجهة نظر تختلف .. ولقد أخذ مني هذا الجهد أربع سنوات . والأعمال العظيمة تترجم دائما ..لحد الآن هوميروس تجري ترجمته وكذلك ملحمة كلكامش  صدرت ترجمة جديدة لها قبل عام من الآن " .

وعن موضوع أمسية اليوم قال السلطاني :"سأتناول ملامح عامة في الشعر البريطاني انعكست في الشعر العربي ، وليس عن تأثير شعراء معينين ، لأننا لا نجد مثل هذا التأثير في شعر ما بعد الحرب العالمية الثانية ، كما نلاحظ مثلا في تأثير تي اس اليوت على الشاعر بدر شاكر السياب ، والشاعر صلاح عبد الصبور ، رغم ان هذا التأثير مبالغ فيه الى درجة كبيرة ، وكان مقتصرا على الرؤية الشعرية ، وليس على بناء القصيدة وتقنيتها كإستخدام المعادل الموضوعي والمونولوغ الدرامي ، كما نلاحظ في قصيديتي "رؤيا فوكاي " للسياب ، و"رحلة في الليل" لعبد الصبور".

وعن اتجاهات ومدارس الشعر الإنكليزي قال ان قصيدة اليوت اطلقت الحداثة ليس فقط في بريطانيا انما في العالم كله .. واكد اننا نستخدم مفردة  الحداثة استخداما خاطئا لأنه ليس عندنا مرادف لها .

فمصطلح الحداثة

Modernity

   يعني الحداثة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أي كل مناحي الحياة، وأول من استخدمه بودلير في القرن التاسع عشر في كتابه" رسام الحياة الحديثة". أما مصطلح

Modernism

 فيعني الحداثة الجمالية في الشعر او في الرسم او في فن العمارة ..الخ من الحقول الإبداعية، خاصة منذ خمسينيات القرن الماضي .

 اما عن الشعر الإنكليزي فقال المحاضر إنه  :" لم يترجم الكثير منه الى اللغة العربية ، انما ترجمت قصائد منه مثلا عزرا باوند ترجم القليل من شعره واودين كذلك ، انا اعتقد ان ذلك خسارة ..فهناك ملامح مشتركة بين الشعر البريطاني والشعر العراقي بشكل خاص " وأشار الى إن  :" هناك مدرستان في الشعر العربي ، بالرغم ان هذه المسألة تثير نقاشا حولها ، ورأيي الذي تجدوه في كتابي ( خمسون عاما من الشعر البريطاني ) وهو ان هناك مدرستان هما العراقية واللبنانية ، ولكل مدرسة لها خصائص معينة ، العراقية ، بتقديري، تأثرت بالشعر الإنكليزي بشكل مباشر او غير مباشر ..اما المدرسة اللبنانية فهي تحت تأثير الشعر الفرنسي .. وهناك فرق هائل بينهما ، الشعر البريطاني غالبا يختلف جذريا عن الشعر الفرنسي نتيجة الظروف التي مر بها المجتمع البريطاني فتوجهاته تجريبية ، واقعية ، تتناول الإنسان بشكل حسي وليس بشكل مجرد كما في الشعر الفرنسي ، ربما بسبب إزدهار الفلسفة في فرنسا حيث دخلتها في وقت مبكر جدا .. في بريطانيا يوجد مفكرين ، هذا صحيح، لكن في الغالب ازدهر فيها الاقتصاد السياسي "  وأوضح ان سبب ذلك ان فرنسا شهدت حركات ثورية وانعطافات حادة منذ كومونة باريس الى ما نشهده اليوم من انتشار الحركات الإحتجاجية في حين ان بريطانيا لم تشهد اهتزازت فعلى سبيل المثال الحركة الاشتراكية الفابية فقد كانت خجولة . وأكد ان قصده من هذه المقدمة الطويلة انما أراد التأكيد على  :" رغم ان الحداثة بدأها إليوت في بريطانيا ولكن الشعر البريطاني مازال لا يعرف الحداثة بالمعنى الجمالي ..مازال شعرا محافظا ..حتى قصيدة النثر مازالت خجولة في بريطانيا .. قلة يكتبون فيها ..الاكثرية من الشعراء مازالوا يكتبون حسب الأوزان السبعة ". وأضاف الشاعر السلطاني ان سبب ذلك :"يعزوه الناقد والشاعر الفريد الفاريز الى عدم تأثر الشعر البريطاني  بما يمكن ان نطلق  تسمية نمط حياتهم : منظم  وعاداتهم وتقاليدهم تتسم   بالكياسة أو الدماثة ، مسيطر عليها، وتعتبر محتشمة مقارنة بعادات شعوب اوربية أخرى ، وبذلك أثبت الشعر البريطاني انه غير قابل للإختراقات " الحداثوية " القادمة من وراء الحدود ، كما حصل في بلدان عديدة ومنها بلداننا ".

وهنا عقب الروائي لؤي عبد الإله مدير الأمسية قائلا:" ان ترجمة الشعر صعبة ومشكلة كبيرة .. مرة سمعت عن ان فلوبير كان يتكلم مع تورغينيف حول ترجمة قصائد لبوشكين كانت ملاحظة فلوبير انه اعتبر ان شعر بوشكين ضعيفا فكانت إجابة تورغينيف "يجب ان تقرأ بوشكين بلغته " والحقيقة ان كثيرا من الشعراء لا يمكن ترجمتهم الى لغة أخرى ، وهذا بسبب النسيج المتكون في القصيدة ، ربما التأثير يكون من خلال اللغة ، من خلال المفردة ، لإستثارة ، لنقل، اللاوعي ، الشعور الجمعي عند المتلقي .. والجميل ان شاعرنا فاضل حين ترجم لستة وخمسين شاعرا بريطانيا في كتابه ، إنه قدم اوكتب مقدمة جيدة عن كل شاعر ". وقال انه قرأ لأولئك الشعراء لكنه وجد لدى شاعرتين متميزتين هما كاتلين رين    

. 2003وتوفيت 1908التي كان لديها قصيدة مؤثرة وهي من مواليد  

وشاعرة أخرى هي اليزابيث جينغيس فقد فاجأتني بقصيدة "..

وهنا قاطع الشاعر السلطاني الروائي عبد الإله :" بالمناسبة انا اتفق مع حديث لؤي تماما .. فقد التقيت بالشاعرة كاتلين رين وكان عمرها حينذاك احدى وتسعين عاما وعملت معها لقاء صحفيا مطولا ، وجدت عندها تواضع الكبار .. فهي من أهم شاعرات القرن العشرين ، ليس فقط على مستوى بريطانيا ، كانت مٌكرمة من كل البلدان ..قلت لها انت شاعرة من الدرجة الأولى ..قالت لي : لالالا انا شاعرة ثانوية ..أتضعني مع شكسبير ووليم بليك وغيرهما .. كلا ..انا شاعرة ثانوية ..هناك في بريطانيا شعراء ثانويين وليس معيبا ان تصفهم هكذا ".

ثم طلب لؤي من فاضل قائلا:" أجد من المناسب، في هذه الأمسية، ان نسمع مما ترجمته في كتابك ، وياحبذا نسمع قصيدة اليزابيث جيينغس ، وهي قصيدة بسيطة لكنها مؤثرة وجميلة ". فقرأ فاضل :

 "جسد واحد" قصيدة للشاعرة البريطانية إليزابيث جينيغس

يتمددان الآن منفصلين

كل منهما في سرير

هو مع كتابه، مبقياً المصباح

مشتعلاً لوقت متأخر

وهي مثل طفلة تحلم بالطفولة

وبكل الرجال في مكان آخر

كأنهما ينتظران حدثاً ما

الكتاب الذي يمسكه لم يقرأه

بينما عيناها مثبتتان

على الظلال فوق رأسها

منطرحان مثل نفايتين

من عاطفة سابقة

كم يتمددان ببرود

نادراً ما يلمسان بعضهما

وإذا فعلا، فذلك اشبه بالاعتراف

بمشاعر قليلة، أو بمشاعر اكثر مما ينبغي

انهما في مواجهة الطهارة،

مواجهةً كانت كل حياتهما استعداداً لها

منفصلان بشكل غريب

ومع ذلك، قريبان من بعضهما بشكل غريب

الصمت بينهما مثل خيط عليك ان تمسكه

لكن حذار ان تطويه

والزمن نفسه مثل ريشة

يلمسهما برقة. هل يعرفان

انهما عجوزان، هذان الاثنان

اللذان هما أبي وأمي

اللذان خرجت من نارهما،

الباردة الآن؟

 حظيت الأمسية بمداخلات من الحضور مثلما أثارت لديهم تساؤلات نأتي عليها بشكل سريع في تغطيتنا هذه فالفنان فيصل لعيبي أشار الى انه شعر من خلال ما طرح بعض الغموض ، فهو يرى ان الحداثة هي التي تعتمد على أفكار عصر الأنوار ، على المنطق ، العقل ، فكرة التقدم ، كل هذه من مفاهيم عصر التنوير فهناك شعراء وكتاب كتبوا تحت تأثير الحرب العالمية الأولى فرويد و نيتشة و شوبنهاور لم تتضمن نتاجاتهم بصيص امل ليس من نظرة تفاؤلية للحياة عكس ما طرحه اليوت الذي أخذ من كل حضارات العالم ، من كل اللغات فبتصوري هو وغيره ينتمون الى عصر ما بعد الحداثة .. وأجابه فاضل انه ذكر منذ البداية ان الحداثة استخدمها بودلير مثلا واطلق عليها (مودرنتي)  وميزتها مع (مودرينزم) وهي حركة حديثة ..تعني الحداثة الجمالية التي تفتقد العربية الى مرادف لها ..اما الشاعرة دلال جويد فقد طرحت على الشاعر السلطاني  ثلاث أسئلة هي :" قلت حضرتك في البداية ان المؤسسة الثقافية البريطانية هي مؤسسة غير قابلة للإختراق .. سؤالي :هل لدينا مؤسسة ثقافية عربية ..أدونيس في احد لقاءاته قال " لا توجد لدينا مؤسسة ثقافية عربية " ..هل هذا سبب في اننا عرضة للتغيرات وفي تقبل كل غريب علينا؟ السؤال الثاني: هناك ست ترجمات للأرض اليباب لأليوت ، كيف تأثر الشعراء والأدباء بهذه الترجمات ، في الوقت ان كل ترجمة أعطت قصيدة مختلفة عن القصيدة الأولى ، وقليل من الشعراء قرأوا الأرض اليباب بلغتها الأصلية..فكيف كان ذلك التأثير؟ السؤال الثالث : حضرتك تنتمي الى شعر التفعيلة فهل هذا تأثرا بالشعر البريطاني وإلتزاما به  او اني لاحظت رفضا للحداثة ..أليس الشعر، تمردا " .. أجاب السلطاني ليس لدينا مؤسسة ثقافية انما هناك مؤسسة سياسية تقمع الثقافة .. الثقافة تحتاج وضعا مستقرا يتطور طبيعيا يتوفر على الحرية   وهذا ما نفتقده بل على العكس كل نظام سياسي يفرض طباليه ..اما بالنسبة لتعدد ترجمات الأرض اليباب ..كلا هي ليس قصيدة جديدة ولكن ممكن لمترجم معين ان يخطأ بترجمة بيت او مفردة ..مثلا بعض الترجمات فهمت ان بعض السطور ديالوغا (حوار بين شخصيات متعددة او بين شخصيتين) في حين انها كانت مونولوغا (حوارا داخليا)، اما بالنسبة للتفعيلة فهي موجودة في تراثنا .. والشكل الجديد لا يلغي الشكل القديم .. الشعر الحقيقي  هو شعر سواء كتب عموديا ام حديثا ام نثرا .. ثم طرح لؤي أسئلة وصلت من الكاتبة فيحاء السامرائي قدمتها مكتوبة السؤال الأول : الترجمة هي جسر الحضارات وإثرائها والمترجمون كما قال بوشكين هم خيول التنوير لكن احدهم سان بوف اعتبر ان الترجمة هي خيانة والبعض اعتبرها خيانة جميلة  وهو محمد عناني فما رأيك ؟ وكان رأي فاضل :" ان ليس هناك أمة تتقدم بدون الترجمة ففي كل التاريخ الأمم تقدمت بالترجمة .. يعني أمة تطلع على حضارة أمة أخرى .. هذه هي الترجمة .. النهوض الرائع بالعصر العباسي ، العصر الذهبي كيف حصل؟ أليس بالترجمة ..نهوض الحضارة الغربية نفسها الم يكن بفضل الترجمة .. الترجمة عملية ضرورية جدا ولا يمكن الإستغناء عنها أبدا، وإلا سيتحول كل بلد الى جزيرة".

السؤال الثاني : ترجمة الشعر بالتأكيد ليست نقلا للنص وتحويله من لغة الى لغة أخرى دون مراعاة الأسلوب والأحاسيس والمدلولات التراثية ليكون مماهاة متوازنة ..وبين الأصل والصورة يأتي فهم النص الشعري الذي هو مفتاح الترجمة ونسيجها، لكن جاكوبسون أكد على إستحالة ترجمة الشعراما بورخس اكد على سحر الدلالة  للكلمات حاملة الإيقاع الشعري لكننا نجد فرقا شاسعا بين قراءتنا لشعر شكسبير باللغة الإنكليزية عن الترجمة العربية لها فلم يبق شيء من الشعر الا القليل من الشعر فهل هذا الرأي سليم  ؟

فكانت إجابة الشاعر الضيف بالنسبة لشكسبير هذا الرأي سليم ، قد يكون لترجمة شكسبير تتطلب شخصا عاش عصره واطلع على ثقافاته .. ربما صعوبة شكسبير  يتعذر على الترجمة ان توصل اليه . اما عن صعوبة ترجمة الشعر ، فهذا صحيح جدا ، أنا اعتبرها سل أحيانا ..مرض السل ..انها عملية مدمرة ..فمثلا لترجمة بوشكين اضطر مالارميه تعلم الروسية ليترجمه فبوشكين عصي على الترجمة ، عادة الأنكليز يترجمون القصائد موزونة فيما عدا بوشكين لم يفعلوا ذلك .. انما ترجموه بشكل نثري كأنما قصة "

اما السؤال الأخير : هل جاذبية الشعر إختفت بعد استخدام الذكاء الإصطناعي ؟

قال فاضل مجيبا :" لا طبعا .. ماذا يترجم غوغل ؟ او الذكاء الإصطناعي كيف يترجم ؟ سيترجمان مفردات نفسها بالإستعانة بترجمات سابقة بلا حياة بلا إحساس ..قد تكون ترجمة دقيقة لكنها تخلو من الإحساس والعاطفة ..الترجمة هي ظلال الكلمة، لها مدلولاتها النفسية والإجتماعية .. فالكلمة في الشعر البريطاني تعني شيئا للشخص البريطاني لانها مرتبطة به بتاريخه عندما تترجم الى لغة أخرى تفقد معناها ..لا تعني للشخص المترجم له شيئا .. ينبغي اذن البحث عن كلمة لها دلالة وتأثير لدى القاريء نترجم له وإلا تتحول الى شيء ميت ".

وكان السؤال الأخير جاء من الإعلامي سمير طبلة وكان عن الجهد الذي يقدمه الأستاذ فاضل وما يبغي منه .. ما الهدف منه ..أمن اجل حياة افضل ؟

كانت إجابة فاضل :" الم نقل ان ليس من أمة تعيش وتتقدم من دون ترجمة ..هذا جوابي"

في نهاية الأمسية قدم لؤي الشكر للحضور الجميل والمفاجيء ..

عرض مقالات: