تكشفت نوايا حكام طهران" وكذبة تضامنهم مع العراق"  بعدما شعروا أن أكثرية الشعب الإيراني تقف بالضد من سياستهم وتوجهاتهم العدوانية في الداخل وفي الخارج، أن حكام ايران يصدرون أزمتهم الخانقة إلى خارج حدود إيران من خلال خلق شبح معاد لهم في الخارج  متصورين أنهم يخدعون الشعب الإيراني مرة أخرى مثلما فعلوا في السابق، المظاهرات والاحتجاجات منذ حوالي  اكثر من 15 يوما عرّت بما لا يقبل الشك أن السياسة الإرهابية التي تسلكها  الحكومة الإيرانية  هي مخالفة لكل المعايير الدولية بما فيها حسن الجوار، وإن الشعب الإيراني ضحية الاضطهاد والتعسف  الذي خرج إلى الشارع ليس بقرارات خارجية أو التدخل من قبل حكومة الإقليم ولا نتحدث عن القوى الشيعية العراقية التابعة لأنها راضية عن القصف وانتهاك حرمة الأراضي العراقية، وحجة حكام طهران أن هناك قوى معارضة إيرانية موجودة على الحدود العراقية الإيرانية وهي تقوم بتغذية المظاهرات والاحتجاجات التي تعم إيران من الشمال وحتى الجنوب وهي حجة واهية وغير صحيحة ولا منطقية وإن وجدت معارضة إيرانية فهي محدودة الإمكانيات وتلتزم بقرار الإقليم بعدم التدخل في الشؤون الإيرانية ، لقد طفح الكيل بما يقوم به حكام طهران تجاه العراق وتدخلاتهم المستمرة وفرض ما تطلب السياسية الإيرانية في التعامل مع دول المنطقة  إضافة الى المنافع الاقتصادية الهائلة وغير الاقتصادية فهم

1 ـــ يصدرون للعراق آلاف الاطنان من البضائع مقابل الآلاف من ملايين الدولارات وهو جزء من تخفيف الحصار الاقتصادي المضروب عليها

2 ــ تصدير الغاز الإيراني بأسعار غالية

3 ــــ اتخاذ العراق ممراً لتهريب الأسلحة المختلفة بما فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى سوريا ولبنان ومناطق اخرى

3 ـــ تشكيل العديد من ميليشيات طائفية مسلحة تأخذ اوامرها من طهران وبالذات من الحرس الثوري الإيراني (سابقاً علاقة سليماني وزياراته المكوكية ولقاءاته مع القوى الشيعية والميليشيات الطائفية المسلحة بعد مقتله يقوم الجنرال في الحرس الثوري إسماعيل قاآني بالدور نفسه)

4 ـــ التدخل في الشؤون الداخلية للعراق مباشرة وغير مباشرة (تشكيل الحكومات العراقية والضغط الإيراني)

6 ــــ التدخل في شؤون دول المنطقة بطرق مختلفة

7 ــــ السعي للحصول على السلاح النووي من خلال البرنامج الإيراني

8 ـــ الاعتداءات والتجاوزات المسلحة على إقليم كردستان العراق بحجة وجود معارضة إيرانية مسلحة، أو وجود مقرات للموساد الإسرائيلي

9 ــ واخيراً وليس آخراً قطع وغلق وتحويل أكثر من 45 ما بين نهر وجدول ونبع ومياه مختلفة عن الأراضي العراقية مما أدى إلى إلحاق اضرار لا تحصى بالاقتصاد الزراعي العراقي.

أن منطق القوة والتجاوز وعدم احترام حسن الجوار عبارة عن منطلق للسياسة الإيرانية ليس تجاه العراق فحسب بل أكثرية دول المنطقة، وتستغل الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق لتقوم بالاعتداءات المسلحة بحجة وجود تنظيمات مسلحة كردية وإيرانية على الحدود الإيرانية العراقية في إقليم كردستان تقوم بتغذية الانتفاضة العامة في إيران ، (لا نعرف صدق حكام طهران من كذبهم فهم يتهمون قوى خارجية تقوم بالتحريض وتقديم الدعم وبخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا )  أن الاتهامات التي يكيلها حكام طهران للغرب باستهدافه قطاع التعليم عبارة عن اتهامات باطلة لأن التظاهرات التي تعصف بإيران هي تظاهرات جماهيرية تعد بمئات الآلاف من مختلف فئات الشعب الإيراني واتهام جهات خارجية دليل عن تشويه للحقائق وبدلاً من إيجاد حلول منطقية وتلبية المطالب الجماهيرية يجري تلفيق المطالب المشروعة للشعب الإيراني وفي مقدمتها قضية الحريات والديمقراطية وإنهاء سلطة الدكتاتورية التي تريد إيجاد مخرج لأزمتها الداخلية بشن العمليات العسكرية ضد الأراضي في إقليم كردستان العراق بحجة التنظيمات المسلحة الكردية التي تتواجد في المناطق الحدود للإقليم حيث أتهم يوم الاثنين 3 أكتوبر 2022 ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مجموعات مسلّحة انفصالية وإرهابية «موجودة في كردستان العراق منذ سنوات وتهدد أمننا القومي".وهذا من غير المعقول تحريض مئات الآلاف من الإيرانيين ومن مختلف المكونات والانتماءات  من قبل معارضة كردية معزولة على الحدود ، القصف الإيراني على المناطق الحدودية مستمر تقريباً منذ حوالي 24 /9 / 2022  لحد كتابة هذا المقال في 6 / 0 / 2022، مناطق واسعة تحت القصف الإيراني العدواني مناطق كواراسايا وقرية كتينة وسيدكان وغيرهم، وقد الحق خسائر بشرية واضرارا مادية واسعة في المنطقة إضافة إلى هجرة العديد من العائلات الفلاحية الكردية خوفاً من القصف الإيراني، الاعتداءات المسلحة الإيرانية  إضافة على الاعتداءات التركية دليل على مدى استهتار الدولتين بكل المقاييس وعلاقة الجيرة وكذلك القوانين الدولية إضافة الى سبب مهم آخر هو ضعف الدولة العراقية وضعف حكوماتها التي تقودها الأحزاب الطائفية المتنفذة التي لا تعير أي اهتمام لمصالح البلاد ولا تحترم استقلالها لا بل تسلم مقاديرها لإيران ولا تحرك ساكناً ضد تركيا إلا البعض من التصريحات ذات الصوت الواطئ الذي يكاد لا يسمع إلا أصحابه، لا يمكن استمرار هذه الحالة ونحن نشاهد الصراع غير المبدئي على تقاسم الكعكة ونهب البلاد وصولاً لاستعمال السلاح وترك البلاد إلى شبح الحرب الاهلية والتقسيم لقد استنكر علي صاحب القيادي في الحزب الشيوعي العراقي " أن الاعتداءات المتكررة تقوم على حجج باطلة، وتشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وإن الاعتداءات الإيرانية أدت الى استشهاد مواطنين  وجرح آخرين، فضلا عن ترويع المواطنين العزل، في وقت تعجز فيه الحكومة العراقية عن اتخاذ أي إجراء سريع لوقف هذه الهجمات الجبانة" لقد استنكرت أكثرية القوى الوطنية والديمقراطية المواقف العدائية والاعتداءات المسلحة من الدولتين الإيرانية والتركية كما ادانت منظمات حقوق الانسان والرأي العام الدولي وطالبت بالكف عن التجاوز والدخول في شؤون العراق الداخلية ، ان الادانات الدولية عبارة عن موقف واضح ضد ما تقوم به إيران من اعتداءات عشوائية بحجة المعارضة الإيرانية الكردية المسلحة أو الادعاءات الكاذبة بضرب مواقع إسرائيلية في كردستان وهو خداع لم ولن ينطلي على أحد فقد أدانت وزارة الخارجية الفرنسية هذه الاعتداءات " تدين فرنسا الضربات الكثيفة التي تبنّتها إيران ونُفّذت في إقليم كردستان المتمتّع بالحكم الذاتي، في انتهاك صارخ لسيادة العراق والقانون الدولي، مستهدفة المدنيين بشكل عشوائي". وقد اعتبرتها واشنطن هجمات " وقحة " ضد سيادة العراق، وقد أدان جيك سوليفان مستشار الأمن القومي «. وقال "يواصل القادة الإيرانيون إظهار التجاهل الصارخ ليس فقط لأرواح شعبهم، ولكن أيضاً لجيرانهم والمبادئ الأساسية لسيادة وسلامة الأراضي المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة". وهناك إدانات واسعة من أكثرية دول العالم والمنطقة والمطالبة بالكف عن هذا التهور وتعريض المنطقة لمخاطر حرب شاملة جراء الاعتداءات  وعدم "احترام سيادة العراق " وأكدت العديد من المنظمات الأممية على أن الهجمات الصاروخية عبارة عن اعتداءات " طائشة " محذرة بعواقب وخيمة  إذا لم توقف إيران هجماتها واعتداءاتها، ودعا أنطونيو غوتيريش إلى وقف التصعيد على الإقليم واحترام سيادة العراق وعَقب ستيفان دوجاربك المتحدث باسم الأمين العام  في بيان  أن " أنطونيو غوتيريش يتابع بقلق ما تردد عن قصف في إقليم كردستان بما في ذلك المناطق المدنية". هذه الإدانات وغيرها على إقليم كردستان تصب في مجرى الوقوف بجانب العراق وشعبه والاعتداءات الإيرانية المجرمة وما خلفته من خراب ودمار واستشهاد وإصابة العديد من المواطنين بينهم الأطفال وتهديم المدارس والقرى.

وأكد الحزب الشيوعي العراقي على أن الحكومة العراقية مطالبة على "الحفاظ على سيادة العراق والدفاع  عنها وعن سلامة أبناء الشعب وعليها اتخاذ إجراءات حازمة وألا تكتفي بالاستنكار واستدعاء سفيري تركيا وإيران وتقديم مذكرات الاحتجاج"، ولا يمكن القبول بما يجري ضد العراق والشعب العراقي داخلياً من قبل الأحزاب المتنفذة والميليشيات الطائفية المسلحة وخارجيا من قبل إيران التي تبحث عن مخرج لأزمتها الداخلية وتركيا التي تعاني من ضمور واضح في اقتصادها وهبوط سعر الليرة إلى أدنى المستويات وكذلك مواقفها من القوميات والمكونات وفي مقدمتها الشعب الكردي في تركيا. القوى الوطنية العراقية مدعوة للنضال من أجل مشروعية المطالب الجماهيرية في العراق والوقوف ضد إيران وتركيا دفاعاً عن العراق.

عرض مقالات: