- أدى انهيار منظومة الدول الاشتراكية الى تفكك البرامج السياسية – الفكرية لأحزاب اليسار الاشتراكي متزامنة مع هيمنة اقتصادات الدول الرأسمالية الكبرى على الاقتصاد العالمي وحركة اسواقه الوطنية.

- تراجع برامج أحزاب اليسار السياسية ترافق وزيادة فعالية اليمين السياسي المتطرف في السياسة الوطنية.

لغرض متابعة فعالية اليمين المتطرف في الدول الرأسمالية أسعى الى دراستها عبر المفاصل التالية -

أولا- الرأسمالية المعولمة وفاعلية اليمين المتطرف.

ثانيا – السلفية الإسلامية في الدول الوطنية.

ثالثا --- التحالف الوطني -الديمقراطي ومواجهة اليمين المتطرف.

اعتمادا على مفاصل البحث نتناول مضامينها الأساسية بشكل مكثف-

أولا- الرأسمالية المعولمة وفاعلية اليمين المتطرف.

- وحانية التطور الرأسمالي أدت الى تنامي النزعتين الوطنية والقومية مقترنة بتراجع فكر اليسار الديمقراطي عبر مؤشرات عديدة أهمها تفكك برامج اليسار الاشتراكي الهادفة الى استلام السلطة السياسية، وثانيهما تراجع أساليب الكفاح الثورية للوصول الى السلطة السياسية فضلاً عن الاحتفاظ بها.  

-بموازاة تلك التراجعات تشهد السياسة الدولية نزاعات متنوعة بين الدول الكبرى لغرض تحصين هيمنتها الدولية.

 - سياسة الهيمنة الدولية تترافق واختلالات في الدول الوطنية تتمثل بتراجع قواها السياسية واشتدادا المنافسة الدولية الهادفة الى الحاق الدول الوطنية بالاحتكارات الدلية.  

- نزاعات الدول الكبرى وتدخلاتها في الشؤون الوطنية مهدت الطريق لنمو حركات اليمين المتطرف الحامل لرؤى سياسية تتعارض وميول الرأسمالية المعولمة المتخطية للنزعتين الوطنية والقومية.

 اليمين السياسي الناهض في الدول الرأسمالية الكبرى يحمل الكثير من التوجهات السياسية يتقدمها -

- السعي الى السيطرة الدولية عبر أعلاء شان الروح القومية- الوطنية.

- مناهضة اليمين المتطرف للمساواة بين الدول في العلاقات الدولية.

- كراهيته للقوى المهاجرة بدعوى الاحتفاظ بنقاوته القومية.

- ازدرائه لحق الشعوب في تقرير مصائرها السياسية وأساليب تنميتها الاقتصادية.

-  الطور الرأسمالي المعولم وروحه الكسموبولوتية ساهم بسيطرة اليمين المتطرف على السلط السياسية عبر نهوجه العسكرية وتدخلاته في الشؤن الوطنية.

- توجهات اليمين المتطرف المتسمة بالعزلة والتنافس وكراهية المهاجرين تتلاقى وأيديولوجية اليمين الإسلامي السلفية في البلدان الوطنية.

 ثانيا – اليمين الإسلامي السلفي في الدول الوطنية.

-  أيديولوجية اليمين المتطرف في الدول الرأسمالية الكبرى الضامنة لمصالح الاحتكارات الدولية تتماشى والسلفية الإسلامية في الدول الوطنية استناداً الى المحددات التالية-

-تحويل الدولة الوطنية الى أقاليم إسلامية.

- تسعى السلفية الإسلامية الى تفكيك الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية معزولة عاجزة عن المشاركة في حل النزاعات الدولية.

-علوية الفتاوي الفقهية على قانون الدولة.

- تقسيم الدولة الوطنية الى إقليم طائفية تترابط وعلوية الفتاوي الفقيهة على القوانين الوضعية.

- تحويل المواطنين الى رعايا.

- تحريم المطالبة بالحقوق الاقتصادية والسياسية بعد تحويل المواطنين الى رعايا.

كراهية الكفار

- تتشارك السلفية الإسلامية مع اليمين المتطرف في الدول الرأسمالية بكراهية شعوب الدول غير الإسلامية وازدراء أساليب حياتها المعيشية.

-حليف موضوعي للاحتكارات الدولية.

 - تشكل السلفية الإسلامية حليفا موضوعياً للاحتكارات الدولية وبهذا يشكل اليمين السلفي المتطرف الوجه الاخر لليمين المتطرف في الدول الرأسمالية الكبرى.

- سيادة الأيدولوجية السلفية الإسلامية وتحويل المواطنين الى رعايا تؤطر حياتهم الفتاوي الفقهية يدخل البلاد في نزاعات اجتماعية ترافقها تدخلات أجنبية.

- الافرازات الفكرية – السياسية للتوسع الرأسمالي تفضي الى المزيد من النزاعات والكراهية وتلحق الضرر بالتضامن الأممي بين الاسرة الدولية فضلاً عن تهميش الأهداف الانسانية الكبرى التي تسعى الى تحقيقها القوى المكافحة من اجل التنمية الاقتصادية والتطور الاجتماعي.

ثالثا --- التحالف الوطني -الديمقراطي ومواجهة اليمين المتطرف.  

- رغم اختلاف اساليب الكفاح الوطني المناهض لليمين المتطرف بين بلد وآخر الا ان التضامن المناهض للهيمنة الرأسمالية، يتعزز ويأخذ مديات أوسع عليه لابد من تشكيل تحالفات وطنية – ديمقراطية ترتكز على برامج وطنية ملموسة تنطلق من تسمية الطبقات الفاعلة في الكفاح الوطني المناهض للتبعية والتهميش والتي اجدها في -

أ- الطبقة العاملة باعتبارها طليعة الطبقات الاجتماعية المناهضة للتبعية والتهميش.

ب - شرائح البرجوازية الصغيرة العاملة في الاقتصاد الوطني وأجهزه الدولة الادارية.

ج– شغيلة الفكر والثقافة المنتشرة في أجهزة الدولة الوطنية وتزايد دورها الوطني المناهض للتبعية والالحاق.  

د-- البرجوازية المتوسطة بعد تطوير فعاليتها الوطنية وفك ترابطها عن البرجوازية الكمبورادورية.

- التحالفات الوطنية - الديمقراطية تستمد فاعليتها من الواقع السياسي المتمثل بعدم قدرة أي حزب سياسي استلام السلطة السياسية بمفرده وما يشترطه ذلك من ضرورة التخلي عن الاغطية الأيدولوجية واعتماد الوطنية الديمقراطية كتعبير فكري - سياسي عن طبيعة المرحلة المتسمة بوحدانية اسلوب الانتاج الرأسمالي.

تلخيصا لما جرى استعراضه يمكننا صياغة الاستنتاجات التالية

أولا - انتجت وحدانية التطور الرأسمالي نهوضا سياسياً لليمين المتطرف في التشكيلة الرأسمالية العالمية وتراجعاً للفكر اليساري – الديمقراطي.

ثانيا –يتجسد اليمين المتطرف في الدول الوطنية بالسلفية الإسلامية الهادفة الى تفكيك الدولة الوطنية وتوزيعها على أقاليم طائفية.

ثالثا- نهوض اليمين المتطرف في الفكر السياسي المعاصر يشترط وحدة القوى الوطنية الديمقراطية.

رابعا - ترتكز وحدة القوى الديمقراطية على بناء دولة وطنية مناهضة للفكر السلفي المعادي لحقوق الانسان السياسية – الاقتصادية.

خامسا– وحدة القوى المناهضة للتبعية والتهميش تشترط اعتماد برنامج الوطنية الديمقراطية.

ان الآراء والأفكار الواردة ما هي الا دالات سياسية تتطلب الاغناء والتطوير بهدف بناء الأسس الفكرية – السياسية المناهضة للتبعية والالحاق والتهميش.

عرض مقالات: