عاكف سرحان
احتفى اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ومنتدى الحوار الثقافي العراقي في العاصمة ستوكهولم، السبت الماضي، بالكاتب فرات المحسن في مناسبة صدور روايته الجديدة الموسومة "كارل ماركس في العراق".
جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة "منظمة سينسوس" في قلب ستوكهولم، والتي حضرها جمع من المثقفين والكتاب والفنانين والمهتمين بالشأن الأدبي من أبناء الجالية العراقية، أدارها الكاتب والإعلامي طالب عبد الأمير، وافتتحها مقدما السيرتين الذاتية والإبداعية للمحتفى به، ومسلطا الضوء على روايته الجديدة.
وقدم مدير الجلسة قراءة نقدية للرواية، أشاد فيها بمحتواها، وقال انها ليست رواية عادية، وانها شملت فضاءات مختلفة أعطت صورة للوضع الذي يعيشه المجتمع العراقي، بأبعاده النفسية والاجتماعية، وبما يحفل به من متناقضات تتعلق بتغيّر أمزجة الناس، بين من ركب الموجة واستبدل عباءته بأخرى، ومن ظل على طبيعته محافظاً على التقاليد العريقة المتمثلة في النخوة والشهامة ومساعدة الغير وما إلى ذلك، موضحا ان أحداث الرواية تدور في أماكن ومدن عراقية عدة بعد عام 2003، وهي تستعرض من خلال الشخصية المحورية وشخوص أخرى، الصراع اليومي الاجتماعي - السياسي.
وتابع قائلا ان المحسن يختتم روايته بصيغة تكشف عن التفاؤل باستقرار الوضع في العراق، على الرغم مما شهده أهله من متاعب وقسوة وعنف وظروف صعبة، ويرى بأن البلد لن يبقى على هذا الحال، ولا بد أن يتقدم بقدرة أهله وتصميمهم.
ولفت عبد الأمير إلى ان للتظاهرات السلمية المتواصلة في بغداد والمحافظات، نصيبا في الرواية، مقدما مقتطفا من حديث "أبو رجب" أحد شخوص الرواية، يذكر فيه ان ماركس اوصاه في الحلم، بأن يستمر في المشاركة في التظاهرات والمطالبة بالإصلاح، بعد أن شاهد مجموعات من الشباب تتوافد على ساحة التحرير، في أحد أيام الجمعة، مرددة شعار "خبز.. حرية.. دولة مدنية".
بعد ذلك دار حوار بين مدير الجلسة والمحتفى به، جرى فيه التطرق إلى الرواية وفكرة كتابتها وما تضمنته من أحداث وشخوص، فضلا عن الأسباب التي دعت إلى اختيار شخصية كارل ماركس لزيارة العراق واستقراء الوضع الجديد للمجتمع العراقي وقواه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأفاض المحسن خلال الحوار في توضيح جوانب عديدة من روايته، وما جاء فيها من أحداث وأفكار.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن الرواية، كان بينهم د. رياض البلداوي، د. صالح ياسر، د. عقيل الناصري، فيصل الفؤادي، جاسم هداد، عدنان السعدي ونجم خطاوي. وقد ثمنت المداخلات الجهود التي بذلها المحسن في إنجاز روايته، وأجمعت على ان الرواية متميزة.
وفي الختام وقع الكاتب فرات المحسن نسخا من روايته كان قد اقتناها عدد من الحاضرين. فيما قدمت له باقات ورد من منتدى الحوار الثقافي واتحاد الكتاب والحركة النقابية الديمقراطية العراقية في السويد، وبعض الحاضرين.