بمناسبة عيد العمال .. سائرون تجوب شوارع لندن

لندن / معن كدوم

ككل عام يحتفل الشيوعون و اليساريون في بريطانيا بمناسبة الاول من ايار، اليوم العالمي للطبقة العاملة، حيث تجمع المئات من ممثلي النقابات العمالية البريطانية والاحزاب الاشتراكية واعضاء من الحزب الشيوعي البريطاني ومن اعضاء الاحزاب الشيوعية الاجنبية المتواجدة في بريطانيا ، ومنهم حزبنا الشيوعي العراقي في ساحة كليركنويل غرين ، صباح الاول من ايار 2018 ، وذلك لاحياء هذه المناسبة العزيزة على قلوبهم وقلوب الطبقة العاملة العراقية ونضالاتها المشروعة . 

وقد تزينت الارصفة و الجدران باللافتات الملونة والاعلام الحمراء المطرزة بالمنجل و المطرقة وصور ماركس وانجلز ولينين وغيرهم.

وقبل الانطلاق عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الاممي معلنة بدأ المسيرة . وكان للشيوعين العراقيين ومحبيهم أصواتهم ايضا حيث انطلقوا في المسيرة تحت لافتة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا والاعلام الحمراء وشعارات سائرون ((  رقم 156 )) ، التي رفعوها بمناسبة مشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية لهذه الدورة والتي ستقام في 12 /5/ 2018 في العراق و 10- 11 من ايار في الخارج . وهذا ما ميز مسيرة ايار لهذا العام ، مبدين اقتناعهم بإمكانية فوز قائمتهم ببعض المقاعد

واخترقت المسيرة شوارع لندن الرئيسية التي كانت محمية من قبل الشرطة البريطانية حتى انتهت في ساحة الطرف الاغر حيث صدحت كلمات بعض القوى المشاركة في المسيرة وخاصة النقابية منها والتي عبرت جميعها عن التضامن مع الطبقة العاملة واكدت على حقوقها المشروعة وتفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية.

وانتهت المسيرة على أمل اللقاء في الأول من أيار القادم.

في كوبنهاكن .. يوم للتضامن ... يوم للفرح

عبدالمطلب عبد الواحد

علم العراق يتوسط الرايات الحمراء الخفاقة على الركن المخصص لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في مهرجان الاول من ايار، عيد الطبقة العاملة العالمية لهذا العام، على حدائق الفيلي باركن في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. وكما في كل عام تحتفل الطبقة العاملة والحركة النقابية ومنظمات مهنية واجتماعية واحزاب اليسار في مدينة كوبنهاكن وفي كل المدن الكبرى في الدنمارك، بعيد العمال، وكغيرها في مختلف بقاع الارض، تعبيرا عن التواصل مع التقاليد الكفاحية للطبقة العاملة ومن اجل تجديدها لضمان حقوقها المهنية والنقابية، ومن اجل تحسين شروط وظروف العمل والحصول على الاجر اللائق. كما يعكس الاحتفال حالة التضامن الطبقي والاممي بين كافة الشغيلة، وطنيا ودوليا.

منذ قرن من الزمان دأب العمال الدنماركيون ونقاباتهم والحركة الاجتماعية والسياسية المتضامنة مع كفاحهم المشروع من اجل يوم عمل من ثمان ساعات، على تنظيم مسيرات وتظاهرات شعبية كبرى تنطلق من مختلف مواقع العمل في كوبنهاغن وتتجمع في (الفيلي باركن)، تلك الحقول الخضراء الواسعة، محاطة بالاشجار الكثيفة، متحصنين بها عند اطراف المدينة في ذلك الوقت، حيث الاحتفالات لم يكن مسموحا بها في البدايات. ومع تصاعد كفاح الحركة العمالية وتنظيمها، تحولت المناسبة الى تقليد سنوي يقام في نفس المكان، ومع الخبرات المتراكمة من كل عام... يتسع المهرجان ويزداد تنظيما وتنوعا في الفعاليات السياسية والثقافية والفنية. وتحول مع الزمن الى عيد شعبي يجتذب المئات من الشباب التي تتواجد في ساحات المهرجان تفترش الارض وتستمتع بالغناء والموسيقى وترقص معها.

المساحة المخصصة لفعاليات المهرجان تستوعب الوف المحتفلين، وتنتصب فيها عشرات الخيام، تتسع بعضها الى ما بين 100 ــ 150 شخصا، تشغل احزاب اليسار الدنماركي، والنقابات الكبرى عددا من هذه الخيام لفعاليتها الخاصة، والقسم الاخر مخصص للاستراحة والمأكل والمشرب، كما تنتصب اعدادا اخرى صغيرة ومتوسطة لنفس الاغراض. وفي الفضاء الفسيح بين الخيام مئات الطاولات والكراسي المخصصة لزوار المهرجان. وبالرغم من الامطار والرياح الباردة التي تصادفت مع احتفالات هذا العام، الا انها لم تثن الناس من الحضور والابتهاج بفعاليات الاول من ايار عيدا وتقليدا اجتماعيا جاذبا لاوساط شعبية جديدة ومتنوعة، ولحضور شبابي متميز من الجنسين على وجه الخصوص.

وفي خيمة كبيرة تقاسمتها احزاب شيوعية ومنظمات يسارية دانماركية واجنبية، شغلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك ركنا منها، وعلى الطاولة المخصصة لمعروضاتها، مطبوعات تخص الدعاية الانتخابية لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي وقائمة سائرون في مختلف المحافظات العراقية ونداء المنظمة للجالية العراقية للتوجه الى صناديق الاقتراع باللغتين العربية والدنماركية، اضافة الى بيان المكتب السياسي بمناسبة الاول من آيار.

مالمو/ السويد

فاضل زيارة

بحلول الاول من ايار تحتفل الطبقة العاملة كعادتها ومعها كل شعوب العالم بعيدها الاممي الذي خلدته في صفحات التاريخ بكفاحها ونضالها المريرين ضد الاستغلال وجشع الرأسمال.  وكعادتهم شارك الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم في هذا الاحتفال حيث التجمع الذي قاده حزب اليسار السويدي في ساحة الملفون توريت والتي انطلقت المسيرة منها بأعداد ضخمة زاحفة نحو مركز التجمع في البارك الواقع امام المكتبة المركزية، متميزة بأغلبية شبابية، وتسودها هتافات تطالب بالتغيير والتخلص من الرأسمالية الايلة للسقوط. وكانت لمنظمة حزبنا الشيوعي العراقي في مالمو دور في ذلك حيث رفعت شعارات تمجد دور الطبقة العاملة في النضال، وكان العلم العراقي اضافة الى اعلام الدول الاخرى المشاركة بارزا في هذه المسيرة.

ولعل الشعار المركزي الذي رفعه حزب اليسار السويدي كان معبرا عن تعقيدات هذه المرحلة (مجتمع للجميع ليس فقط للأثرياء)، ان هذه الذكرى ملهمة لكل من ساهم في المسيرة ومن استذكرها ومن عاش نتائجها حيث من هناك بلغت المعركة ذروتها بين القوى التي درجت الى الفناء وبين القوى التي تصعد الى العلى.. من هناك، من قلب شيكاغو نفسها انبثق النصر ذات يوم، منذ مائة وثلاثين عاما، في مثل يومنا هذا اول ايار.

كان النصر في جانب واحد من المعركة، هذا صحيح، ولكنه الطليعة في جوانب المعركة كلها، ولكن المنتصر فيه هو حامل الراية في الصاعدين، ولكن المنهزم فيه هو الذاهب مع فلول المنحدرين، وكان النصر مع هذا امرا محتوما لأنه حكم الحياة ان ينتصر فرسان الحياة.

كانت معظم الشعارات المرفوعة في المسيرة وامام المسرح الذي شهد التجمع تؤكد على تصعيد النضال ضد الفاشية والرأسمالية في سبيل نيل الحريات ويناء الاوطان على اسس ديمقراطية ومن اجل تثبيت اخوة شعوب العالم في العيش المشترك. وفي الكلمة التي ألقيت عن حزب اليسار في التجمع المحتشد تم التأكيد على انه حيث وجدت الرأسمالية وجد الاستغلال، وحيث وجد الاستغلال وجد الاضطهاد، وحيثما وجد الاضطهاد وجدت المقاومة، وحيثما وجدت المقاومة وجدت الثورة، طريق الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فلا تيأسوا مهما كانت الصعاب. ايها العمال أنتم صناع الثروة، دافعوا عن عيشكم، اتحدوا ضد الاستغلال، اتحدوا من اجل حياة أفضل، من اجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، انكم تملكون مصيركم بين ايديكم، تعرفوا عن سبب بؤسكم، اتحدوا فأنتم الاقوى وأنتم الابقى ولن تخسروا سوى اغلالكم.

وفي كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مالمو تم التأكيد على ان غير طريق الاشتراكية يؤدي الى البربرية الرأسمالية مصدر الشقاء لنا نحن في البلدان النامية، فهي التي ولدت الاستعمار الذي قسم ويقسم بلداننا، ونهب وينهب ثرواتنا، ان استماتة الانسان في النضال وتفانيه في التضحية من اجل انعتاقه الطبقي وتحرر بلاده الوطني هو أسمي شئ يفعله. واليوم ونحن نحتفل بهذه المناسبة، نتوجه بالتهنئة الحارة الى كادحي العراق ونستذكر معهم بفخر التاريخ المنير لطبقتنا العاملة العراقية، بمآثرها وتضحياتها في اضرابات اصحاب المصانع والموانئ والسكك والسكائر والنفط  وكي ثري وكاورباغي والنسيج والزيوت وملحمة العمال في ساحة السباع ببغداد وغيرها كذلك اسهاماتها البارزة في ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ومن اضرابات واعتصامات عمال العقود والاجور اليومية وقطع الرواتب عن العمال ، ولدت الحركة الاحتجاجية في معظم مدن العراق، والتي قادت الى ولادة تحالف سائرون، التحالف العابر للطائفية ، وهمه الوحيد هو الخروج من نظام المحاصصة الطائفية والاثنية المقيت والذي هو اس البلاء في العراق ، وتشكيل دولة المؤسسات.

وقد ساهمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مالمو بنصب خيمة يتجمع فيها العراقيين، وقد رفعت عليها شعارات تمجد الذكرى من خلال لافتة كبيرة كتب عليها (عاش الاول من ايار عيد العمال العالمي)، كما ثبت عليها بوسترات للدعاية لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي، كما وزع نداء منظمة الحزب في السويد تدعو وتشجع فيه الجالية العراقية للمساهمة في الانتخابات، كما تم بيع عدد كبير من اصناف المأكولات العراقية والتي اقبل عليها السويديين بشكل لا مثيل له شاكرين التفاعل الايجابي الكبير بين الشعب العراقي والشعب السويدي.

ليكن الاول من ايار يوما لشحذ الهمم وتحقيق النصر حيث لن يفرح العمال وعموم الكادحين والشغيلة وكافة المقهورين والمسحوقين بعيدهم سوى غداة انتصارهم الساحق على البرجوازية وحلفائها من المالكين، ثم بناء مجتمع المنتجين الاحرار الخالي من جميع اشكال الاستغلال والاستبداد والاضطهاد. المجتمع الذي سيضمن لهم لامحالة الحرية والديمقراطية والسلطة السياسية والاشتراكية. من اجل مجتمع حر ديمقراطي قائم على العدالة الاجتماعية.