طريق الشعب
اختتمت مساء أول أمس الأحد في مدينة الموصل، فعاليات الدورة الخامسة من "مهرجان أبي تمام" الشعري، التي حملت هذا العام اسم الشاعر الراحل محمود المحروق.
وحفل المهرجان الذي ينظمه اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة نينوى، والذي انطلق الجمعة الماضية، برعاية نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي وحضور وزير الثقافة الأسبق الرفيق مفيد الجزائري، ومشاركة شعراء من بغداد والموصل وبقية المحافظات، إلى جانب شعراء عرب، فضلا عن حضور جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الشعري. وقد حمل المهرجان شعار "مهرجان أبي تمام إشراقة الحرف وربيع السلام".
نائب رئيس الجمهورية افتتح المهرجان بكلمة قال فيها أن "نينوى هي طائر العنقاء الذي عاد يخفق بجناحيه من جديد"، مضيفا القول ان "أهل نينوى وبعد ان تعذر عليهم استقبال ضيوفهم في أماكن تليق بهم، بسبب حجم الدمار والخراب الذي أصاب بنية مدينتهم ومعالمها التاريخية، فإنهم سيستقبلون ضيوف المهرجان بقلوبهم".
بعدها ألقى الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، الشاعر إبراهيم الخياط، كلمة رحب فيها بالحاضرين، وأشار إلى ان "أبا تمام ليس شاعرا معروفا فحسب، بل هو شاعر فحل ومجدد فذّ وأمير بيان وكاسرٌ لعمود الشعر".
ثم أعرب عن شكره إلى اتحاد أدباء نينوى على إقامته المهرجان في هذه الظروف، ليعلن "جهارا نهارا انتصار الإنسان والكلمة والثقافة والتنوير والمدنية على الظلام الذي حاول ويحاول أن يلفّ حياتنا، ولكنها الحياة تسحقُ مَنْ يقف أمامَها"، متابعا شكره إلى أدباء نينوى الذين أطلقوا اسم الشاعر الراحل محمود المحروق على هذه الدورة من المهرجان "فالمحروق رائدٌ شعريّ وعَلم ثقافي ومُعلم يساريّ ومؤسس في العام ١٩٥٤ لتجمع أدبي تقدمي نوعيّ اسمه (رواد الأدب والحياة) مع الكبار شاذل طاقة وهاشم الطعان وغانم الدباغ، وهذه الجماعة لا تقلّ أهمية عن جماعة كركوك المدوّية".
وكانت لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى، الشاعر عبد المنعم الأمير، كلمة وصف فيها المهرجان بـ "الانتصار الكبير للموصل، وهي تتحرر بعد 3 سنوات من الظلام والعبودية"، أعقبه عدد من الشعراء العراقيين والعرب.
بعد ذلك افتتح معرض فوتوغرافي ساهم فيه العديد من مصوري الموصل، الذين جسدوا في أعمالهم واقع حياة المدينة في ظل معارك التحرير، وما بعدها.
وشهد المهرجان جلسات شعرية صباحية ومسائية، احتضنتها قاعة "ليالي السعد" ورصيف "جامع النبي يونس". كما نظم المشاركون جولات في المدينة القديمة و"شارع النجفي" وجامع النوري وكنيسة الساعة، وعند تمثال أبي تمام وسط الموصل.
وشارك في المهرجان من الشعراء العرب، كل من ليندا إبراهيم وانتصار سليمان وعبير الديب من سوريا، ومحمد ابو شرارة من السعودية، وناصر باكرية من الجزائر، وسامي الذيبي من تونس، وعبد الله الشوربجي من مصر.