في الرابع عشر من نيسان العام 1948، وفي أجواء الانتصار الكبير لوثبة الشعب التي أسقطت معاهدة بورتسموث الاسترقاقية، شهدت ساحة السباع في بغداد، ميلاد أول اتحاد طلابي، شكّل وبحق مدرسة وطنية، علّمت أجيالاً من العراقيين، كيف تقاوم سلاسل القمع ومرارة الخيبات، كيف تنتصر رغم الجهل والعبودية، كيف تحقق أنصع الأحلام عندما تعيد ترتيب الحقائق والأشياء الصغيرة، كيف تصون الراية المخضبة بدماء الفتية العاشقين وتحيلها خبزاً للجياع وكسوة للعراة، كيف ترسل النبض في المناشير مخبأة في نخاع الأرض، كيف تحمل الوطن في ثنايا الروح نورساً حراً عصيا على الحرائق، كيف ترى في المرأة شريكا كفؤا للرجل، بعقل كامل وحنان شامل وببريق يفضي الى فضاء مضمخ بعطر القداح.
وطيلة سبعة عقود مضت، اجترح أبناء اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، مئات المآثر التي ارتكزت على دعامتين من أهداف وطنية ومهنية. فعلى الصعيد الوطني ساهم الاتحاد في الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله وكرامته وسعادة شعبه، وشارك بفاعلية متميزة في انتفاضتي 52 و 56 وفي دعم ثورة 14 تموز المجيدة وفي مقاومة فاشيي شباط الأسود وفي مقارعة كل الأنظمة الدكتاتورية التي أعقبت ذلك، إضافة الى السعي الى إصلاح العملية السياسية وترسيخ وتطوير التغيير الديمقراطي الذي ولد بعد عام 2003. وعلى الصعيد المهني تبنى الاتحاد نشر الثقافة الديمقراطية في المؤسسات التعليمية والنضال لاعتماد أحدث الطرق التربوية وتطوير شامل للمناهج الدراسية وإستكمال المستلزمات التعليمية من كتب ومختبرات وتقنيات وتحسين الظروف الحياتية للطلبة كالأقسام الداخلية والمنح المالية الى جانب توفير كل الوسائل الحديثة والناجعة لإستثمار طاقات الشباب وأوقات فراغهم.
مجداً مؤتمر السباع الخالد .. خلوداً شهداء الحركة الطلابية الديمقراطية الأماجد.. وليتواصل ويتعزز الكفاح من أجل حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل.

عرض مقالات: