الى اصدقائي الشيوعيين في عيدهم

في يوم ما جلس مسؤول إسمه "نوري السعيد" مع السفير البريطاني ليرفعا تقريراً يقول : أهم ما يهدد مصالح الغرب وأمريكا في المنطقة هو الحزب الشيوعي هنا. وقتها لم يملك الشيوعيون اذاعة، ولامحطة تلفزيون، ولا صحيفة علنية، ولا مقراً واحداً ، ولا عضو برلمان ...

في زمن ما، كان مجرد تلفظ كلمة "شيوعي" في العراق، كفيلا بدفع المرء الى بوابات الموت، وبالرغم من كل ذلك، كان الاف البشر، من قرى ومدن عراقية متباعدة تتكلم لغات ولهجات مختلفة ، نساء ورجال، متعلمون وغير متعلمين، فقراء وموسرون، تبحث بحماس في عتمة ايام القمع وقوانين الابادة والاذابة بالتيزاب عن الشيوعيين لمد العون لهم وان حالف الحظ الانخراط معهم في تأدية مهامهم عبر طرق تمر من بوابات الموت. وقتها لم يملك الشيوعيون اذاعة، ولامحطة تلفزيون، ولا صحيفة علنية ، ولا مقراً واحداً ، ولا عضو برلمان...

في يوم ما، قاد الحزب مظاهرة قوامها مليون عراقي ، أي ثُمن مجموع الشعب كله!

وقتها لم يملك الشيوعيون اذاعة، ولامحطة تلفزيون، ولا صحيفة علنية ، ولا مقراً واحداً ، ولا عضو برلمان...

إرفع رأسك ..أنت الراقي!

نعم فليس لديك ما تخجل منه بل العكس، على مناؤيك من المتخلفين والقومانيين الذين استخدموا كل محرمات العمل السياسي المتحضر ان يخجلوا، عليهم ان يشعروا بوخز الضمير امام الملايين التي خدعوها باكاذيب من قبيل "تمزيق القران" واكاذيب "الاباحية"، على هؤلاء الذين أفتوا في يوم ما أن "الشيوعية كفر وإلحاد "  ان يعوا انهم هم الكفر وهم الإلحاد وهم السبب في ابقاء ملايين العراقيين فقراء معوزين في اسفل قائمة التخلف بعد ان امتطوا الناس زاعقين بهتافات الدين والقومية والوحدة التي لم تتحقق حتى باصغر وابسط اشكالها..بدأوا مكفرين وإنتهوا لصوصاً كبارا في اروقة البرلمان والحكومة...

إرفع رأسك ..أنت الراقي!

فتاريخك في العراق، هو اختصار لقيم الحداثة مع كل ماتمثله من انصاف للمراة ونسف اسس التعامل مع الناس وفقا لعشائرهم وطبقاتهم واملاكهم، والنظر للانسان كقيمة عليا وابن لمجتمعه ، تأريخك هو بحق، امتداد لتاريخ صراع التقدم ضد التخلف، التنوير ضد التعتيم والظلمة، الجدال والاقناع ضد الالغاء والاستبداد ، الحياة ضد الموت،الشرف ضد الخسة والنذالة صراع السجين العاري من كل شئ الا نبل مبادئه ونصاعة ضميره ضد الجلاد المدجج بكل شئ الا نصاعة الضمير ونبل المشاعر.

إرفع رأسك ..أنت شيوعي!

فطوال تاريخ البشرية لم تُحارب عقيدة كما حُوربت عقيدتك ، و طوال تاريخ البشرية لم تصمد فكرة امام بحور العنف المتلاطمة كما صمدت عقيدتك.

إرفع رأسك ..أنت شيوعي!

أنت قاتلت باسنانك وأظافرك من أجل مستقبل لاينزلق لعتمة الماضي، لكن أعداءك الكثر ، لا حد لتوحشهم، فلم ينصفك التأريخ ، خسرت كل شئ الا ضميرك الناصع فأبق عليه ناصعاً

و ارفع رأسك ..أنت شيوعي!

عرض مقالات: