طريق الشعب
وصف رئيس رابطة الأطباء الكرد خارج إقليم كردستان، د. فاضل عباس المندلاوي، جريمة الهجوم الكيمياوي التي نفذها النظام الصدامي المباد يوم 16 آذار 1988 ضد سكان مدينة حلبجة، بأنها مجزرة إبادة جماعية بامتياز.
قال ذلك في محاضرة له عنوانها "تأثير الأسلحة الكيمياوية على الإنسان والبيئة"، ألقاها خلال حفل الاستذكار الذي أقامته دار الثقافة والنشر الكردية في بغداد، الخميس الماضي، في مناسبة مرور 30 عاما على فاجعة حلبجة.
د. المندلاوي وهو أيضا مرشح الحزب الشيوعي العراقي لكوتا الكرد الفيليين في محافظة واسط، قدم في محاضرته وصفا لجغرافية مدينة حلبجة، وذكر ان القصف الكيمياوي أدى إلى استشهاد 5 آلاف وجرح أكثر من 10 من السكان العزل.
وركز المحاضر على الجوانب العلمية للغازات السامة التي استخدمت في قصف المدنيين الأبرياء، وعلى آثارها المدمرة لصحة الإنسان والبيئة، مبينا ان تلك المواد كانت على أنواع مختلفة، وهي "سيانيد الهيدروجين" و"غاز الخردل" و"غاز الأعصاب"، وجميعها محرم دوليا.
وأقيم الحفل في مقر الدار بمنطقة الوزيرية وسط بغداد، وحضرته النائبة آلا طالباني وجمع من الوجوه السياسية والثقافية والإعلامية. وقد حمل شعار "حلبجة رمز وتضحية عند الكرد وعنوان للتعايش السلمي في العراق"، وافتتح بالقاء كلمة في المناسبة باسم قسم العلاقات في الدار.
مدير عام الدار اوات حسن أمين، ألقى كلمة أكد فيها ان مأساة حلبجة حاضرة دائماً في قلوب كل العراقيين، وقال إن تلك المدينة العراقية راحت ضحية لجرائم النظام السابق وحروبه، وقدمت أهلها ضحايا جراء تلك الحروب اللعينة والسلاح الكيمياوي الذي استخدم ضدهم.
وأوضح أمين في كلمته ان الكرد مثلما العرب في الجنوب، هم ضحايا للدكتاتوريات المقيتة, متابعا قوله "اننا نستذكر جريمة حلبجة لكي لا ننسى ولا ينسى الآخرون ما حل بنا، أو ما سيحل إذا لم نكن متوحدين في هذا الوطن الجميل والجريح".
وقدم الكاتب رشيد غويلب خلال الحفل، قراءة سياسية لجريمة حلبجة، تطرق فيها إلى دور القوى الديمقراطية العراقية والاحزاب الكردية بالتعريف بالجريمة في حينها، وفضح طبيعة نظام صدام حسين الدموية، باعتبارها طبيعة يتداخل فيها جنون السلطة بالاستبداد والكراهية القومية.
وألقى غويلب الضوء على سلسلة من الجرائم التي ارتكبها النظام الدكتاتوري المباد، والتي سبقت فاجعة حلبجة، مثل تهجير الكرد الفيليين واستخدام الاسلحة الكمياوية ضد مواقع قوات الانصار الشيوعيين وبيشمركة الاحزاب الكردية في إقليم كردستان، وعمليات "الأنفال" سيئة الصيت، التي استمرت من شباط حتى تشرين الثاني 1988، والتي كانت مأساة حلبجة احدى محطاتها الرئيسة.
وتابع قائلا ان جريمة حلبجة كانت حرب إبادة جماعية على غرار جرائم النازية الالمانية، وانها حدثت وسط صمت عالمي مشين، كما يحدث اليوم ازاء غزو النظام التركي لمنطقة عفرين السورية، التي يستحق سكانها والمدافعون عنها كل التضامن والدعم.
وتخلل الحفل مشهد مسرحي مؤثر عنوانه "حلبجة الشهيدة"، قدمه عدد من طلبة "إعدادية الأعظمية" للبنين و"ثانوية المتميزات" للبنات، وقراءات شعرية لعدد من الشعراء.