حميد المسعودي
عقدت لجنة "مستمرون" للحراك الاحتجاجي المدني في الرصافة الأولى، أخيرا، في منطقة الصدرية الشعبية وسط بغداد، ندوة جماهيرية حول "آخر تطورات الحراك الاحتجاجي في العراق"، ضيّفت فيها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيقة بشرى أبو العيس.
الندوة التي التأمت في الهواء الطلق وسط سوق المنطقة، والتي حضرها جمع من المواطنين والناشطين، أدارتها الناشطة كوريا رياح، واستهلتها الرفيقة بشرى متحدثة عن آخر تطورات الحراك الاحتجاجي السلمي في بغداد والمحافظات، والآليات التي اتبعها الحراك سعيا إلى تغيير الواقع السياسي وإصلاحه وتنفيذ المطالب المشروعة.
وتطرقت الضيفة إلى الظروف المعقدة التي شهدها ويشهدها البلد، والتي تأتي نتيجة الفساد الاداري والمالي والمحاصصة الطائفية وضعف اداء الكتل السياسية المتنفذة الماسكة بمقاليد السلطة "والتي لن تترك مواقعها وامتيازاتها في النفوذ والمال والحكم، إلا بتضافر جهود المخلصين والحريصين على سلامة ومستقبل العراق والعراقيين".
وتابعت قائلة ان المتنفذين الفاسدين لن يتخلوا عن امتيازاتهم، إلا بعد تغيير موازين القوى، وان هذه العملية تحتاج إلى تعبئة الجهود، وحشد الهمم للمشاركة الكبيرة في الحراك الجماهيري السلمي، وإدامة زخمه، حتى تحقيق المطالب المشروعة، مشددة على أهمية أن تشارك في الحراك أعداد أكبر من المواطنين المكتوين بنار المحاصصة الطائفية – الاثنية.
وتناولت الرفيقة بشرى تأثيرات الحراك الشعبي، ونتائجه الإيجابية التي حققها منذ انطلاقه في تموز 2015. كما قدمت جملة من المقترحات للمرحلة القادمة، مشددة على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات، وحسم الخيارات تجاه العناصر الوطنية والكفؤة والنزيهة التي تسعى إلى بناء دولة المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، والخلاص من نهج المحاصصة الطائفية الذي أدخل البلد في دوامة من الأزمات، وسبب الويلات لأبناء الشعب.
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، انصبت في معظمها حول سبل توسيع قاعدة الحراك الجماهيري ليشكل قوى ضاغطة على الجهات المتنفذة في سبيل تنفيذ المطالب المشروعة والإصلاح السياسي والتغيير. فيما ألقى قسم من المداخلات، الضوء على الواقع الخدمي السيئ في منطقة الصدرية، والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها أبناء المنطقة، ومعظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، وبينهم الكثيرون من الشباب العاطلين عن العمل.
وفي الختام عقبّت الرفيقة بشرى أبو العيس على مداخلات الحاضرين، وأجابت عن أسئلتهم واستفساراتهم، لا سيما حول ما يتعلق بتردي الواقع الخدمي في المنطقة، والفقر الذي يعانيه أبناؤها، موضحة ان هذه الظروف تحتم على أبناء الصدرية المساهمة في الحركة الاحتجاجية، والمطالبة بحقوقهم.