فالح ياسين الربيعي
ضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، الاسبوع الماضي، سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، الرفيق جمعة الزيني الذي تحدث في ندوة حول "التحالفات الانتخابية".
حضر الندوة التي احتضنتها قاعة الشهيد هندال جادر في مقر اللجنة المحلية وسط مدينة البصرة، جمع من المثقفين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي. فيما أدارها الناقد مقداد مسعود، الذي قدم السير الذاتية والمهنية والسياسية للرفيق الزيني، وألقى الضوء على جوانب من الوضع السياسي العام في العراق.
الرفيق الزيني، وفي معرض حديثه، عرّف بمعنى "التحالفات السياسية"، مشيرا إلى انها تمثل اتفاقا وتنسيقا بين قوى وأحزاب لها توجهات ومشتركات واهداف محددة، وان هذه التحالفات ليست وليدة الظرف الحالي، وإنما خاضتها أحزاب وقوى سياسية عديدة تحمل توجهات مختلفة، لذلك أثير حولها جدل وخلاف كثير.
وتناول الضيف تجارب العديد من البلدان المستقرة وغير المستقرة، في التحالفات السياسية، من بينها روسيا وفيتنام وبلدان أمريكا اللاتينية وبعض الدول النامية، موضحا ان تلك التحالفات ذات أشكال مختلفة يفرضها الواقع الملموس، وتتحكم فيها المصالح الطبقية.
ثم عرّج على المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي سنة 1993 (مؤتمر الديمقراطية والتجديد)، وذكر ان الحزب أكد فيه أهمية الخطاب السياسي الواقعي المرن، والتحالفات السياسية، التي يشترط فيها الحفاظ على الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي للحزب والأحزاب المتحالفة معه، لافتا إلى انه لا توجد تحالفات انتخابية ثابتة.
واستعرض الرفيق الزيني جوانب عديدة من الوضع السياسي في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري المباد حتى اليوم، وكيف ان القوى المتنفذة استأثرت بالسلطة، وفرضت هيمنتها من خلال إصدار القوانين التي تؤمن استمرارها في سدة الحكم، مبينا ان تلك القوى حققت في الدورات الانتخابية السابقة نتائج تؤمن لها مواقعها، وبدأت تعزز نفوذها مستغلة المال العام، إلا انها لم تستطع تجاوز التحديات الكثيرة التي واجهتها.
وألقى الضيف الضوء على نضال الحزب الشيوعي العراقي والقوى المدنية والديمقراطية، في سبيل بناء عراق مدني ديمقراطي، وذلك عبر الحركة الاحتجاجية التي أوجدت وعيا سياسيا لدى المواطنين، مضيفا ان هذه الحركة اتسعت وضمت قوى إسلامية متنورة، ورفعت شعارات تطالب بمحاربة الفساد واجتثاث الفاسدين ونبذ المحاصصة الطائفية. كما دعت إلى بناء الدولة المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية، الأمر الذي هز الكتل السياسية الفاسدة، فأخذت تفكر في كيفية إعادة إنتاج نفسها. لذلك رفعت هي الأخرى شعارات مدنية للتضليل وتشويه الحقائق والتأثير على المواطن، وشكلت تحالفات سياسية، طائفية في جوهرها، ما حدا بالقوى المدنية الحقيقية السعي الدؤوب لتشكيل تحالف عابر للطائفية، فكان تحالف "تقدم".
وتابع قائلا ان هذا التحالف لم يدم طويلا بسبب الاختلافات والتقاطعات التي ظهرت لدى بعض اطرافه، الأمر الذي استدعى من القوى المدنية التحاور مع "حزب الاستقامة" المدعوم من قبل السيد مقتدى الصدر، لتشكيل تحالف "سائرون" الذي يضم عدة أحزاب، بينها الحزب الشيوعي العراقي.
وأسهب الزيني في شرح الظروف التي أدت إلى تشكيل تحالف "سائرون". كما لفت إلى ان هناك وعيا سياسيا متناميا لدى المواطنين، جاء على إثر فشل الدولة في إدارة مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وفي سياق الندوة قدم العديد من الحاضرين مداخلات وطرحوا أسئلة، أجاب عنها الرفيق جمعة الزيني بصورة ضافية.