طريق الشعب
في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، الأسبوع الماضي، حفلا خطابيا – شعريا، ضيّفت فيه الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر إبراهيم الخياط، وشاعر الحلة المعروف موفق محمد، وعددا من شعراء كربلاء.

الحفل الذي احتضنه مقر اللجنة المحلية في مركز المحافظة، حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم ومحبيهم. فيما استهله سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.
بعدها ألقت عضو اللجنة المحلية والمرشحة لانتخابات مجلس النواب، الرفيقة صبيحة هاشم، كلمة اللجنة المحلية في المناسبة، وتطرقت فيها إلى الجريمة النكراء التي اقترفتها سلطات النظام الملكي يوم 14 شباط 1949، بحق الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية، عندما أقدمت على إعدام قادة الحزب الخالدين فهد وحازم وصارم.
الرفيق صباح الحمد، ألقى كلمة عائلات الشهداء في المناسبة، وقال فيها ان "لعائلات الشهداء الحق في الفخر والاعتزاز، لأن حزب أبنائها البررة بقي شامخا رغم كل المؤامرات والأيدي الغادرة التي أرادت طمس فكره، والتي ذهبت إلى مزبلة التاريخ، ليبقى الحزب نخلة باسقة شامخة".
بعد ذلك انطلقت الفقرات الشعرية، التي ابتدأها الشاعر الكبير موفق محمد بقصيدته المعنونة "لا تسمّوا أبناءكم". ثم ألقى الشاعر رياض الغريب قصيدة في المناسبة، أعقبه رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، الشاعر د.عمار المسعودي، بإلقاء قصيدة مهداة إلى والده المزارع الشيوعي، استذكر فيها أمجاد الشيوعيين وتأثيرهم في حياته.
وكانت للشاعر الشاب علي الشاهر مساهمة في الحفل. إذ ألقى قصيدة استذكر فيها الشهيد الخالد سلام عادل.
الشاعر إبراهيم الخياط، اعتلى المنصة بعدها وتحدث عن الشهداء الشيوعيين بوصفهم "الشموس التي أنارت الليل الطويل"، مستهلا حديثه باستعادة بعض الأحداث التي تضمنها كتاب "تحت أعواد المشانق" للمناضل التشيكي يوليوس فوتشيك، الذي تعرض إلى التعذيب على أيدي النازيين، وحاول أن يوصل رسالة في كتابه مفادها ان "الشهداء ليسوا سوبرمانات، بل هم أبناء عائلاتنا، ولكن قصصهم البطولية هي الأساطير، لأنهم آمنوا بأن الإنسان من دون مبدأ إنساني لا قيمة له".
واستذكر الخياط عددا من الشهداء الشيوعيين الكربلائيين، بينهم الشهيد وضاح حسن عبد الامير (سعدون) الذي اغتالته الرصاصات الغادرة، والشهيد عبد العباس سلمان، شقيق الشاعر د. عمار المسعودي.
ثم تحدث عن الشهيد الخالد سلام عادل، وعن التعذيب الفاشي الذي تحمله الشيوعيون ببطولة وبسالة في أقبية الدكتاتورية، والذي وصفه الشاعر الجواهري الكبير في إحدى قصائده.
كذلك ألقى الخياط الضوء على السيرتين الاجتماعية والسياسية للرفيق الخالد فهد، وكيف انه استطاع بدفاعه المتين خلال محاكمته، أن يجعل الخصم في موقع الاتهام. ثم ألقى مقاطع من قصيدة للجواهري عنوانها "مفاتيح المستقبل"، يؤبن فيها الرفيق الخالد فهد.
وفي سياق الحفل استعرض د. عبد الحميد فرج، ذكرياته في سجن الحلة بين عامي 1948 و1949، وتحدث عن لقائه بالرفيق فهد في السجن. أعقبه الرفيق عبد الكريم الشذر الذي استذكر ابنه الشهيد شاكر الشذر، أحد شغيلة مقر الحزب في منطقة الحكيمية بمدينة البصرة.