طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية وأصدقاؤها بحضور نائب رئيس البعثة الدبلوماسية العراقية السيد محمد الجندي وبمشاركة جمع غفير من الضيوف العرب وزملائنا العراقيين حفلا كبيرا يوم السبت الماضي 24 شباط/ فبراير 2018 احياء لذكرى يوم الشهيد الشيوعي.

وفي بداية الحفل رحب الرفيق حسن النداوي بجميع الحاضرين وشكرهم على تلبيتهم لدعوة المنظمة ودعا المشاركين الى الوقوف دقيقة حداد تكريما واجلالا لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية والشهداء البواسل الذين وقعوا في المعارك ضد ارهابيي داعش.

بعدها القى كلمة الحزب بهذه المناسبة الأليمة على قلوب كل الوطنيين والخيرين من ابناء شعبنا وتناول أبرز جوانبها ابتداء من الجرائم النكراء التي ارتكبت بحق قادة حزبنا الأماجد ورفاقنا الميامين في شباط الأسود من عامي 1949 و 1963. وتطرق الى مآثر وتضحيات وصمود شهداء الحزب باعتبارها دروس وعبر تبعث على الأمل لمواصلة النضال نحو حياة أفضل. وذكر ان النضال الاحتجاجي الجماهيري السلمي من اجل الحصول على الحقوق المسلوبة والضغط على صناع القرار هو الأسلوب الأمثل ودافع وحافز كبيرين على التوجه لخوض الانتخابات القادمة بهمة عالية ومسؤولية كبيرة من اجل تغيير موازين القوى لصالح قوى الاصلاح والتغيير.

واحتفاء بيوم الشهيد الشيوعي تحدث سكرتير منظمة روسيا للحزب دكران يوسف واستذكر الحاضرين بالجرائم الوحشية التي ارتكبتها السلطات الملكية عام 1949 وقطعان الحرس القومي البعثية عام 1963 بحق قادة ومناضلي حزبنا وقادة ثورة تموز المجيدة ، الذين سطروا اعظم المآثر وقدموا امثلة حية من الشجاعة والتفاني والصمود من اجل انتصار قضية الشعب العادلة. وقال علينا اليوم نحن الشيوعيين ان نستخلص العبر والدروس من هذا الارث النضالي وتحويله الى ممارسة حقيقية لمواجهة الوضع المتردي في البلاد سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او الثقافي.

واضاف، بسبب هذا الوضع اصبح التغيير والاصلاح ضرورة لا بد منهما، وان هذه الرؤية قد حددها المؤتمر الوطني العاشر لحزبنا، والذي انعقد في مطلع كانون الأول عام 2016 ، والذي خرج بتوجهات جديدة وحدد حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الحزب والقوى والأحزاب والشخصيات الوطنية الأخرى لتحقيق الهدف المنشود الذي سطره الحزب في شعار المؤتمر المركزي : التغيير ... دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية.

وقال سكرتير المنظمة ان حزبنا ، تأكيدا على هذه التوجهات ، دعا جميع القوى الخيرة الى المشاركة الواسعة في الحراك الجماهيري السلمي باعتباره احدى الوسائل الجادة والمؤثرة الهادفة الى التغييروالاصلاح.. واشار الى الدور الكبير والرئيسي للحزب في هذا الحراك الجماهيري الواسع.

وذكر سكرتير المنظمة ان هذا الحراك الجماهيري، الذي اخذ بالتوسع يوما بعد يوم ، كان لا بد أن يولد اصطفافات وتحالفات جديدة بين المشاركين فيه تتفق على قواسم ميدانية مشتركة لخوض الانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات المقبلة. وعلى هذا الأساس تشكل في البداية التحالف المدني الديمقراطي ( تقدم ) ومن ثم التحالف الواسع ( سائرون ).

وفي ختام كلمته قال سكرتير منظمة روسيا اننا في الوقت الذي نستذكر فيه شهداء حزبنا لا بد أن نتذكر ايضا رفاقنا في النضال – رفاقنا السودانيين الذين يتعرضون اليوم الى حملة اعتقالات واسعة من قبل قوات الأمن السودانية. وأضاف اننا في اجتماعنا اليوم نعلن عن دعمنا وتضامننا الثابت مع الشيوعيين السودانيين ونطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين لا يزالون محتجزين لدى الأجهزة الأمنية في سجن كوبر بالخرطوم رغم صدور قرار رئيس جمهورية السودان عمر البشير بالافراج الفوري عنهم.

وعن الوضع السياسي عشية الانتخابات تحدث الرفيق حسن النداوي مستعرضا الأزمة الخانقة في البلاد والفساد المستشري والارهاب الذي لم يتم القضاء عليه كليا. واشار الى القوانين الجائرة التي يصدرها المتنفذون في السلطة حفاظا على مواقعهم، وتطرق الى دور الاسلام السياسي في الأزمة الحالية، والى حركة الاحتجاج الجماهيرية الواسعة ومشاركة القوى الاسلامية المعتدلة فيه. ثم تحدث عن الاستفتاء في كردستان والنتائج التي تمخضت عنه،  وكذلك عن انفلات الوضع الأمني الذي يستغله الارهابيون في عملياتهم الارهابية.

بعد ذلك اشار الرفيق النداوي الى الاصطفافات والتحالفات الجديدة التي انبثقت في خضم الحراك الجماهيري في ساحات بغداد والمحافظات العراقية الأخرى، وظهور التيار المدني الديمقراطي وتنسيقيات الحراك، والى دور القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية في تشكيل التحالف المدني الديمقراطي ( تقدم ) اولا ومن ثم تحالف ( سائرون ) والأحزاب المنضوية فيه.

وفي ختام الحفل تم عرض فيلم عن قادة ورفاق حزبنا الذين اعدمتهم سلطات النظام الملكي والنظام الدكتاتوري المقبور. بعد ذلك دعي الحاضرون الى مادبة عشاء احتفاء بهذه المناسبة.