وسط جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، احتفى نادي الشعر في الاتحاد العام للادباء والكتاب، السبت الماضي، بالشاعر علي حنون العقابي، الذي تحدث عن ديوانه الشعري الجديد الموسوم "وحدي ولم يكن معي سوى قلبي"، الصادر عن منشورات اتحاد الادباء.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، تضمنت قراءة اوراق نقدية حول ديوان المحتفى به، من قبل الأدباء عباس لطيف، علوان السلمان وبشير الحاجم.

الناقد علي حسن الفواز الذي ادار الجلسة، قدم في مطلعها سيرة المحتفى به، واشار إلى انه شاعر وإعلامي، وهو عضو نقابة الصحفيين العراقيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،  مبينا ان العديد من قصائده ترجم الى اللغتين الانكليزية والفارسية.

وأضاف قائلا ان المحتفى به تعرض للاعتقال والسجن اكثر من مرة، بسبب موقفه المعارض للنظام الدكتاتوري المباد، وانه اعتقل أول مرة عام 1974 في مديرية الأمن العامة، لافتا إلى ان العقابي التحق في العام 1981 بصفوف الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، وبقي حتى عام 1984، ثم تعرض للاعتقال مجددا، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات في سجن "أبو غريب".

وذكر الفواز ان العقابي عمل بعد التغيير 2003، في العديد من الصحف البغدادية، بينها "طريق الشعب"، "البينة الجديدة"، "المستشار" و"كل الأخبار".

بعد ذلك تحدث المحتفى به عن ديوانه الجديد، مبينا انه كان من المفروض ان يصدر في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، لكن ظروفا عديدة حالت عائقا دون صدوره في ذلك الحين، تمثلت في تعرضه للاعتقال، وهجرته القسرية خارج الوطن.

وبعد أن استمع الحاضرون إلى باقة من قصائد العقابي، قرأ الروائي عباس لطيف، ورقته النقدية، التي حملت عنوان "المحمولات الجمالية في ديوان العقابي"، والتي جاء فيها انه "منذ الومضات الاولى والاستهلالات الشفيفة في هذا الديوان، نجد مساحة شعرية مكتظة بجماليات متنوعة وتوليفات تثير الدهشة وتنفتح على طاقة كبيرة من التأويل على مستوى الرؤى، واستثمار مركز قادر على توظيف لغة شعرية ممزوجة بالترميز والايحاء".

بينما جاء في ورقة الناقد علوان السلمان، المعنونة "تجاوز المألوف في وحدته وقلبه"، ان "الشاعر نسج عوالم مجموعته الشعرية بأنامله المعانقة لنضج فكري مأزوم، كونها نصوصا نثرية تنم عن روح حداثية، ابتداء من العنوان والدلالة السيميائية والايقونة الدالة على المضامين النصية الكاشفة عن ذات مأزومة".

وقرأ الناقد بشير الحاجم ورقة نقدية، أوضح فيها ان "مجموعة الشاعر علي العقابي تنافست فيها لغتان: شعرية استثنائية ومعيارية استثنائية"، متابعا قوله انه "ثمة تنظيم لهذا التنافس ينحو باتجاه اللغة الشعرية، لكن مع الابقاء على نظريتها المعيارية، هكذا هيمنت لغة الشعر على لغة المعيار عبر اللجوء الى انزياح الانزياح فضلا عن الاعتماد على الانزياح ذاته".

وعلى هامش الجلسة قدم العديد من الحاضرين، مداخلات وشهادات حول ديوان الشاعر المحتفى به.

وفي الختام وقع الشاعر علي العقابي نسخا من ديوانه ووزعها على الحاضرين، ليقدم له بعدها الناقد والباحث فاضل ثامر، لوح الجواهري.