ضمن برنامجه الشهري، ضيّف "ملتقى الدكتور علي إبراهيم" الثقافي في مدينة الحلة، أخيرا، الأكاديمية د. أوراد محمد كاظم، التي قدمت محاضرة بعنوان "التيارات الفكرية في قيم ما بعد الحداثة" بحضور جمع من الأكاديميين والمثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي.
المحاضرة التي احتضنتها قاعة الملتقى في مركز المدينة، أدارها د. مازن داود سالم الربيعي، وافتتحها مقدما نبذة موجزة عن الضيفة وموضوع محاضرتها.
د. أوراد، وفي مفتتح حديثها، ألقت الضوء على مفهوم "ما بعد الحداثة"، ومحدداته، مبينة انه يعني أسلوبا أو تفكيرا ذاتيا عكسيا، أو كتابة تاريخية مهمتها تهديم أعراف وإيديولوجيات القوى الثقافية والاجتماعية المسيطرة.
وأضافت قائلة ان تيارات "ما بعد الحداثة" تمتلك إمكانية وقوة وحضورا، أباح لها التشظي والذيوع في كل مفاصل الوجود، لافتة إلى ان أحد أهم الأسباب التي تقف وراء سر قوة "ما بعد الحداثة"، يتضح في محاولة رسم ملامحها وتقنين معطياتها اعتمادا على استقراء المنظورات الفكرية السابقة، لا بالخضوع لها بشكل قاطع، أو رفضها وتقويضها تماما، وإنما من خلال السعي إلى استحضار ما يؤمن إنتاج أشكال ثقافية ذات خصوصية واستقلالية، تحسب لحركة "ما بعد الحداثة" .
ولفتت المحاضرة إلى انها، ومن أجل إثبات أثر المنظورات الفكرية في حركة "ما بعد الحداثة"، قامت باستقراء رؤية الناقد والمنظر المصري أمريكي الجنسية، إيهاب حسن، للتدليل على فاعلية تيارات "ما بعد الحداثة" من خلال ما يتيسر من مؤلفاته المترجمة.
وتابعت قائلة ان حسن سعى في أكثر من دراسة، إلى إثبات أثر منظورات حركة "ما بعد الحداثة"، متخذا من الفن والاجناس الادبية ونظريات النقد أساسا راسخا في تقديم صورة متكاملة عن محددات تلك الحركة، ورصد سماتها ومنظوراتها المعرفية، التي يؤكد حسن نفسه، أن جزءا مهما منها يرجع الى التيارات الفكرية التي سبقت "ما بعد الحداثة".
وأوضحت د. أوراد ان حركة "ما بعد الحداثة"، لم تأتِ من فراغ "بل ثمة تصورات ونزعات فكرية وسلوكية سابقة تدخلت في الإرهاص بمنطلقاتها"، مضيفة ان من أهم تيارات تلك الحركة: "النزعة الرومانتيكية"، "التصورات الرمزية"، "الدادائية"، "السريالية"، "الفكر الطليعي"، "الفكر الاشتراكي"، فضلا عن الماركسية التي ارتبطت بتطور الرأسمالية الغربية، والتي مثلت اتجاهات أساسية في حركة الحداثة.
وشهدت المحاضرة مداخلات واستفسارات قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم عبد علي حسن، سعد الشلاه وأ.د. عبد المحسن الجنابي. وقد عقبت د. أوراد محمد كاظم على المداخلات، وأجابت عن الاستفسارات، بصورة ضافية.