تجمع العشرات من عائلة واصدقاء ورفاق الشيوعي الباسل د. جوهر شاويس ، لوداعه قبل مواراة جثمانه الثرى ، وتجمهر المشيعون حول جثمانه حيث القت زوجته ورفيقة حياته الاخت "أم ألان" كلمة مؤثرة لوداعه ، ثم رفع الجثمان من قبل المشيعين في مسيرة مهيبة الى قبره حيث سيرقد بسلام

وودعه الجميع بالقاء الزهور على جثمانه ، ثم التأم الجمع مرة اخرى في احدى القاعات لتقديم التعازي لعائلته والقاء الكلمات التأبينية ، والقيت كلمة مؤثرة مصحوبه ببعض القصائد الكردية من قبل احد افراد عائلته ، وكذلك كلمة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وتم عرض فلم مصور مصحوب بموسيقى حزينة يتضمن بعض محطات حياته ، بعدها اعتلى رفيقه وصديقه الدكتور الشاعر حميد الخاقاني المنصة ليتحدث عن بعض خصائل الرفيق الفقيد الانسانية والاممية ، وعن لقائه الاول به في بغداد من خلال عمله الصحفي في جريدة الفكر الجديد "بيرى نوي" وفيما بعد في المانيا بعد الهجمة الفاشية للبعث على الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية وهذا مقتطف مما قاله الرفيق الخاقاني :

" يشق ويصعب علينا جميعا ، نحن .. أهله.. رفاقه..أصدقائه.. ان نودع رفيق درب وصديقا عزيزا مثل ابي آلان، وتشتد هذه الصعوبة على من عرفه وصاحبه ورافقه في طريق النضال الطويل ، لقد نشأ جوهر في عائلة كردية مناضلة، متنورة ذات نزوع إنساني تقدمي. والمتنورون نادرون في محيطات اجتماعية تسوقها عقلية الاتباع والتقليد في تجلياتها العقائدية والبطرياركية الذكورية والقبلية . ولم يكن صدفة ان يختار الراحل وعدد من ابناء العائلة المتنورة الذهاب الى الحزب الشيوعي العراقي ، ليس لان هذا الحزب كان اول تشكيل سياسي في العراق ينادي ، وفي فترة مبكرة ، بحل عادل لقضية الشعب الكردي على قاعدة حق تقرير المصير ، وإنما لان هذا الحزب كان ، منذ تأسيسه ، ومايزال لحظة تنويرية هامة في تاريخ العراق المعاصر في السياسة والثقافة والمدنية .

ومن خلال تعرف الراحل على الافكار اليسارية وفي وقت مبكر، انخرط في النضال الطلابي ومن ثم العمل الحزبي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ودفع ضريبة انتمائه وخياره الشيوعي كما الالاف من رفاقه، في المطاردة والاعتقال والحرمان والتشريد.

كان الراحل لايتحدث عن مرضه العضال كانه لم يكترث به ، ولم يدعه يؤثر على فاعليته . ظل يحرص على حضور اللقاءات الاجتماعية والثقافية والفكرية والمساهمة في الجدل التي تثيره موضوعاتها .

وكان في كل هذا حاضر الذهن يقظ العقل يحاجج ويصغي لما يناقض حجته .كان يدرك ان الاصغاء ياخذ صاحبه الى التفاعل مع الافكار والاراء الاخرى حتى وان لم يكن قد اقتنع بها او ببعضها بعد. 

 إن كل وداع هو ضياع وفقدان ، فبعد فقدان الوطن والاهل والاحبة أصبح الاحبة والرفاق والاصدقاء امكنة واوطان نلجأ اليها دائما للتعويض عن الفقدان الكبير ، ورحيل الرفيق جوهر هو ضياع وفقدان آخر لمكان مايزال له منزلة في الروح "

وأختتم  الرفيق الخاقاني حديثه بقراءة نعي المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي للرفيق د. جوهر شاويس ، بعدها قدمت التعازي باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي لزوجته الاخت أم آلان ونجله آلان وشقيقه نوروز  وبقية افراد عائلته الكريمة .

 

الثلاثاء 27 نوفمبر 2018