طريق الشعب
اختتمت الجمعة الماضية في مدينة العمارة، فعاليات مهرجان الكميت الثقافي السادس، الذي أقامه اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة ميسان برعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ودعم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ومحافظ ميسان علي دواي.
المهرجان الذي انطلق الخميس الماضي على قاعة "الفندق التركي" في مركز المحافظة تحت شعار "ميسان والكلمة أفق ثقافة وراهن إبداع"، شارك فيه أكثر من 80 أديبا من مختلف المحافظات، وحضره جمع من المسؤولين المحليين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المهرجان، بارك الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الشاعر إبراهيم الخياط، لأدباء ميسان تقديم "هذا الطبق الأدبي الثقافي الفذ – مهرجان الكميت السادس"، داعيا باسم الاتحاد، رئيس الوزراء إلى أن يكون وزير الثقافة الجديد من الوسط الثقافي الفعال و"لا نريد وزيرا يترك المشهد الثقافي وينصرف إلى الإيفادات والمقاولات وإجازات الأمومة وغيرها" – على حد قوله.
وتابع قائلا "يا دولة رئيس الوزراء.. لا نريد وزيراً لموظفي وزارة الثقافة بل نريده وزيرا لسبعة آلاف سنة من الحضارة والثقافة والتكميم والحريّة والملاحم والشعر والقيثارات والرسوم والنقوش والمواويل والرقص والتمثيل والدرس والفكر والترجمة.. نريد وزيرا للثقافة يعرفنا ونعرفه، يفهمنا ونفهمه، نُغضبه ويرضى علينا".
وشهد مساء يوم الافتتاح جلسة شعرية احتضنتها "قاعة الكميت بن زيد الأسدي" في مبنى مجلس محافظة ميسان، وساهم فيها الشعراء د. سعد ياسين يوسف، محمد حبيب، كاظم محمود السامرائي، عباس الباني، كفاح وتوت، علي حسون، حذام طاهر ووحيدة حسين.
ثم عقدت جلسة نقدية حول القصة القصيرة في الادب العراقي ومنجزها وقضاياها والمشكلات التي تعالجها وخصائصها الموضوعية والبنائية. وقد أدار الجلسة د. علي حداد، وتحدث فيها عدد من النقاد، وهم كل من حسن سلمان، عباس خلف، زهير الجبوري، علي سعدون، عبد الغفار العطوي وعلي متعب جاسم.
أما اليوم الثاني والأخير من المهرجان، فقد تضمن أيضا جلسة شعرية مسائية ساهم فيها الشعراء حميد المختار وخضير خميس ووليد حسين ومعن غالب ووحيدة الركابي وراوية الشاعر وعبد المنعم السلطاني ونادية كاسب. أعقبتها جلسة نقدية، أيضا حول القصة القصيرة في العراق، أدارها د. سمير الخليل، وتحدث فيها كل من النقاد علي الفواز وعلوان السلمان ووجدان عبد العزيز وجميل الشبيبي وجاسم محمد جاسم.
ووزعت على الحاضرين في سياق الجلستين، نسخا من كتاب "مظفر النواب سفر إبداع شعري يتجدد". وهو يتضمن دراسات حول منجز الشاعر الكبير مظفر النواب، قدمت في الدورة الماضية من مهرجان الكميت.
وفي الختام أصدر المشاركون في المهرجان بيانا دعوا فيه الرئاسات الثلاث إلى دعم الثقافة العراقية والمثقفين العراقيين، ووزارة الثقافة إلى إعادة العمل بالاحتفاء بالمدن العراقية عواصم للثقافة سنويا، مؤكدين حق محافظة ميسان في أن تكون عاصمة للثقافة عام 2019.
كذلك دعا البيان وزارة الثقافة إلى توفير الدعم المالي المناسب لاتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، لتبني تنفيذ مقترح القاص المعروف محمد خضير، بإصدار "أنطولوجيا" شاملة للقصة العراقية القصيرة منذ العام 1920، ودعا أيضا الوزارة والحكومة المحلية في ميسان إلى زيادة التخصيصات المالية لمهرجان الكميت للارتقاء به إلى مصاف المهرجانات الدولية. فيما دعا رئاسة مجلس الوزراء إلى دعم الأديب العراقي وتوفير قطع أراض سكنية له أسوة بزملائه الصحفيين والإعلاميين، وإلى إعادة المنحة المالية السنوية "بما يليق بمكانة الأديب العراقي ويحفظ كرامته".
هذا واختتم المشاركون بيانهم مؤكدين دعوة الاتحاد العام للأدباء الكتاب إلى اختيار شخصية ثقافية معروفة وفعالة لمنصب وزير الثقافة في الحكومة الجديدة، بعيدا عن المحاصصة التي عصفت في أركان الدولة.