احيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك حفلا استذكاريا للشهداء، في كوبنهاغن مساء السبت 17/02/2018، وكان البدء بكلمة قرأتها الرفيقة همسة عريفة الحفل جاء فيها :

"هاماتنا، نحن الشيوعيين العراقيين، مرفوعة بالمجد والكرامة والكبرياء، لأن الغاية والهدف الأسمى والوحيد لكفاحنا الثابت والأصيل، هو من أجل الوطن وحريته وتقدمه وإزدهاره. ورغم الضربات الموجعة بل والقاسية، التي توالت على جسد الحزب، وسجلت أثارها المؤلمة على مسيرته، لكنها لم تسجل غيابه أو موته أو تلاشيه .

فالحرب غير المقدسة ضد الحزب، والتي جمعت المختلفين والمتناقضين وذوي الأهداف المتصارعة، كانت تنتهي على الدوام بالفشل والخيبة، والحزب يظل - كما هو دائماً - نخلة عراقية أصيلة، عميقة الجذور في قلوب الناس .

أما أؤلئك الذين راهنوا على القضاء على حزب الشيوعيين العراقيين، والذين وضعوا تواريخاً واضحة لحلمهم المريض هذا، فهم، ويا لسخرية التأريخ، إحتلوا المزابل واحداً بعد أخر، في حين ظل الحزب حياً وقادراً على العطاء والإستمرار.

وها هو الأن يستقبل المئات من الاعضاء والاصدقاء الجدد، ويحتضن جيلاً جديداً من الشابات والشبان الذين ولدوا في زمن الفاشية والارهاب، وغُيب الحزب طويلاً عنهم، إن هؤلاء الشباب الجدد يكتشفون الان صورة الحزب الحقيقية، حيث الوطنية الصادقة، وتأخي القوميات والاديان والطوائف في نسيجه المتنوع الجميل .

إنهم يكتشفون نظافة اليد واللسان، حيث لا تجاوز على مال عام، ولا إستئثار بمنصب أو موقع لغايات حزبية أو شخصية خاصة. وكلنا أمل أن الحزب سيحتل مكانته الحقيقية، بين أبناء شعبه بكافة قومياتهم ومناطقهم، نامياً بصبر وثبات، ودون تشوه أو إفتعال، معززاً شبكة تنظيماته، صاقلاً كوادره بالخبرة والتجربة، مهيئاً نفسه لمستقبل الايام، لكي يلعب دوره الحقيقي، في مقدمة الحركة الديمقراطية العراقية، وفي مقدمة القوى الوطنية المناضلة من أجل بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد، عراق الحرية والتأخي والازدهار.

المجد كل المجد لشهداء الحزب الميامين والعار كل العار للقتلة والجلادين، من مختلف الأنظمة والعهود ."

ثم وقف الحضور دقيقة حداد على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية.

جاءت بعدها كلمة منظمة الحزب في الدنمارك قرأها الرفيق يوسف صالح، استعرض فيها السفر المجيد لكفاح الشيوعيين العراقيين وماثرهم الوطنية ومما جاء فيها :

"لابد من التغيير نحو الافضل، ولنا ثقة كبيرة بشعبنا أن هو قادر على انجاز هذا التغيير.

نحن مقبلون ايها الاعزاء على انتخابات برلمانية في آيار القادم، ما يتطلب من بنات وابناء شعبنا المشاركة الفاعلة لممارسة حقهم الدستوري، واختيار ممثليهم ممن يرون فيهم الكفاءة والنزاهة وممن يتحملون المسؤولية بأمانة. يجب ان نحسن الاختيار، ليكون لنا برلمان قادر على تحمل المسؤولية للأعوام القادمة لتنبثق عنه حكومة كفوءة، قادرة على البناء ابتداءً من دور الحضانة والمدارس والمراكز الصحية واعادة تأهيل المعامل والمصانع وتأمين فرص عمل للشباب، والنهوض بالاقتصاد الوطني، حكومة قوية قادرة على كشف ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم الى القضاء كي ينالوا جزاءهم العادل وتعاد الاموال المنهوبة الى خزينة الدولة."

ثم جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في الدنمارك، والتي قدمها الرفيق جلال علي فقد تضمنت التحايا ليوم الشهيد الشيوعي وتمجيدا لبطولاتهم وتضحياتهم من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحقوق القومية المشروعة، واكدت على ضرورة استلهام العبر ومواصلة الكفاح من اجل ذات الاهداف والقيم النبيلة التي استرخص الشيوعيون دماءهم لتحقيقها، وتحدث عن الوضع الكردستاني مشيرا الى ازماته المتعددة وشيوع الفساد في مؤسسات الاقليم، وتغليب سلطة الاحزاب على حساب سلطة المؤسسات الدستورية في الاقليم وفي ختام الكلمة اشاد بصمود عفرين في وجه العدوان والغطرسة التركية.

و قدم الرفيق علي حسين علوان كلمة رابطة الانصار الشيوعيين في الدنمارك نقتطف منها :

"الرفيقات والرفاق الاعزاء

الحضور الكريم

مساء الخير ابناء الشهداء واحفادهم

مساء الخير ايها الاوفياء

اتشرف ان اقف امامكم لامثل رابطة الانصار الشيوعيين ، وباسم النصيرات والانصار المناضلين الذين ضحوا بالغالي ،والنفيس ، ،،،فداءً للوطن والشعب ،،، والمثل الانسانية العليا

اقف امامكم اليوم،،،، يوم الشهيد الشيوعي العراقي،،، لاستذكر وامجد شهداءنا الشيوعيين الابرار،، الذين استرخصوا ارواحهم الغالية من اجل عراق ترفل في سماءه رايات الحرية والكرامة لشعبه الابي

اتشرف ان استذكر وياكم اروع ملاحم التضحيات وانقاها شرفا وعفة،،،،،، تضحيات ملأت مساحات كبرى من ايام وسنين التأريخ السياسي العراقي الحديث ،،،

وليس غريبا ان يتصدر هذه التضحيات،، ودون تردد ،،، شيوعيون عراقيون،، ملأوا روحهم حبا لشعبهم ووطنهم

حالمين ببناء وطن الخير والحب والسعادة والحرية لابناءه "

ثم جاء دور الموسيقى حيث قدم الفنان نسيم الدكم اغان والحان ذات محتوى وطني وانساني يليق بالمناسبة، بعدها دُعي الحضور الى استراحة لتناول الشاي والقهوة والمعجنات البيتية ذات النكهة العراقية.

وكانت الفقرة الثانية للشعر والمسرح ، والتي قدمت لها عريفة الحفل كما في بقية الفقرات بمقاطع معبرة من الشعر الشعبي تمجد الشهداء وتتغنى بأمجاد الحزب وتاريخه ومنها :

دم الشيوعي جرى، وكل دم إله شارهْ

يضوي ويلالي ويشع، وتنتشر أخبارهْ

للجاي  يمنح  آمل،  ويوزع  بشاره

باجر كمرنه يهل، وتضوي أنواره

وشجرتنه تزهي بثمر، غيمتنه مطاره

افتتح الجزء الثاني من الحفل ، الشاعر عواد ناصر قائلا: تحية وسلام لوجوهكم الجميلة ولشهدائنا الابطال، آمل ان تكون كلماتي شمعة في ليل العراق الطويل، شمعة على شاهدة كل شهيد. ثم قرأ قصيدة (عربات شباط)، (بغداد ليست عاصمة) وقصائد اخرى، كانت تراتيلا شدت اليها الحضور وانصت لها  بخشوع.

وفي المسرح اعتلى المنصة الفنان سلام الصكر ممثلا ومخرجا، في عرض مسرحي لقصيدة مظفر النواب حجام البريس، يساعده في الادارة المسرحية الفنان صلاح الصكر، وفي تنفيذ الموسيقى الفنان رتاب الاميري، ليخطف انتباه الجمهور ويدهشهم بادائه المتقن.

حضر الحفل عشرات من الرفاق والاصدقاء وعوائل الشهداء وممثلو عدد من الاحزاب العراقية والعربية وممثلي المجتمع المدني، وكانت هناك عدد من رسائل التحية والتضامن منها، من حزب الشعب الفاسطيني ، تيار الديمقراطيين العراقيين ، رابطة المراة العراقية، جمعية مابين النهرين، جمعية الكرد الفيلية، الجمعية الثقافية المندائية، كما زينت قاعة الاحتفال بصور الشهداء ، وعلى جانبي المسرح صورتان للرفيقين فهد وسلام عادل، وعلى الشاشة في واجهة المسرح، كان يعرض طيلة وقت الحفل فلما يتضمن المئات من صور الشهداء مع موسيقى واغان للحزب والناس مصاحبة للعرض.