فاضل زيارة

ان سألتم يوما كيف يمكن لحزب شيوعي ان ينشا ويصمد، بل ويتطور وينمو في بلد واجه أعتى الطغيان من قبل الاستعمار البريطاني ومن والاه، ومن الدكتاتوريات التي توالت على حكم العراق، لولا وجود مناضلين كبار دخلوا التاريخ من بابه الواسع، وناضل فيه خيرة ابناء الشعب العراقي – انه المناضل ابو قاعدة حيث تمر علينا ذكرى اربعينيته والتي تم الاحتفال بها بمشاركة جمهور غفير من مدينة هلسنبوري وما جاورها.

اقيم الحفل التأبيني مساء السبت المصادف 27 – 10 – 2018 تخليدا لذكراه ووفاء لتاريخ هذه الشخصية الوطنية التي تركت بصماتها في تاريخ العراق من خلال قيادته للحركة الفلاحية. ولذكراه العطرة القت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد كلمتها والتي جاء فيها ما يلي-

باسم الحزب الشيوعي العراقي الذي ننتمي اليه، باسم الارض التي نتجذر فيها ، باسم الشعب المعلم والقائد، ننحني اليوم اجلالا واكبارا لنجم كبير افل من نجوم الحزب الشيوعي العراقي، افل وهو ينادي بنا الى ان الطريق من هنا ايها الرفاق، سيروا عليه لبلوغ الغاية المقدسة التي يحملها كل شيوعي في صدره، افل الرفيق الكبير ابو قاعدة ولكن نضاله وعطائه وافكاره لازالت سامية تناطح السماء ، وبرغم رحيله من الحياة فان جذوره وشخصيته وعظمته تنبع من ارض العراق السمراء معمدة بالدم والسجون والمعتقلات ، وقناعته الراسخة مع رفاقه الشيوعيين والديمقراطيين في التصدي لظلم الانسان لأخيه الانسان، وتأكيده بان مشاكل المجتمع لا حلول لها في السماء بل على الارض.

لقد رحل النجم الساطع وهو يعطي دروسا للأجيال القادمة في معنى حب الانسان لوطنه ولشعبه ولتراثه التقدمي، ومعنى ان يكون مناضلا، وكيف يكون ثوريا يهب حياته من اجل القيم الانسانية، قيم العدالة الاجتماعية وحرية الانسان والمساواة بين شعوب الارض، فالمناضل لا يعرف الاستسلام. رفيقنا أحب العراق مع رفاقه ودافع عن قضاياه، وبرغم تعرضه للقمع والظلم والاضطهاد والسجون، فلم تلن له قناة، وبقي يناضل بشرف ثوري من اجل عراق ديمقراطي اتحادي موحد ومن اجل التغيير. نحن الشيوعيين العراقيين نؤكد ونقول ان المناضلين والثوريين لا يرحلون، وسيبقى تراثهم وارثهم النضالي سلاحا للأجيال القادمة. لقد رحلت رفيقنا ابو قاعدة ولكنك لن تنسى، فلك الذكر الطيب ولعائلتك الصبر والسلوان.

السبت / 27 – 10 – 2018

 

عرض مقالات: