ابعث بتحايا لرفاقي الذين هبوا لنصرة حزبهم .. ابعث التحايا للرفاقي الذين قدموا حياتهم في سبيل حزبهم.

تمر هذه الايام الذكرى 39 لتأسيس قاعدة بهدينان لانصار الحزب الشيوعي العراقي في المناطق التابعة لمحافظة دهوك والمناطق التابعة لمحافظة نينوى.

حيث توافد الى تلك المنطقة الحدودية رفاق من دول الشتات بعد ان اضطروا مغادرة العراق الى دول الجوار سوريا ولبنان والكويت والدول الصديقة والاشتراكية بلغاريا ورومانيا وجكوسلوفاكيا وغيرها من هذه الدول .

منذ قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 1973 حتى انفراط عقدها اواخر عام 1978 ارتبط حزبنا بعلاقات رسمية ، وكان يجسد ذلك في هذا التحالف هو ميثاق العمل الوطني.. وقد عاش رفاقنا والحزب ككل في ظروف صعبة للغاية ، الا ان دور الحزب اخذ بالتوسع في جميع المنظمات الجماهيرية  ووصل الى اخر قرية من قرى الريف العراقي، وتعاظمت  في تلك الفترة مكانة الحزب بين اوساط شعبنا العراقي.

الا ان نهج النظام الدكتاتوري كان بالضد من محتوى هذا التحالف ، واتسم بالارهاب البشع من الاعتقال والاغتيال والخطف والسجن لابعاد الرفاق والاصدقاء عن الحزب بهذه الاساليب وغيرها ومنها التوقيع على قرار 200 بعدم الانضمام الى اي حزب ومنها الحزب الشيوعي العراقي ، وجراء ذلك خسر الحزب الكثير من رفاقه من اعضاء وكوادر حزبية.

ازاء كل تلك الاوضاع ، طالب رفاقنا وفي كل التنظيمات الانسحاب من هذا التحالف وهذه الجبهة المتردية حيث بدات الامور من سيئ الى اسوأ.وقد جاء اجتماع المكتب السياسي  للجنة المركزية ليؤكد على صيانة التنظيم، وقد اتخذت مجموعة من الاجراءات التنظيمية والحزبية المناسبة.

وفي تموز 1979 وعلى ضوء اجتماع اللجنة المركزية، اتخذ الحزب قرارا يقضي بانتقال الحزب ومنظماته الى موقع المجابهة من اجل انهاء دكتاتورية النظام، وذلك بالتوجه الى شمال العراق (كردستان)وايجاد موطئ قدم هناك وبالتعاون مع الاحزاب والقوى الكردية لتصعيد عملية الكفاح المسلح.( في ظل هذه الظروف برزت فكرة اللجوء الى العمل الانصاري المسلح في كردستان ومن اجل حماية الكادر والاعضاء وابعادهم عن غدر الاجهزة الامنية التابعة لنظام بغداد...وثيقة تقيم حركة الانصار 1979-1988 ص 5).

توافد على قواعد الحزب في كردستان ومنها قاعدة بهدينان التي تأسست في 4 تشرين الاول 1979 وهو يوم بناء اول قاعة للرفاق الانصار والتي تبعتها قاعات اخرى لتكون اول قاعدة عسكرية تابعة للحزب الشيوعي العراقي في بهدينان.

كانت ظروف البناء صعبة للغاية خاصة وان الكثير من هؤلاء الرفاق لا يعرفون طبيعة وظروف  البناء، والاكثرية اول مرة يصعدون الى الجبل ،ولم يكن معنا غير رفيقين كانوا في الحركة المسلحة السابقة الذين لديهم الخبرة والدراية في كيفية البناء وطريقة عمل وتجهيز مستلزمات العمل والامور الادارية الاخرى من ملابس واغطية ومواد تمونية وارزاق وغيرها.

اضطر الرفاق الذين التحقوا بعد ان تخرجوا من دورات عسكرية في سوريا ولبنان وكانت لديهم الخبرة العسكرية ، الى مجابهة الصعوبات من جوع وبرد ومعانات والبعد عن ابسط وسائل الاتصال ، هذه البطولة التي جسدها الرفاق والمجابهة التي قدرتها قيادة الحزب في رسالة الى هؤلاء الرفاق الانصار قرأت  في حفل خاص بعد ان تم اكمال القاعة الاساسية في 18 يوما ، هذه القاعة التي ممكن النوم فيها بحدود 30 نصيرا.

لقد التحق هؤلاء الانصار منذ نهاية ايلول 1979 ولكن لم يبدأ العمل في البناء الا في هذا التأريخ وكان بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان متواجد منذ نهاية 1978 وباسم القيادة المؤقتة بعد نكسة عام 1975 حيث عقد المؤتمر التاسع  في 3-4 تشرين الثاني 1979 في رازان(ز تلفظ كحرف كردي بثلاث نقاط) الحدودية في ايران.

لقد حمل هؤلاء الرفاق افكار الحزب ومبادئه الانسانية ، فكر العمال والفلاحين والكادحين ، امنوا بان تكون العدالة و الاشتراكية  للجميع وفوق الجميع وبمنظور انساني وديمقراطي يعطي الاولوية الى قيمة الانسان وحاجاته في المرتبة الاولى.

خاض هؤلاء الانصار وغيرهم النضال وجابوا جبال كردستان ووديانها وسطروا ايات من البطولة والتضحية والايثار والمبادرة ، وكان فخرهم ان يقدموا كل ما لديهم ،ولهذا كانت الصفات،  الجرأة والاقدام والتضحية في النفس . وقد استشهد المئات من الانصار. واشير فقط الى الرفاق الشهداء الذين التحقوا من الخارج بين تأسيس القاعدة  1979ونهاية 1979 .وهم:

محمد ابراهيم جاسم (ابو اذار )، غسان عاكف حمودي (دكتور عادل)، جمال سلهو مثنى (ابو زياد)، نجيب هرمز يوحنا (ناهل)،احمد بربن (ابو سلمى)، محمود علي  رحيم (ابو غسان)، جبار فنجان (ابو هاشم) ،محمد حسين راشد (ابو علي النجار)،هاشم جاسم الجاسم (ملازم ابو يسار)،رحيم عودة (ابو سلام)، باسم محمد غانم ( ابو صلاح)، احمد عبد الامير مرتضى (ابو سلام ) قاسم عبد الامير مشل (ابو جهاد ) ، علي ظاهر الحسن الشمري (ابو يوسف) ، (ابو جواد ، لم استطع الحصول على اسمه الصريح)، كاظم ابراهيم خضير الخطابي (ابو داود) [i]ا لذي توفي في حادث في افغانستان.

قدمت الحركة الانصارية اعدادا كبيرة من الشهداء من اجل الدفاع عن مصالح شعبنا ، وقد تعرف الشعب الكردي على الحزب وانصاره، فقد كانوا مدافعين عن الجماهيروقراهم ومن اجل نيل الشعب الكردي حقوقه القومية.

لجميع الانصار التحية والسلام ولهذا التاريخ النضالي البطولي

والف تحية لشهداء الحركة الانصارية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعض الرفاق عاتبني حيث لم اشر لهم في كتبي عن الحركة الانصارية ومنها غرفة التصوير التي يديرها النصير ابو سامر في قاطع بهدينان ، ولهذا اعتذر للرفيق النصير، وكذلك بقية الرفاق ومنها النصير ابو داود سماوة وغيرهم.

[1]وكان من ابطال عملية اقتحام ربيئة سري سرين في راوندوز والتي جرح في عينه  وكانت بقيادة النصير البطل خضر كاكيل.

والرفيق ابو داود غادر كردستان و توفي في حادث سيارة متعمد في العاصمة كابل في افغانستان 1988ودفن هناك، وحسب رفيقنا كامل كرم ابو علاء  مسؤول منظمة افغانستان و كتابات ابنه علاء في الفيسبوك، ان السيارة التي دهسته كانت سيارة عسكرية نوع زيل، متعمدة في قتله حيث صعد السائق على الرصيف وليس مستبعدا دور سفارة النظام الفاشي السابق بتعقبها واغتيال الشيوعيين وكان لرجالها يد في الحادث الذي قيد حادث سير، وقد بلغنا في ذلك وكنا نريد ان نشتكي حيث كان الحادث متعمدا.

 

 

عرض مقالات: