بعد جهود وتحركات خيرة من اهل الرياضة وابنائها وبالتعاون مع شخصيات وطنية ومسؤولين يعشقون الرياضة انبثق قانون رواد الرياضة وابطالها بالرقم 6 لسنة 2013 والذي منح الرياضيين الرواد والابطال مكاسب مادية على شكل منح واعطاهم الحق بالحصول على قطعة ارض في مسقط رأس الرياضي، واضاف لهم حق الحصول على بطاقة صحية لمراجعة المستشفيات العراقية والسفر للخارج لغرض المعالجة، اذا تعذر علاجهم داخل الوطن.
وتم تنفيذ القانون على مراحل وخطوات متعثرة وكنا نطالب بقوة بتنفيذ موضوعة البطاقة الصحية لأن روادنا هم من كبار السن والمرضى والعجزة، وكنا نأمل لهم شيخوخة هادئة، لكن هذا الحق الذي منحه القانون المذكور كان هو الاصعب ولغياب المتابعة والبطاقة الصحية ولظروف التقشف والعوز المالي تساقط الكثير من رواد الرياضة وودع الاكثر الحياة لصعوبة توفر الدواء والعلاج.
وكان آخر روادنا وابطال رياضتنا النجم الشاب ولاعب الكرة المبدع حبيب جعفر الذي تعرض الى ازمة قلبية ورقد في مستشفى ابن النفيس وساهم اطباء المستشفى بخدمته ورعايته، وعاده الكثير من نجوم الأمس وبعض الشخصيات الرياضية واهتموا به شخصياً، وكثيرا ما استذكر احبتنا الرواد البطاقة الصحية واهميتها اليوم لخدمة رواد الرياضة خاصة الشيوخ والمرضى ممن هم اكبر عمرا من حبيب جعفر ممن لعبوا وخدموا الرياضة سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وظلوا يعانون من الاهمال والتقصير وانعدام الرعاية وفقر الحال، امثال: رحومي جاسم وحسين هاشم وصاحب خزعل ونوري ذياب واسماعيل مهدي (ابو حقي) شيخ الرواد.
لقد كتبت مراراً وتكراراً عن البطاقة الصحية لاهميتها وطالبت بها لانها ستشكل انقاذاً للمئات من رواد الرياضة ونجومها، بينما دول الجوار والمنطقة عملت البطاقة الصحية لشعوبها. اما نحن فلا ذكر ولا توجه لهكذا موضوع وكأننا خارج المجموعة الشمسية. وانا والعشرات من الرياضيين الرواد ممن زرنا الحبيب جعفر، هذا اللاعب الحريص والنجم الكروي المتألق والذي حقق للعراق الكثير من الانجازات والنجاحات، وجدناه طريح الفراش ويعيش ساعات وايام حرجة. وتذكرنا احبتنا الرواد ممن عانوا ويعانون آلام المرض وتقدم السن والشيخوخة.
نناشد معالي وزيرة الصحة وان كانت تعيش اياما في منصبها الوزاري هذا، ونطالبها بأن توفي لنا بالتزامها بتنفيذ عهدها لنا باعتماد البطاقة الصحية لرواد الرياضة ونجومها وتسعى من اجل مراجعة شيوخ الرياضة لمستشفيات حكومية او اهلية للحصول على العلاج والرعاية والاهتمام الذي يسعى له الرواد.
ان ما تعرض له الرائد الرياضي حبيب جعفر نجده جرس انذار وضع الجميع امام مسؤولياتهم للاهتمام والرعاية بنجوم الامس ممن قدموا لرياضة الوطن احلى ايام العمر، وان نسعى كل من موقعه لنقدم لهؤلاء النجوم كل الدعم المادي والمعنوي الصادق الذي يشكل جزءاً يسيرا مما قدمه هؤلاء الابطال يوم كانوا في عز عطائهم.
تحية لرواد الرياضة ونجومها، وشكرا للوطن عندما يرعى هؤلاء الابطال في شيخوختهم ولا ينساهم.

عرض مقالات: