ابتداء اقول بأني كلاعب سابق بكرة القدم ومختص في اللعبة بحكم الخبرة والممارسة والتجربة والمتابعة أتفق مع فكرة المدرب الاجنبي ومع الاستفادة من خبرات من سبقونا وامتلكوا التجربة والعلم والمعرفة لاسباب عدة تراكمت عندي وتبلورت في ذهني وعقلي. ومع هذه القناعة اقول اليوم بان واقعنا الحالي لا يعالج ومشاكلنا لا تحل بجلب مدرب اجنبي (خواجه) لان المتراكم في الساحة العراقية من اشكالات وصراعات واجتهادات ووجهات نظر لا يختزله تدريب عشرين او ثلاثين لاعباً من نخبة لاعبي العراق للمشاركة في بطولة ما او دورة كروية اقليمية في ظل ظروف مالية قاسية وواقع متقشف يبحث عن الدعم الحكومي واتحاد لا يمتلك رصيداً مالياً وفيراً ولا منافسات تدر الملايين للاتحاد الذي يعدّ الدعم الحكومي مصدره الاول والاخير. الا اني ارى ان الاخوة في التشكيلة الاتحادية الجديدة وجدوا ان مطالب الشارع الكروي تتجسد في جلب المدرب الاجنبي لإرضاء الشارع واسكات المعارضين وبالتالي يسدون الطريق امام التقولات والهجمات العكسية. وارى ان هذا الاسلوب وهذه الخطوة ليست موفقة وستكون نتائجها سلبية لعدة اسباب في مقدمتها الهدف منها: الجواب واضح هو لتطوير اللعبة، هنا يحق لنا ان نتساءل هل ان التطوير يبدأ من القمة ام من القاعدة؟ اظن ان الجميع والمختصين بالذات يعرفون جيداً بان التطوير والاصلاح والانطلاق يبدأ من الفئات العمرية والعمل معها ومع فرق الاشبال والناشئين والشباب والاولمبي ومن خلال اقامة بطولاتها ومنافساتها على مستوى المحافظات اولا ثم على مستوى الوطن ووضع الخطط والبرامج المركزية وهذا لا يتم الا من خلال وجود عقلية علمية متطورة تخطط وتبرمج وتبني وهنا حكمة الاستفادة من الخبير الاجنبي الذي يشرف ويوجه ويتعاون مع عقليات اكاديمية متطورة تكون قد درست وتدربت تحت اشراف (المدير الفني) هذا من اجل تحديد وحدة الهدف والبرنامج ومع التدرج والتصاعد من القاعدة وصولاً الى القمة وهنا تظهر الحاجة الى مدرب المنتخب الوطني (الاجنبي) المتوافق والمتعاون مع (المدير الفني) عندها يظهر نموذج العمل المثمر وهكذا يثمر بعد فترة من خمس الى عشر سنوات وبتعاون وانسجام قادة كرة القدم المختصين اما ان تتواصل الخلافات والمناكدات والصراعات داخل العائلة الكروية وعموم القطاع الرياضي وكل يسعى الى مصالحه وعلى حساب اللعبة. وهذا ما يحصل اليوم وقد يؤدي ذلك الى زيادة الاخطاء والمشاكل وبالتالي الفشل في تقدم اللعبة وضياع الاموال والزمن بينما بلدان الجوار والمنطقة والقارة تسير بخطى واثقة ومتسارعة لبناء كرتها والسير بها نحو العالمية.
احبتي في اتحاد كرة القدم البناء يبدأ من القاعدة والانجازات وخطواتها المدروسة تبدأ مع الصغار وان من يفكر بالعمل مع القمة سيجد نفسه بلا انجازات ولا مستقبل. وان من يبدأ بالبناء عليه ان ينطلق من الفئات العمرية وبطولاتها ومنافساتها على ان تشمل كل المدن والمحافظات وحسب تخطيط علمي عام وبطولات سنوية وتواجد مدربين اكفاء ومدراء فرق حريصين وصادقين مع انفسهم ومع الوطن وتربويين من الطراز الاول وذوي سمعة طيبة في الوسط الكروي وان نغادر المجاملات والعلاقات وتقريب هذا وابعاد ذاك على حساب الوطن وكرة القدم. وان نضع حدأ لآفة التزوير والتلاعب بالاعمار لانها هي التي دمرت كرة القدم العراقية.. ولنا عودة.

عرض مقالات: