يتميز الشعر الشعبي بكونه منطوقا باللهجة "العامّية" المتداولة بين أبناء المجتمع، وليس باللغة الفصحى. ومن شعراء بلدنا المتميزين بكتابة هذا النوع من الشعر هو السيد عريان السيد خلف، المعروف محليا وعربيا وعالميا.
وتعود شهرة السيد عريان وتميزه، إلى أسباب عدة، أهمها اعتزازه باللهجة الشعبية العراقية المتداولة، التي يحبها أبناء المجتمع حبا نابعا من حبهم لوطنهم.
وما يميز السيد خلف أيضا، هو صدق مشاعره وحقيقتها. إذ إنه صادق بموضوعه الشعري، وهو يعبر عن واقعه أو أي حدث فعلي بمشاعر حقيقية دون أي تكلف أو تملق. فشعره ليس مجرد كلام، وهذا ما دعا الجمهور إلى التفاعل معه. فالكثير من الناس لم يقرأوا شعره، لكنهم استمعوا إليه وصاروا يرددونه باستمرار.
كذلك ساهمت السيرة الذاتية لشاعرنا الكبير في انتشاره على مساحة جماهيرية واسعة. فهو معروف بنضاله الوطني، وتجارب حياته العديدة وثقافته التقدمية، وغيرها من المميزات التي انعكست على موضوعات أشعاره. كما انه متمسك بمبادئه النبيلة، لذلك تعرض إلى ظروف صعبة وقاسية أبان حكم النظام الدكتاتوري المباد، ما أدى إلى سجنه والتأثير على وضعه الاقتصادي. لكن كل تلك الظروف لم تثن عزم السيد خلف أبدا، بل انها كانت سببا لتمسكه بمبادئه واستمراره في السير في الطريق المستقيم، وتحفيز موهبته الشعرية لينطلق هاتفا الشعر الشعبي المتميز.
قبل عام توقف النتاج الأدبي لشاعرنا الكبير إثر تعرضه لحادث ألم به، لكن ما أفرحنا هو سماعنا قبل أيام بشفائه وعودته معافى إلى مقر عمله.
نتمنى لشاعرنا المبدئي المبدع عريان السيد خلف الصحة الدائمة والعمر المديد.

عرض مقالات: