في منتصف العام 2005 وجهت الينا احدى منظمات المجتمع المدني السويدية الدعوة لزيارة دولة السويد والمشاركة في دورة تدريبية بشرط ان تضم البعثة نخبة من نجوم كرة القدم العراقية ومن تنوع الطيف العراقي . وبالفعل شكلنا لهذا الامر مجموعة تجاوزت العشرين رياضيا من نجوم كرة القدم تقدمهم شيخ المدربين الراحل عمو بابا والدوليين غانم عريبي وحبيب جعفر وشاكر علي ومهدي كاظم وغيرهم من مبدعي الكرة العراقية واشتركنا في دورة تدريبية حققنا فيها فوائد فنية ودعائية ووطنية للبلد وكنا بحق سفراء للعراق ايامها وفي احدى زياراتنا لأحد ابدع ملاعب العاصمة السويدية والذي جرت عليه مباريات كأس العالم عام 1958 شاهدت مدخل الاستاد وفيه مجموعة من الاقدام البشرية وتفصيلاتها مما اثار فضولي فسألت مرافق البعثة الدكتور العراقي علي الحسناوي عن هذه الاقدام فقال : هذه اقدام لاعبي السويد الذين مثلوا المنتخب السويدي في كأس العالم يومها ووصلوا الى المباراة النهائية امام الفريق البرازيلي وهو اعظم انجاز كروي للسويد في تاريخها الكروي مما دفع المعنيين بكرة القدم السويدية الى تخليدهم ووضع بصماتهم اثرا وتخليدا للأجيال من خلال طبع اقدامهم العارية في أرضية المدخل ( الكونكريتية الرطبة ) مع اسم كل لاعب منهم هكذا تخلد الدول أبناءها ونجومها كل في المكان الملائم له . عالما او رياضيا وفلكيا او مهندسا عبقريا لانها تريد ان تترك لأجيالها آثارا لا يمحوها الزمن . ذكرت هذه الحكاية وانا أشارك احبتي الرياضيين في تجمع رياضي عند قشلة المتنبي حضره العشرات من الرياضيين واصدقائهم ورجال الصحافة والاعلام للمطالبة بعدم اقصاء وتهميش وابعاد ابطال الرياضة ونجومها من المشاركة في إعادة بناء الرياضة العراقية بسبب حساسيات وخلافات واجتهادات ومصالح خاصة تسبب الخسارة للرياضة والعابها فالوطن اليوم بحاجة الى كل الجهود الخيرة والعقول النيرة من اجل تجاوز العقود القاسية التي عاشها أبناء الوطن ومنهم اهل الرياضة وقادتها مما ضيع من العراق أجيالا واجيالا كان من الممكن لها ان تقدم إنجازات وابداعات كبيرة لكن الحساسية وسياسات الاقصاء والتهميش والابعاد ظلت هي السائدة وبحجج وذرائع شتى والخاسر هو الوطن ورياضته .
يا قادة ومسؤولي السياسة والفئة الحاكمة، القطاع الرياضي لم يعد قطاعا هامشيا ولا ثانويا خاصة بعد إقرار الشعب لمادة دستورية تعنى بالرياضة وتصوب مساراتها وتعدل اعوجاجها بل انه اصبح قطاعا أساسيا لما تحمله الرياضة من قيم واهداف نبيلة وآثارا إيجابية على الشعب بكل تنوعاته وطوائفه الامر الذي يتطلب مشاركة جماعية ورياضة شعبية وطنية تدعوا الى الوحدة والتماسك والانفتاح على الجميع . الامر الذي يدعونا جميعا الى المساهمة في بناء البلد لان هذا البلد لا تبنيه طائفة واحدة ولا قومية واحدة ولا دين واحد فلكل أبنائه حصة في هذا البناء والرياضة نموذج كبير وقطاع مبدع يدعونا جميعا الى المساهمة في أداء هذه المهمة الوطنية والعالم تجاوزنا بعقود كثيرة ونحن مازلنا نفكر بعقلية محدودة .

عرض مقالات: