قطار التغيير الواقف على سكة العراق؛ ينتظر منا طاقة التحرك.

أول ما نُريده من قطار التغيير؛ أن تستوفي الدولة حقوق الشعب من شركات الكهرباء والهاتف المستغلة، لتضعها في خدمة الشعب.

 ليس هذا فحسب، انما ينبغي لها التأكد من عمل مدارس القطاع الخاص وجامعاته، ومستشفياته، وعيادات أطبائه، وصيادلته، ومختبراته،  ومضمديه. فالكثير منهم؛ يسرقون أموال الشعب علنا، وعلى عينك يا تاجر، الامر الذي يتطلب تنظيما جديا لهذه المرافق.

 وأغلب هؤلاء متهربون من الضرائب، وينبغي محاسبتهم ضريبيا بطريقة سليمة.

 ليس هذا فحسب، وانما يجب تنظيف الجمارك ممن يستنزفون مليارات الدولارات من خزانة الشعب، ويجيزون مواد مسرطنة، وغير صالحة للاستعمال البشري، وأحيانا الحيواني. والنجاح في ضمان نزاهة الجمارك، يُسهل تطوير الصناعة المحلية التي يجب أن تُحمى، فلا يُعقَل أن تتمكن صناعة الاغذية أو القمصان والبنطلونات في العراق؛ من منافسة غيلان المصانع الأجنبية.

هل تحتاج حكومتنا الجميلة القادمة عبقرية كي تكتشف الأزبال الملقاة في الطرقات، فتعود إلى أمانة العاصمة، وبلديات المحافظات لتساعدهاعلى إعادة هيكلتها لتستطيع تنظيف البلاد، وتبليط الشوارع؛ وإنشاء المجاري التي تركها القطاع الخاص غير كاملة الانجاز، وهو الذي لا يكف عن الصراخ أنه يطلب الحكومة أموالا لم تدفعها له. لقاء ماذا؟

لسْتُ أدري، ولا المنجم يدري.

هناك مدارس كانت تعمل، زعموا أنها آيلة للسقوط، هدموها مشكورين، لكنهم سرقوا أنقاضها، ثم تركوها هياكل في أحسن الأحوال، سارقين أثمانها من وزارة التربية منصرفين بلا حسيب أو رقيب!

مثل هذا يُقال عن المستشفيات ايضاً، وغيرها من مرافق الدولة المعطلة، أو شبه المعطلة. فهناك مَن ينعم بالمال، والله للفقراء والمظلومين.

إن خراب المدارس والمستشفيات الحكومية يعني وجوب إعمار المدارس والجامعات والمستشفيات الأهلية، وكل هذا بثمن، فكيف يدفع الناس إذا كانوا عاطلين عن العمل؟!

من هنا ينبغي تشغيل الناس بإعادة المصانع المعطَّلة، والمزارع المخربة، مع توفير ما تحتاجه من أموال ومن مياه يجب توفيرها للزراعة. فلا تنال الحكومة رواتبها كي تجلس مرتاحة على الكراسي الوثيرة، لكن ينبغي لها العمل على إحقاق الحق، وهذا بعض الحق على الحكومة. لقد قال الإمام علي ع: (لولا الرغيف، ما عُبِد الله). فهو ربط العبادة لله بالرغيف، وتلميذه الحصيف (أبو ذر) يعجب لمَن لا يجد قوت عياله كيف لا يرفع سيفه.

 ولكي لا يرفع الناس السيف، يتوجب على الحكومة الجديدة العمل على إطعام الناس، وإلا فماذا تنتظر؟!