ان هذا العدوان جاء بعد انتهاء انتخابات البرلمان العراقي، وحصول تحالف سائرون” (الذي يشارك فيه الحزب الشيوعي) على مقاعد تجاوزت ما حصل عليه اَي تحالف آخر . ومعروف ان تحالف “سائرون” قد طرح ما يحتاجه العراق من نبذ للطائفية البغيضة والمحاصصة المقيتة وما يحتاجه من خدمات ضرورية مفقودة، وتأكيده على صياغة القوانين بما يخدم كل العراقيين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ليخرج العمل وفق السياقات المطلوبة.
ان دخول “سائرون” بهذا الزخم العالي وهذا التأييد الشعبي العارم أربك القوى المستفيدة من الوضع المزري الذي يرزح تحته العراقيون ويعانون منه كثيراً، وجعلهم يتوقعون خسارتهم الكثير من مواقعهم في السلطة، وفقدانهم مراكزهم المالية الضخمة التي بنوها من السحت الحرام كالسرقات والرشاوي والتلاعب باموال العراق ومصير أبناء العراق، لذا ومن باب الانذار والارهاب لابعاد “سائرون” والقوى المحبة لخير العراق من تحديهم اقدموا على فعلتهم الشنيعة هذه، وهم مخطئون بهذا التصور فالحزب الشيوعي ليس ضعيفاً ولَم يكن ضعيفاً في كل تاريخه، فهو حزب الأبطال والمضحين على مر تاريخه ، فكم قدم من شهداء ومن تضحيات جسام في سبيل العراق ، والتاريخ يشهد بذلك ، ما يعني ان منتسبيه لا تعوزهم الشجاعة ولا تعوزهم التضحية، ولكنهم ملتزمون بالقوانين وتعاليم حزبهم البطل.
ان من يتصور ان الحزب سيتراجع عن أهدافه يرتكب خطأً كبيراً لأنه مستعد لما هو اكثر سوءً والرد عليه بالشكل المناسب، وبتأييد ومساندة من كل قوى الخير المدنية والديمقراطية. وقد صرح الحزب على هذا العدوان بما هو آت ” لن ينال هذا العمل الاجرامي الشنيع، ولا غيره من الاساليب الغادرة، من عزيمة الشيوعيين والديمقراطيين، الذين سيواصلون السير إلى الأمام مهما كانت التضحيات، لما هو في مصلحة الشعب، نحو بناء دولة المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. الخزي والعار لمنفذي هذا العمل الغادر ومن يقف وراءهم من المفلسين سياسيا واخلاقياً ”. لذا نقول للقوى التي عرفها الشعب العراقي والتي خربت العراق وأذلت العراقيين لا مكان لكم اليوم في العراق، وسوف تلفظون لفظ النوى ، وتحاسبون حساباً عسيراً عما اقترفتموه ، والغلبة حتماً للعراق الأشم والعراقيين الأبطال ، وان غداً لناظره قريب