في تقرير للعربي الجديد جاء فيه أنّ انتهاكات وممارسات الحكومة العراقية السابقة، لم تقتصر على المجالات السياسيّة والأمنيّة فحسب، بل تعدّتها إلى خزينة الدولة، وقد أعلن العبادي بنفسه عن سرقة منظّمة خلال السنوات الثماني التي سبقته، تقدّر قيمتها بمائة مليار دولار.
وان العبادي قال خلال جلسة لمجلس الوزراء في مستهل ولايته ، إنّ "الآلية التي اتُبعت في وزارتي الداخلية والدفاع خلال تلك الفترة، أدّت إلى فقدان العراق مائة مليار دولار من خزينته، تمثّل أموال الشعب، لأنّها صُرفت من المال العام، وإنّ عمليّة إبرام العقود والمناقصات مع الشركات المجهّزة للوزارات الأمنية وجهازي الأمن الوطني والمخابرات، لم تخضع لضوابط قانونية واضحة، ورافقت غالبيتها شبهات فساد واضحة".
ولم يكشف التقرير لأنه صار معروفاً للقاصي والداني أن صفقة استيراد أجهزة كشف المتفجّرات الفاشلة، وحدها كلّفت الدولة العراقيّة نحو مليار دولار، فضلاً عن تبعاتها الماديّة والمعنوية التي تسبّبت في إزهاق آلاف الأرواح وعشرات الآلاف من الجرحى وخسائر مادية تتجاوز عشرة مليارات دولار، وهذه "جرائم لا يمكن أن نتجاوزها" على حدّ نصّ العبادي، الذي أعلن عزمه "تقديم كل من تورّط في سرقة أموال العراقيين إلى القضاء، أياً كان منصبه".
ويكشف التقرير أنّ المنظمة الدولية لمكافحة الإرهاب، أشارت إلى أنّ الأجهزة الأمنيّة في العراق، تعمل بنظام مختلف في رصد "الإرهابيين"، مبيّنة أنّ أجهزة كشف المتفجرات المستخدمة في نقاط التفتيش، ما هي إلا أكذوبة، هذا ناهيك عن فضيحة صفقة الطائرات الروسية وملياراتها الزاكمة.
وتعدّ سرقة المائة مليار دولار التي كشفها العبادي بنفسه، هي الأكبر في تاريخ العراق،على وفق ما أكّده الخبير الاقتصادي عمار الخفاجي لـ"العربي الجديد"، إذ أوضح أنّ الرقم الذي تحدث عنه العبادي "كبير ويعادل ميزانيّة الدولة العراقيّة لعام 2012". ولم يشهد تاريخ العراق، الكشف عن سرقة مماثلة بهذا الحجم، لأنّ الميزانيّة العراقيّة لم تتجاوز قبل عام 2006 بضعة مليارات من الدولارات، لتتوالى بعدها الميزانيات "الانفجاريّة"، التي صُرف أغلبها على الأمن الذي لم يتحقق في حينه.
وبقدر ما يدعو هذا التقرير المؤذي الى الهمّ والغمّ وحتى البكاء فإنه يدعو أيضاً الى الضحك لسببين، أولهما ترسيخاً لحكمتنا الشهيرة أن شرّ البلية ما يُضحك، وثانيهما أن التقرير يذكرنا بجدتنا الرؤوم.
فعلى ذمة الصديق عباس تركي، أن تِرباً له حكى مرة:
چانت أمي تطبخ الدجاجة وتخليهه كدام بيبيتي حتى هيه توزع علینا، لأن بيبيتي حقانية و تخاف الله.
المهم بيبيتي تاخذ الدجاجة و تغطيها بالخبز حتى محد يشوفها، وتاخذ كرصة خبز وتمد ايدها للدجاجة وتثلم شويه من الجلد وتلفها بخبزة چبيرة وتترسها خضروات وخيار حتى تكبر اللفة وتنطيها لواحد من عدنه وتكله: روح هناك ليشوفوك أخوتك !
وهيجي واحد واحد الى أن تكومنه كلنه،، وتبقى بيبيتي وحدهه تاكل الدجاجة كلها، وظل الحال مثل ما هو الى أن ماتت بيبيتي يللا عرفنا الدجاجة بيها (فخذ وصدر وجناحات)!
وهنا استعدل "بهلول" في جلسته، وسحب حسرتين معاً، وقال:
-
أووووف أوف، الله ايرحمچ بيبيتنا.. والله هسه ما كمنا انشوف لا جلد ولا هم يحزنون، وبالعكس نزعونه حتى جلدنا، وفوكاها يردون انصوّت إلهم!

عرض مقالات: