عاشت الرياضة العراقية حتى منتصف القرن الماضي على هامش الاحداث وشكلت جزءا تكميليا من متطلبات الحياة العامة للمجتمع العراقي. ولكن زيادة الوعي الوطني وتفهم متطلبات الحياة واستيعاب الرياضة كممارسة صحية ومن اجل التنمية وتحسين الانتاج وصيرورتها قوة مؤثرة وقطاع حيوي، كل ذلك اضافة الى دور النخب الرياضية والقيادات الاكاديمية والخبرات الوطنية المتزايدة والانفتاح الديموقراطي الذي غطى الساحة العراقية وفتح ابواب الوطن امام التجارب والخبرات العالمية .. كل ذلك توج بصدور وثيقة الدستور العراقي الدائم واقراره والتي تضمنت في واحدة منها حق ممارسة الرياضة وتوفير الدولة لمستلزمات ممارستها في سابقة متميزة عن دساتير دول منطقة الجوار، وان توفر شبيهها فضمن حدود بسيطة ومعقولة. واعتبر ذلك الاقرار والاعتراف الدستور للرياضة وممارستها انتصارا للرياضة العراقية واهلها. وضمن تجربتنا منذ 2003 وحتى الساعة، ومع تقدم الزمن وزيادة خبرة الجماهير وتقدم الفكر الديموقراطي والحياة البرلمانية ( رغم نواقصها وعيوبها ) الا ان الرياضيين بدؤوا يستوعبون القيم الرياضية والوعي الانتخابي، وزادت قناعاتهم وتطورت افكارهم ومعتقداتهم وايمانهم بالتجربة والعملية الانتخابية، مما دفع بالكثير من ابطال الرياضة ونجومها واكاديمييها لتقدم الصفوف ولعب الدور الاساسي الذي يتناسب مع كفاءاتهم ودورهم التاريخي، وهذا الايمان لم يكن سعيا فرديا او شخصيا بل كان سلوكا جماعيا وايمانا فكريا باهمية الرياضة بعد تجربة طويلة عاشتها الرياضة البرلمانية من خلال وجود لجنة الشباب والرياضة البرلمانية والتي تعذر عليها تقديم العطاء المتناسب مع حجم الرياضة ودورها وبسبب ضعف امكانيات وقابليات مسؤوليها وقادتها. ومع كل الحب والاحترام للمجتهدين منهم الا اننا وجدنا بالرياضيين المرشحين للدورة البرلمانية الحالية من قادة المؤسسات الرياضية وابناء الالعاب المتنوعة والاكاديميين المتخصصين والذين حملوا برامج انتخابية متميزة ركزت على اصلاح الواقع الرياضي وتشريع القوانين للمؤسسات الرياضية والتي افتقدناها في السنوات السابقة اضافة الى العمل من اجل تحسين البنى التحتية والتي تطور واقعها مقارنه بالمرحل السابقة، الا ان الواجب يتطلب الارتقاء بمنشآت جديدة تغطي وتشمل الوطن كله .

احبتي مرشحي الرياضة العراقية الى قبة البرلمان نشكركم على برامجكم الرياضية التي نافستم بها السياسيين وقدمتم انفسكم باقتدار عال املين ان تقدموا لنا الرائع والجديد في مسيرتكم البرلمانية وان يصل منكم اكبر عدد من ممثلي القطاع الرياضي، وان تضعوا الرياضة في حدقات عيونكم ومشاريعها في سويداء قلوبكم ،وان كنا قد عذرنا من قصر ولم ينجح او وصل ولم يقدم الجهد المطلوب فإننا غدا لا نعذر من يقصر او يخطئ. امنياتنا ان ترفعوا هامات الرياضيين من خلال اجتهادكم ونجاحكم وخدمتكم لعراقنا الجديد.

عرض مقالات: