لغزُ الحياة وحَيرة الألبابِ

أنْ يستحيلَ الفكرُ محضَ ترابِ

 (الجواهري)

نجم آخر هوى، فقد رحل عنا بالأمس قامة فنية كبيرة. انه الفنان الكبير طه سالم، والد كل من الفنانين شذى سالم وفائز طه سالم وسهى سالم وسامر طه سالم وشقيق الفنانة الرائدة المغتربة وداد سالم .

طه سالم كاتب وممثل مسرحي ، ولد عام 1930. بدأت اهتماماته المسرحية في فترة مبكرة وهو طالب في المدرسة الابتدائية، حين قام بتأسيس فرقة مسرحية من أبناء محلته في بغداد. كتب مسرحيات عديدة قدمتها  الفرقة القومية للتمثيل وفي أكاديمية الفنون الجميلة وبقية الفرق الاهلية، وساهم بمئات الأعمال الإذاعية كاتبا ومقدما، كما ترجم نصوصا قصيرة من المسرح العالمي.  عمل في البداية ممثلا ومخرجا مع الفنانين الرواد سامي عبد الحميد، خليل شوقي ،يوسف العاني، وجيه عبد الغني ،كما اشترك في تمثيل مسرحيات شكسبير وهو طالب في معهد الفنون الجميلة وباشراف استاذه حقي الشبلي ،ومع مطلع الستينات كتب مسرحيات : الطنطل ،البقرة الحلوب ، وفوانيس، ثم بعد ذلك قرندل  و ما معقولة والدولاب .  ويعد طه سالم من رواد مسرح اللامعقول في العراق. وكانت معظم مسرحياته تتناول موضوعات مختلفة من الحياة العراقية. وساهم ايضا في السينما العراقية حيث مثل في الاعمال السينمائية : (ابو هيلة) و(شايف خير) وغيرهما .

تميزت كتابات طه سالم بنصرة المظلومين والمهمشين وقد عاني الأمرين في حقب سياسية مختلفة لامتلاك أعماله موقفا تنويريا يساريا واضحا.

وكان الراحل أحد المؤسسين لنقابة الفنانين وعضو مجلسها المركزي، كما كان مؤسسا لفرقة اتحاد الفنانين واحد المساهمين في تأسيس فرقة المسرح الفني الحديث.

ندعو بهذه المناسبة المؤلمة كل المؤسسات المعنية إلى الاهتمام بطبع أعماله الفنية لتستفيد منها الأجيال القادمة

عرض مقالات: