واحد من أهم وأشهر الاتحادات الرياضية في الساحة العراقية هو الاتحاد العراقي لكرة القدم والسبب واضح جدا لأنه معني باللعبة الجماهيرية رقم واحد في الساحة الرياضية والأوسع نشاطا والأكثر فاعلية والاهم أحداثاً وإثارة مع أهمية ودور الاتحادات الأخرى. وبفعل الأحداث والنتائج نجده اتحادا منفردا ومثيرا للقيل والقال وعلى هذه الأسس والحكايات نجده مثارا للتساؤلات والرعاية والاهتمام من أعلى المستويات في الدولة العراقية حتى أدناها. واليوم نجد أن المؤسسات الرياضية جميعها معنية بانتخابات هيئاتها الإداريةالتنفيذية لأنها تأخرت عن تنفيذها خلال المرحلة السابقة ( يعني بضع سنوات ) منها الأندية الرياضية واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وبعض الاتحادات الرياضية. ولعل انتخابات اتحاد الكرة هي الأكثر اهتماما وتساؤلا ومثارا للمتابعة والجد لأنها معنية باللعبة الأولى والأكثر شعبية في الساحة الرياضية العراقية ولان أهم وابرز نجوم الرياضة ولاعبي كرة القدم من أجيال اللعبة المختلفة والأكثر شهرة يسعون الى التواجد في التشكيلة الاتحادية التي تقود اللعبة لشعور الكثير منهم بأنهم قادرون على العطاء والخدمة في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم وشهرتهم لخدمة الكرة والنهوض بواقعها المتواضع وتراجعها المستمر وفشلها في تقديم نفسها ومستواها على مختلف الأصعدة العربية والإقليمية والقارية والعالمية ويعزون ذلك إلى إخفاق وفشل القيادات التقليدية في تحقيق ما تصبو إليه الجماهير وعشاق كرة القدم لأنهم من غير المتخصصين ولا العارفين بإسرار اللعبة وتفاصيل تطورها وتقدمها . واليوم ونحن على أبواب الانتخابات في الاتحاد العراقي لكرة القدم والتي ستقام في نهاية أيار القادم لابد لنا من تأشير أهم السلبيات التي رافقت عمل التشكيلات الاتحادية في العقود الأخيرة وفي مقدمتها غياب المنهج والبرنامج العلمي لتطوير اللعبة والنهوض بواقعها وفشل قيادات الاتحادات بالاهتمام والرعاية ببرنامج خاص لتطوير الفئات العمرية والضعف الواضح في مكافحة ظاهرة التزوير والتلاعب بالأعمار مما ضيع على اللعبة فرصة تطوير المواهب المستحقة في الميدان. يضاف إلى ذلك اهتمام أعضاء التشكيلات الاتحادية بمنافعهم الشخصية على حساب المصلحة العامة من حيث الاهتمام بالمشاركات الخارجية والسفرات الترويحية والمعسكرات التدريبية وبشكل جماعي دون مراعاة للوضع المالي والأزمات الاقتصادية. مع فقر واضح في القدرات المهنية والإدارية مما عرض الاتحاد إلى أزمات متلاحقة ومشاكل وتعقيدات في العمل الفني والقانوني والافتقار الى الاستقرار التدريبي وتواصل استبدال مدربي المنتخبات ولكل الفئات العمرية والضعف باختيار الاكفأ والأفضل مما ضيع الكرة وتسبب في هبوط وتراجع مستوى فرقنا الكروية. إذا ما هو الحل والمطلوب لتصحيح مسيرة اللعبة والنهوض بواقعها في ظل الحال ؟ ابتداء نطالب بتصحيح واقع الهيئة العامة لاتحاد كرة القدم كما ونوعا اي زيادة أعضائها إلى ما يقرب من مائة عضو على الأقل بينما الوضع الحالي محدد بعدد لا يزيد على خمسين عضوا فقط وهذا العدد القليل يساعد على التكتل وجمع الأنصار بسهولة وبطرق ميسرة ومقبولة. أما الزيادة فسوف تضم الأكاديميين والمتخصصين و اللاعبين الرواد والحكام المتقاعدين والمدربين العاملين وفتح المجال لأندية الدوري بترشيح نجوم الكرة السابقين كممثلين لها في الهيئة العامة حتى وان كانوا ليسوا من أعضاء هذه الأندية واعتماد بعض المستشارين من خبراء كرة القدم في الهيئة العامة . وبهذا نؤسس لهيئة عامة متفهمة لواجباتها عارفة بما هو مطلوب منها لتحديد مسار اللعبة وتطورها . لقد كانت خطوة رئيس الاتحاد الحالي عبد الخالق مسعود بإعداده برنامجا شاملا للنهوض بواقع كرة القدم العراقية أثراً كبيرا في فوزه برئاسة الاتحاد بدورته الحالية لكنه اخفق وفشل في التطبيق وتعذر عليه نقله الى التطبيق الميداني بسبب عدم انسجام وتفاهم المجموعة الفائزة بالانتخابات . مما يتطلب الانسجام والتفاهم والاتفاق بين الفائزين بقيادة الاتحاد للمرحلة القادمة والا فالفشل والفوضى وضياع اللعبة أمام فرق العالم التي أخذت تسير بخطوات كبيرة نحو العالمية والتقدم .. ولنا عودة.

عرض مقالات: