ثمة بعض من تضارب الأنباء واختلافها في قضية معينة، الغرض منه هو التمويه على الكثير من الحقائق، ولكي تختلط الأمور فلا يدري المتلقي أين هو الصواب وأين جادة الحق. لذلك يتحاشى البعض منا أحيانا الولوج في أمور لم تتبدى حقائقها ولم تعرف أسبابها. ومسألة "نفوق" الأسماك من الأمور المحيرة التي تخفي وراءها الكثير من علامات الاستفهام وربما علامات التعجب. فالمعروف أن العراق يستورد كل مستلزمات المعيشة من الخارج، وينفق سنويا عشرات المليارات من الورق الأخضر على استيراد الغذاء والدواء والمواد والمعدات ويندر أن لا يستورد شيئا، بل وصل الأمر أنه يستورد المياه النقية الصالح للشرب من بلدان تنعدم فيها المياه السطحية (الانهار) ويستورد التمور بعد ان كان العراق يتصدر الدول المنتجة للتمور، الجميل في الامر أنه يوجد شيئا واحدا لم يستورده بلدنا وحقق هدف الاكتفاء ذاتيا من منتجه المحلي وهي الأسماك، وذلك لان الشطوط والانهر والبحيرات الصناعية توفر له الأسماك بأنواعها، فأصبحت زاد الفقير في بلد تجاوزت نسبة الفقر فيه الـ 30 في المائة لرخص أثمانها.
ومما ينبئ أن وراء الأكمة ما وراءها، تضارب آراء المعنيين بشؤون الإنتاج الحيواني، وعدم وضوح التبريرات التي عللت ما حدث من هلاك هائل في الثروة السمكية لحادثة سابقة خطيرة لم تحدث عبر عقود من السنين، مما يعني إن هناك أمر دبر بليل يستهدف الاقتصاد العراقي في ظل سعي محموم من حكومته الجديدة لبيع المعامل والمنشآت الحكومية وخصخصة القطاع العام، كي يقدم هدية سهلة للفاسدين والمضاربين بمقدرات العراقيين، ورغم أن الحكومة قررت إحضار مختصين من خارج البلاد للوصول إلى الحقيقة إلا أن الحقيقة ستبقى خافية حالها حال آلاف (القضايا) الألغاز التي شكلت لجان تحقيقية حولها ولم تعرف حقائقها حتى الآن.
تبسم سوادي الناطور بغضب مكتوم وقال: هاي السالفة ما ينرادلها روحه للقاضي مبينه مثل عين الشمس، ليش هي حكوماتنه شخلّت وراها عامر، أشو الخراب عم كلشي، التعليم صار أهلي، والمستشفيات أهليه، والكهرباء أنطوها لشركات الجباية، والتنظيف جابو شركات، وملايين الموظفين ياخذون راتب وما عدهم شغل ونصهم ما يدامون وكل عشره على ميز، وما ظل شي عامر بالعراق، وخربانه، والسمچه خاست من ذيلها وبعد ما يرهملها كل چاره، وشوفة عينك متذابحين على المناصب، وكل واحد يحوز النار الكرصته والفقير أله ألله، وچانن النسوان يغنن "حتى السمچ بالماي يبچي عله حالي"، وهسه السمچ يبچي عله حاله، وهاي صارت مگلوبي ويا ويلنه من المگلوبي!