ابو طبر ، شخصية عراقية حقيقية خلقتها العقلية المخابراتية الصدامية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بعد ان خضع لدورة تدريبات على أيدي مخابرات أجنبية محنكة. (اسمه الحقيقي حاتم كاظم هظم 1932 - 1976 أحد كوادر حزب البعث المنحل، وكنيَ بأبي طبر لأنه استخدم الة "الطبر" في ضرب رؤوس ضحاياه)
ونجح النظام، آنذاك، في خلق حالة من الرعب طالت العراق من شماله إلى جنوبه، وخاصة في العاصمة بغداد. وسقط عدد من المواطنين الابرياء ضحايا لعمليات الغدر التي نفذها"أبو طبر" بأساليب مختلفة، تحت حماية واشراف مخابرات النظام البائد.
وعلى طريقة الإعلام النازية، قامت نفس أجهزة النظام بكشف الفاعل لكي يظهر النظام وسيده "النائب" بالبطل المنقذ! وتم بعد ذلك إعدام أبو طبر وطمس كل ملفات القتل والاغتيالات.
وفي سنوات الحصار سيئة الصيت عادت الاغتيالات التي يقوم بها فدائيو صدام بالتنسيق مع المخابرات لتطال نساء عراقيات لأسباب واهية وبحجة دعم الحملة الإيمانية، زورا، التي أطلقها النظام آنذاك!
وبعد أن استبشرنا خيرا بسقوط ذلك النظام، ومرور أكثر من عقد ونصف العقد على الدخول في عملية سياسية جديدة تعتمد على نظام انتخابي برلماني، عادت مجددا سلسلة الاغتيالات ضد نساء بريئات وشباب مدنيين تقوم بها جهات من خارج سلطة الدولة، تمتلك المال والسلاح لتشكل عبئا جديد على العملية السياسية، وخاصة في هذه الايام التي تشهد تحولا مهما في هذه العملية بعد اختيار مرشح مستقل لرئاسة الوزراء من خارج الأحزاب المتنفذة!
الهدف الجلي للإخلال بالأمن، في هذه الايام، هو وضع العراقيل أمام تشكيل حكومة مهنية بعيدة عن المحاصصة وقادرة على كشف ملفات الفساد واحالة تلك الملفات للقضاء. وضع العراقيل أمام حكومة لها القدرة على حصر السلاح بيدها، فانفلات هذا السلاح يمكن أن يشكل عبئا جديدا على مجمل الوضع المجتمعي.
الحكومة التي لا تستطيع محاربة هاتين القضيتين، الفساد والسلاح، لا مستقبل لها!

عرض مقالات: